نفت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، في تصريحات لافتة، دعم موسكو لنظام الرئيس بشار
الأسد، مستدركة بالقول إنها "تشاطر دمشق هدف محاربة الإرهاب"، مهاجمة في الوقت ذاته
تركيا، وما أسمتها "طموحات الإمبراطورية العثمانية"، وفق تعبيرها.
وأضافت زاخاروفا، في مقابلة نقلتها "
روسيا اليوم" عن صحيفة "أرغومنتي إي فاكتي": "إننا نقول إنه لا يجوز توريد الأسلحة للتشكيلات المسلحة غير الشرعية، وإن ذلك يعدّ التفافا على دمشق، ومن غير الصائب العمل على تغيير النظام من الخارج. ولقد بذلنا أقصى الجهود لكي نحول دون توجيه ضربة أمريكية إلى دمشق".
وفي ما يخص المواجهة بين دمشق والمعارضة، قالت: "نحن لم نقف إلى جانب أي من الأطراف، بل كنا ندافع عن سيادة
سوريا والقانون الدولي"، إلا أن تصريحاتها تخالف التقارير والأنباء التي أشارت إلى أن القصف الروسي استهدف المعارضة السورية في الداخل ومدنيين.
وشددت زاخاروفا على أن المحاولات الخارجية لإسقاط النظام أو الاحتفاظ به، "طريق لا تؤدي إلى شيء"، مضيفة أن أي كيان اصطناعي لا يمكن أن يصمد طويلا، وأردفت بأن "ذلك يعد طريقا هداما، ولقد رأينا العديد من الأمثلة على ذلك".
وشددت الدبلوماسية على تمسك روسيا الكامل بالاتفاقات الخاصة بمضمون ومراحل عملية التسوية السياسية للأزمة السورية، بمراعاة قرارات مجموعة دعم سوريا والقرار الدولي رقم 2254.
هجوم على تركيا
وتابعت زاخاروفا تصريحاتها مهاجمة تركيا، فاعتبرت أن "التصرفات الأخيرة لتركيا التي بدأت تدعم الإرهابيين بصورة معلنة، تدل على عودة النخبة السياسية في أنقرة إلى طموحات الإمبراطورية العثمانية".
وتوجّهت بالكلام إلى السياسيين الأتراك بالدعوة إلى "استخلاص العبر من التاريخ، وأعادت إلى الأذهان أن البعض كانوا يطلقون على الإمبراطورية العثمانية في نهاية حقبتها رجل أوروبا المريض".
ودعت إلى "عدم نسيان العواقب التي أدت إليها الطموحات العثمانية" بالنسبة لأوروبا وبالنسبة للإمبراطورية العثمانية نفسها، وفق قولها.
وأكدت زاخاروفا أن موسكو ليست مسؤولة عن تدهور علاقتها مع أنقرة.
وتابعت في معرض تعليقها على إسقاط تركيا لقاذفة "سو-24" الروسية في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي: "قد تحصل هناك أي أحداث مأساوية، كما قد تحصل هناك أخطاء أو تُرتكب جرائم، ويجري التعويض عن تلك الأخطاء، ومن ثم يأتي الغفران".
وأوضحت أن أنقرة لم تترك لروسيا أي خيار، عندما بدأت تبحث عن مبررات لجريمتها بدلا من تقديم الاعتذار.
وواصلت هجومها على تركيا بالقول: "إن أنقرة تعمل على تأجيج الوضع على الحدود السورية التركية، وتقوم بأعمال استفزازية باتت ترتقي لحد العدوان"، لكنها لم توضح طبيعة هذه "الاستفزازات"، كما وصفتها.