هدنة سوريا توفر أدوية للمحاصرين.. وقلق من انهيارها بأي لحظة
دمشق- وكالات03-Mar-1611:35 AM
شارك
الأدوية التي تضمنت "مضادات التهاب ومسكنات" وصلت إلى معضمية الشام- أرشيفية
أعلنت منظمة الصحة العالمية، اليوم الأربعاء، وصول أدوية لازمة بشكل عاجل، إلى بلدة معضمية الشام في ريف العاصمة السورية دمشق، بمناسبة بدء الهدنة، وسط قلق أمريكي من خرق اتفاق وقف الأعمال العدائية، في حين أكدت تركيا أنها لم تقصف مواقع الأكراد منذ بدء اتفاق "وقف الأعمال العدائية".
ووفق بيان صادر عن منظمة الصحة العالمية، الأربعاء، فقد شملت هذه الأدوية التي وصلت البلدة المحاصرة من قبل النظام السوري، "مضادات التهابات، ومسكنات آلام"، دون أن تذكر المنظمة، كمية هذه الأدوية.
من جهتها، أعربت ممثلة المنظمة في سوريا، إليزابيث هوف، عن أملها في موافقة النظام على إيصال شحنة مستلزمات طبية جراحية في الأيام المقبلة، داعيةً كافة الأطراف في سوريا إلى السماح بإيصال المساعدات الإنسانية إلى كافة أنحاء البلاد دون عوائق، وخاصة المساعدات الطبية.
وكانت المنظمة أرسلت في 12 شباط/ فبراير الماضي 15 طنا من المواد الطبية إلى المعضمية، إلا أن النظام السوري لم يسمح بإدخال جزء منها، آنذاك.
واشنطن قلقة
إلى ذلك، أعربت وزارة الخارجية الأمريكية، عن قلقها حيال تقرير أصدرته الشبكة السورية لحقوق الإنسان، تحدثت فيه عن قيام النظام السوري، والقوات الروسية، بارتكاب 52 خرقا لاتفاق "وقف الأعمال العدائية".
وقال متحدث الخارجية، مارك تونر، في موجزه الصحفي اليومي، بواشنطن، الأربعاء: "نحن قلقون، حيال تقارير، تفيد بقيام دبابات ومدفعية النظام السوري، بهجمات ضد المدنيين قرب اللاذقية وحمص وحماة، بالإضافة إلى محيط دمشق".
وأضاف: "نحن نتابع عن كثب هذه التقارير، ونشاركها مع عدد من أعضاء المجموعة الدولية لدعم سوريا، بما في ذلك روسيا وإيران، ودعونا جميع الأطراف لمواصلة ضبط النفس".
وقالت الشبكة السورية، الأربعاء، إنها وثقت 52 خرقا جديدا من قبل النظام وحلفائه في سوريا، خلال اليوم الرابع (الثلاثاء) لهدنة وقف العمليات العدائية، بموجب اتفاق بدأ سريانه السبت الماضي. ووفق تقرير الشبكة، فقد تم تسجيل 52 خرقا، 19 منها خلال عمليات قتالية، و32 عملية اعتقال قامت بها قوات النظام.
ورفض تونر تأكيد استخدام قوات الأسد للغاز الكيماوي، غير أنه أكد أن بلاده "تدين بشدة استخدام تلك الأسلحة، حيث تعمل لجنة تقصي الحقائق في منظمة حظر الأسلحة الكيماوية على التحقيق في جميع دعاوى استخدامها في سوريا".
وقف القصف التركي
من جانبها، أعلنت تركيا، على لسان مسؤول تركي الخميس أن بلاده لم تقصف مواقع المقاتلين الأكراد السوريين منذ بدء تطبيق وقف إطلاق النار في سوريا في 27 شباط/فبراير.
وقال هذا المسؤول التركي الذي فضل عدم الكشف عن هويته "لم نستهدف مواقع حزب الاتحاد الديموقراطي منذ بدء تطبيق وقف إطلاق النار".
ومنذ 13 شباط/ فبراير قصفت المدفعية التركية باستمرار مواقع حزب الاتحاد الديموقراطي (أكبر حزب كردي في سوريا) وجناحه المسلح، وحدات حماية الشعب، في شمال سوريا. ويسيطر الحزب ووحدات حماية الشعب على مناطق بالقرب من الحدود التركية.
ومن جهة أخرى، أكد المسؤول التركي عمليات قصف تركية استهدفت في 28 شباط/ فبراير مواقع لتنظيم الدولة، التي لا يشملها وقف إطلاق النار، مع جبهة النصرة، الجناح السوري لتنظيم القاعدة.
وأضاف المسوؤل أن تركيا "تريد أن تنجح الهدنة" ولكنها "قلقة" من احتمال انتهاكها من قبل قوات رئيس النظام السوري بشار الأسد وحلفائه الروس.
خط خروقات الهدنة "إنجليزي"
وفي سياق متصل، أكد تونر أن الخط الساخن الذي خصصته للإبلاغ عن خروقات اتفاق وقف العمليات القتالية في سوريا يعاني نقصا في مستقبلي المكالمات الذين يتحدثون العربية بطلاقة.
وأضاف تونر أنه "توجد بعض المشاكل في ما يتعلق باللغة"، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة تعمل على "معالجتها لأن من المهم أن يكون لدينا متحدثون باللغة العربية قادرون على التعامل مع المكالمات الواردة"، بحسب قوله.
منظمة "سوريا: على طول" التي يصفها موقعها الإلكتروني على الإنترنت بأنها منظمة صحفية غير هادفة للربح تقدم تغطية للأحداث في سوريا وتقوم بتدريب الصحفيين السوريين والأمريكيين الطامحين لجمع الأخبار، نشرت تقريرا يقول إنها اتصلت بالخط السخن لوزارة الخارجية لتجد أمريكيا يجد صعوبة في التحدث بالعربية.
ونقل التقرير مقتبسات لمدير منظمة "سوريا: على طول" أوريون ويلكوس، يقول فيها إنه اتصل بالخط الساخن ووجد صعوبة في التحدث إلى المسؤول الأمريكي الذي استقبل مكالمته.
وقال مسؤول أمريكي تحدث شريطة عدم الكشف عن اسمه، إن تخصيص الخط السخن جاء على عجل وإن وزارة الخارجية نشرت رسالة بالبريد الإلكتروني تطلب فيها متطوعين للمساعدة في توفير طاقم عمل للخط.
وقال المسؤول: "تقدم أناس أظن أنهم لا يتحدثون العربية بالطلاقة الكافية، لذا فهم يعانون في فهم ما يجري إبلاغهم به".
تركيا لن تتدخل وحدها
من جانب آخر، قال نائب رئيس الوزراء التركي، المتحدث باسم الحكومة، نعمان قورتولموش، مساء الأربعاء، إن بلاده "لا تملك بمفردها رؤية للتدخل في الأزمة بسوريا، لكنها في الوقت نفسه تواجه بعض التحديات بسبب امتلاكها حدودًا معها".
وأضاف قورتولموش، خلال حوار في إحدى القنوات المحلية: "تركيا من حقها سياديا الرد على الاعتداءات التي تطالها من خارج الحدود"، متمنيا ألا تبقى بلاده "مضطرة للتدخل بمفردها، في سوريا، كي تحمي سيادتها".
وشدد على أن موقف بلاده ليس ضد الأكراد في الشمال السوري، شأنهم شأن أكراد العراق، وقال: "استقبلنا 197 ألف أخ كردي من كوباني (عين العرب) في ثلاث ليال، وبعدها بعدة أيام استقبلنا بين 70 و75 ألف إيزيدي من العراق، ولم ننظر إلى هوية أحد".
ويدخل اتفاق "وقف الأعمال العدائية" في سوريا يومه الخامس، وسط تراجع ملحوظ بحدة القصف والاشتباكات، فيماما زالت قوات النظام بغطاء من الطيران الروسي تقصف بعشرات الغارات عدة مناطق، منذ سريان الهدنة، التي تمهد لبدء مفاوضات لإنهاء الأزمة السورية، التي أدت إلى مقتل أكثر من 470 ألف شخص منذ اندلاعها قبل خمسة أعوام.