يبدو أن وقع الهزيمة التي تعرض لها التيار المحافظ في الانتخابات
الإيرانية، التي جرت الأسبوع، وأسفرت عن نجاح كبير للتيار الإصلاحي -خصوصا في
طهران- كان قاسيا على
الحرس الثوري والتيار القريب من المرشد.
ومثلت النتائج الصادرة الاثنين الماضي ضربة للمؤسسة الدينية المحافظة، لكنها احتفظت بسلطتها الحاسمة؛ بسبب النظام المزدوج الفريد من نوعه في إيران المعتمد على حكم ديني وجمهوري.
وقد حقق الرئيس الإيراني حسن
روحاني وحلفاؤه مكاسب كبيرة في الانتخابات التي قد تزيد من انفتاح إيران على العالم، بعد أن أنهت حكومته عقوبات استمرت عدة سنوات بموافقتها على الحد من أنشطة برنامجها النووي.
ووجهت قناة الحرس الثوري -في تعليق على نتائج الانتخابات- خطابا عبر الإنترنت شديد اللهجة يحمل تهديدا لأهالي طهران، قائلا إن "الفتنة آتية، وستذوقون المرّ".
وأدان البيان أهالي طهران ووصفهم بـ"أكثرية غير متبصرة".
وقال: "أحد مؤسسي الثورة الإسلامية آية الله مصباح يزدي والكثير من النواب الملتزمين بخط حزب الله تم نحرهم في الانتخابات بموس رأي الأكثرية غير المتبصّرة.. وعلى الرأي العام أن يكون مستعدا؛ لأن الفتنة الكبرى في طريقها إلينا".
وجاء في البيان أن "أهالي طهران رفعوا من شأن أهل الكوفة (الذين لم ينصروا الإمام الحسين)، لقد وضعوا أقدامهم في مكان أقدام أهل الكوفة.. وخدمة لشهواتهم الدنيوية، فضلوا التصالح مع الغرب".
واتهم الحرس الثوري الشعب بأنه "أصبح أسيرا لفتنة العافية التي يطرحها الإنجليز، وقالوا لبيك للمشروع القذر الذي أطلقه الاستعمار المتمثل بقناة بي بي سي.. لذا تمثلت النتيجة (نتيجة الانتخابات) في وصول العديد من الشخصيات المتبنية للنفوذ الغربي إلى المجلسين (الشورى والخبراء)".
وقال إنه "في الوقت الذي يقوم خيل حرس الشيطان بغزو العراق والشام، ستستغلنا الفتنة الكبرى كظلمة الليل لتهيمن على الشعب، وهذه الفلسفة هدفها الإشارة إلى أن السيد الخراساني لن يستطيع أن يحارب السفياني".
وختم البيان بالقول إن "العبور من الفتنة الكبرى، وحفظ مكانة ولاية الفقيه، هو الطريق الوحيد للوصول إلى الإمام المهدي (عج). لكن اعلموا يا أهالي طهران بأنكم ستذوقون عاجلا مر الأكل الإنجليزي".