في زيارة حملت رسالة اعتذار ضمنا، استقبل رئيس حزب القوات
اللبنانية سمير
جعجع، زعيم تيار المستقبل سعد
الحريري في مقره بمعراب، بعد تصريحات الأخير في مهرجان إحياء ذكرى اغتيال والده رفيق الحريري، حين قال لجعجع: "لو تمت المصالحة مع التيار الوطني الحر لوفرتم الكثير على المسيحيين".
وأشارت صحف لبنانية إلى أن الحريري سئل عما إذا كانت زيارة "معراب" بمثابة اعتذار فما كان من جعجع إلا أن قاطعه قائلاً: "بيننا وبين الشيخ سعد لا يوجد اعتذارات بأي شكل من الأشكال، فنحن رفاق درب بشكل مباشر منذ 11 عاما حتى الآن، ومنذ 25 سنة بشكل غير مباشر، لذا فإن هذا المنطق مرفوض بما يتعلق بي وهذه الزيارة كانت مقررة مسبقا".
وعما إذا ما كان جعجع مستاء مما قاله الحريري، فقد أجاب رئيس القوات: "بقدر ما أنا معتاد على الشيخ سعد، فالجميع لاحظ علي أنني رأيت الأمر طبيعيا لأننا في العادة نمازح بعضنا البعض كثيرا، ولكن حين انتهى المهرجان توقفت عند ردة فعل قواعد تيار المستقبل ومدى ترحيبهم بي، ولكن وجدت أيضا أن جمهور القوات "خربانة" عنده وما زلنا حتى الآن نلملم ذيول ما جرى".
بدوره قال الحريري: "إن ما يجمعنا والحكيم هو 14 آذار و14 شباط ذكرى اغتيال الوالد، إلى جانب الكثير من الأمور. وما عنيته بالأمس هو أن لبنان كان ليكون أفضل لو حصلت كل المصالحات في وقت أبكر، هذه الأمور ليست بيننا ويوجد مواقف أهم قيلت في خطابي، وشباب القوات والمستقبل ضيعوا الأساس في هذا الخطاب بسبب حماستهم".
بدورها، قالت صحيفة "الأخبار" اللبنانية، إن زيارة الحريري لمعراب كان وراءها طلب من السفير السعودي علي العسيري الذي زار الحريري في بيته، لاحتواء غضب قواعد "القوات اللبنانية" و"لملمة" الموضوع، كما تقول الصحيفة.
وأشارت إلى أن طرفي الأزمة من "القوات"و"المستقبل" تبادلوا الاتصالات لحل الأزمة واحتواء "الحريق" وسجلت اتصالات نواب "مستقبليين" بزملائهم "القواتيين" لامتصاص النقمة والتخفيف من الحملات.
وحول عودة الجنرال
ميشيل عون للنزول إلى جلسة الانتخاب أجاب جعجع ممازحا بحسب "النهار": "أنا سأتوسط لدى الجنرال عون والشيخ سعد لدى النائب سليمان فرنجية، فالشيخ سعد يدعو النواب إلى المشاركة في الجلسة، ولكن مرشحه أيضا لا ينزل إلى المجلس".
وأضاف جعجع: "يجيب على النواب التوجه إلى المجلس للقيام بواجبهم الذي ينص عليه الدستور بطريقة ديمقراطية".
وعلى صعيد ملف ترشيحات الرئاسة اللبنانية واستمرار التعثر في اختيار الرئيس، قال الموقع الرسمي لتيار المستقبل إن الحريري وفي أعقاب لقائه برئيس الوزراء اللبناني تمام سلام، قال إن "هناك مرشحا ثالثا هو هنري حلو، وإذا نزلنا إلى مجلس النواب فهناك من سيصوّت للجنرال عون وصحتين على قلبه".
وعما إذا كان سيشارك في الجلسة المقبلة لانتخاب رئيس للجمهورية، أجاب: "إن شاء الله".
وكان الحريري سئل لدى وصوله الى السرايا الحكومي عن مدة بقائه في لبنان، فأجاب بأنه "مطوّل في بيروت".