تداول ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو، يظهر فيه أسرى بملامح أقرب ما تكون إلى الطفولة، كانوا يقاتلون في صفوف "جيش الثوار"، الذي يخوض إلى جانب وحدات الحماية الكردية، معارك ضد الفصائل المناهضة للنظام السوري في ريف
حلب الشمالي وأحياء في مدينة حلب، في محاولة من الوحدات الكردية لقطع الطريق الأخير لأحياء حلب الشرقية التي تسيطر عليها الفصائل المقاتلة.
ويُظهر التسجيل الذي بثته فصائل معارضة من حي الهلك، وهو الحي الذي أعادت الفصائل المقاتلة بسط سيطرتها عليه بعد معارك خاضتها مع قوات ما يعرف بـ"جيش الثوار" المتحالفة مع الوحدات الكردية؛ أسرى، بينهم أسير قدم نفسه باسم محمد نور (14 عاما)، وآخر يدعى زكريا النايف (15 عاما)، وقالا إنهما من "جيش الثوار".
ويوضح التسجيل بحسب أقوال الأسرى، أن "جيش الثوار" جندهم مقابل مكافأة مالية زهيدة، لا تتعدى 50 دولارا أمريكيا شهريا.
ولم يتسن لـ"عربي21" التأكد من مصداقية التسجيل من مصادر مستقلة.
من جانبه، أكد قائد لواء السلطان مراد، العقيد أحمد عثمان، أن اللواء يحتجز أسرى من "جيش الثوار"، صنفهم بأنهم من فئة الأطفال، ممن لا تتجاوز أعمارهم سن الثامنة عشرة.
وذكر أن عدد أسرى "جيش الثوار" الذين تم القبض عليهم في حي الهلك في حلب بلغ 17 عنصرا، غالبيتهم من الأطفال، مشيرا خلال حديثه لـ"عربي21"؛ إلى وجود خمسة أسرى لدى لواء السلطان مراد، بينما يتوزع بقية الأسرى على فصائل أخرى كانت مشاركة في المعركة التي دارت قبل أيام قليلة، بالقرب من طريق "الكاستيلو"، وهو الطريق الوحيد الذي تسيطر عليه المعارضة، الذي يحول دون وقوع الأحياء الشرقية التي تسيطر عليها قوات المعارضة في مدينة حلب تحت الحصار الكامل.
لكن الناطق الرسمي باسم "جيش الثوار"، طارق أبو زيد" نفى في تصريحات لـ"عربي21"؛
تجنيد قواته للأطفال، معتبرا أن الحديث عن تجنيد الأطفال "مدعاة للسخرية".
من جهة أخرى، اتهم العقيد أحمد عثمان؛ حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي بتجنيد الأطفال والزج بهم في أتون الصراع، حيث يستغل الحزب الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها الأهالي، كما قال.
وقال عثمان لـ"عربي21": "الوحدات الكردية يهمها كثرة أعداد مقاتليها، وخلال سير المعارك تبين لنا يقينا، أن غالبية عناصر ما يسمى بـ"جيش الثوار" حليف الوحدات، هم عناصر غير مدربة"، مضيفا: "نشعر بالأسى ونحن نرى أطفالنا وقودا لمعارك لا ناقة لهم بها ولا جمل".
من جانبه، رأى الناشط الإعلامي عبد الحميد البكري؛ أن هدف "جيش الثوار" من تجنيد الأطفال هو لزيادة عدد المقاتلين.
وقال البكري لـ"عربي21": "يتم إغراء الطفل بالمال، وبغض النضر عن الانتماء العرقي كرديا كان أم عربيا، هم يحاولون أن يشعروا الفصائل التي تقاتلهم بأنهم أكثرية، ولهذا يسعون إلى هذه الغاية بكل الوسائل الشرعية وغير الشرعية منها"، وفق اعتقاده.
ويعود تاريخ تشكيل "جيش الثوار" إلى أيار/ مايو 2015، حيث تم الإعلان حينها عن اندماج سبعة فصائل كانت تابعة للجيش الحر، هي تجمع ثوار حمص، وكتائب شمس الشمال، ولواء المهام الخاصة، وجبهة الأكراد، ولواء 99 مشاة، ولواء السلطان سليم، ليعلن "الجيش" فيما بعد عن انضمامه لـ"قوات
سوريا الديموقراطية" المدعومة أمريكيا، وتشكل الوحدات الكردية عمودها الفقر ي، إضافة إلى مجموعات آشورية.
ويخوض جيش الثوار إلى جانب الوحدات الكردية، مدعوما بغطاء جوي روسي، معارك ضاربة في ريف حلب الشمالي، ضد قوات المعارضة التي باتت شبه محاصرة في مدينة مارع، وهي أمام أشبه ما تكون بمعركة وجود في ريف حلب الشمالي. كما حاولت الوحدات الكردية وحلفاؤها قطع طرق الكاستيلو انطلاقا من حي الشيخ مقصود.