تساءلت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية عن مصير القيادي في تنظيم
القاعدة في بلاد المغرب
مختار بلمختار، دون أن يؤكد مصيره أو وفاته، واصفا إياه بـ "غير القابل للقبض عليه".
وقالت الخبيرة الأمنية ميسي ريان في مقال مع "الإندبندنت"، إن "المسلح
الجزائري الأسطوري بلمختار، غير القابل للقبض عليه، استطاع الهرب من عدة محاولات للقتل أو الاعتقال في شمال إفريقيا والساحل الإفريقي لعدة سنوات، مستمرا في حملته وهجماته على طريقة حرب العصابات".
وأشارت ريان إلى المهمة التي تولتها "غرفة العمليات الخاصة المشتركة"، المسؤولة عن اصطياد عناصر القاعدة، في حزيران/ يونيو الماضي استطاعت رصد بلمختار في مزرعة خارج أجدابيا، شرق ليبيا، حيث كان يحضر اجتماعا هناك، موضحة أن أحد عناصر بلمختار، المعروف بانضباطه وتجنبه استخدام الإلكترونيات، أدى لقصف مكان اجتماعه وقتل خمسة مسلحين.
وبعد ثمانية شهور، لا زال الجيش والمخابرات الأمريكية غير متأكدين من مقتل بلمختار، إذ قال أحد المسؤولين: "التقطنا صورا، لكننا لا نستطيع تأكيد مقتله".
وبينما يستعد الرئيس الأمريكي باراك أوباما للتنحي، فإن الشك لا زال مهيمنا على بعض العمليات الاستخباراتية التي ميزت حقبته، بحسب ريان، التي أشارت إلى أن أوباما سعى لتقليل نشر الجنود عبر استخدام غارات القوات الخاصة والضربات الجوية، لتحقيق أهداف من جنوب آسيا إلى إفريقيا خلال الأعوام الماضية.
وتابعت ريان قولها إن ناشطي الحريات المدنية كانوا يضغطون للحصول على المزيد من التفاصيل، إذ سمعت محكمة فيدرالية، الأربعاء الماضي اعتراضات على شفافية الحكومة الأمريكية حول ضربات الطائرات دون طيار، في قضية رفعها الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية.
وفي المقال الذي اختصرته "الإندبندنت"، نقلا عن "الواشنطن بوست"، قالت ريان إن تحفظات بعض المسؤولين على مقتل بلمختار توقف الادعاءات الكبرى لإدارة أوباما حول قتلها هدفا مسلحا، مثيرة أسئلة حول كيفية مقتله بالضربة وتأثيرها على أتباعه.
وقال أحد المسؤولين السابقين إن الضربات التي تدار من بعد كانت من الأدوات القليلة التي تستخدمها الولايات المتحدة في المناطق التي لا توجد بها على الأرض، في حين قال المدافعون إن الضربات الدقيقة التي تقوم بها الطائرات دون طيار أو المقاتلات تعني دمارا أقل، مضيفا أن المشكلة كانت أن الضربة كانت في مناطق غير محكومة، دون أي شريك واضح.
وقال جميل جافر، أحد ناشطي الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية، إنك لا تستطيع معرفة الكثير من عمليات مراقبة تبعد عشرات آلاف الأقدام، في مناطق تكون بها الاستخبارات الأرضية محدودة".
وكانت ضربة بلمختار تتويجا لجهود دولية طويلة ضد الرجل المعروف باسم "السيد مالبورو"، و"الأعور"، الذي تدرب في أفغانستان بداية التسعينيات وقتال مع تنظيم إسلامي في الجزائر لمدة عقد كامل، قبل انضمامه لتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي.
ومول بلمختار عملياته بخطف الأجانب، بحسب "الإندبندنت"، التي أشارت إلى اختطافه عاملين غربيين أممين مقابل الفدية، وكان معروفا بتهريب السجائر والبضائع الأخرى عبر حدود شمال إفريقيا والساحل الإفريقي، كما حصل على دعم محلي بزواجه من القبائل.
وبالنظر لتاريخه، فإن مسؤولي الاستخبارات يعتقدون أنه من الصعب استبدال بلمختار من تنظيمات ذات وجود أعمق، مثل
تنظيم الدولة، مما جعله هدفا "جذابا".
وفي عام 2003، سعت واشنطن لاغتياله جوا شمال مالي، لكن المخاوف كانت من ردة الفعل العسكرية، وبعد ذلك بعقد، قام مقاتلوه بحصار حلق غاز في الجزائر، وقتل ثلاثة أمريكيين وستة بريطانيين، كما اصطدم بلمختار مع تنظيم القاعدة الإفريقي، وساعد في تشكيل لواءين منشقين: الملثمون، والمرابطون.
وقال مسؤول أمريكي سابق إن أمريكا "تسعى وراء هذا الرجل منذ زمن".
ونشر تنظيم "أنصار الشريعة"، تنظيما إسلاميا في الجزائر، أسماء سبعة مسلحين قتلوا في غارة جوية أمريكية، دون أن يكون بلمختار من بينهم، في حين نفت تنظيمات أخرى مقتل بلمختار، إذ قال تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي إنه "حي يرزق"، بحسب "الإندبندنت".
وقال إبراهيم جثران، القيادي البارز في أجدابيا، إن المصابين في القصف الأمريكي أغلبهم محليون، وقد يكون بينهم تونسي واحد، في حين قال مسؤول استخباراتي أمريكي "إننا نتمنى مقتل بلمختار، لكننا لا نملك دليلا على ذلك"، مؤكدا في الوقت نفسه مقتله.
واختتمت ريان بنقلها عن المسؤول قوله "إن هناك مساحة للخطأ، وبلمختار كان شخصية مراوغة، ولن أتفاجأ إذا رأيته خرج من العدم مجددا".