تمهد وسائل الإعلام المؤيدة للانقلاب في
مصر منذ عدة أيام للإطاحة بالنائب المثير للجدل مرتضى منصور من مجلس النواب، ليلحق بزميله توفيق
عكاشة الذي أُسقطت عضويته من البرلمان الأسبوع الماضي.
ويقول مراقبون إن منصور أصبح عبئا على نظام عبد الفتاح السيسي؛ بسبب المعارك الكثيرة التي دخل فيها مع نواب وسياسيين وإعلاميين ورياضيين، حتى إنه أثار الأزمات داخل البرلمان منذ الجلسة الأولى لانعقاده، حينما رفض أداء اليمين القانوني، بالإضافة إلى جمعه توقيعات من النواب؛ لدعمه في معركته مع الإعلامي عمرو أديب، وأخيرا تهديده علنا للنائب هالة أبو السعد، التي انتقدته في إحدى الجلسات قائلا: "أنا مش هسيبك وهتشوفي".
"دعم مصر" يخطط للإطاحة بمرتضى
ونقلت معظم الصحف المصرية عن قيادي في ائتلاف "دعم مصر"، المدعوم من النظام، قوله إن عددا من نواب البرلمان يشوهون صورة مجلس النواب أمام الرأي العام، ويؤثرون بالسلب على المجهودات المبذولة تحت القبة.
وأضاف القيادي، الذي رفض ذكر اسمه، أن من بين هؤلاء النواب "المزعجين" توفيق عكاشة الذي تم إسقاط عضويته من البرلمان الأسبوع الماضي، مشيرا إلى أن هناك المزيد من الأعضاء الذين سيلاقون مصير عكاشة ذاته إذا استمروا في إثارة المشاكل.
وكشف أن "دعم مصر" يعد قائمة تضم أسماء خمسة نواب لإسقاط عضويتهم، على رأسهم مرتضى منصور؛ بسبب استخدامهم للحصانة البرلمانية في تصفية حسابات شخصية، وإشغال مجلس النواب في صراعات لا دخل له بها.
وأشار إلى أن عددا كبير من النواب تقدموا بطلبات لسامح سيف اليزل؛ لحثه على الإطاحة بمرتضى منصور خارج مجلس النواب، متخذين من تعامل نادي الزمالك مع وكيل لاعبين إسرائيلي الجنسية ذريعة لهذا التحرك.
ونقلت صحف مصرية عن رئيس ائتلاف "دعم مصر" سامح سيف اليزل، قوله خلال الاجتماع إن البرلمان تحول إلى "صالة ردح"، ولا يمكن أن يستمر على هذا الحال، محذرا الأعضاء من أنه في حال استمرار النواب على هذا النهج سيكون "الحل هو مصير البرلمان".
ويضم ائتلاف "دعم مصر" نحو 250 نائبا، ويقوده النائب سامح سيف اليزل، وهو لواء سابق في جهاز المخابرات الحربية ومقرب بشدة من قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي.
وقال النائب رضوان الزياتي، عضو مجلس النواب، إنه سيتقدم ببيان عاجل لوزير الرياضة للتحقيق في هذه الصفقة، مؤكدا أن التطبيع مع إسرائيل أمر مرفوض، ويجب معاقبة كل من تسبب في هذه الفضيحة، على حد قوله، مطالبا بإسقاط عضوية مرتضى منصور، كما حدث مع توفيق عكاشة.
رئيس الوزراء يرفض مقابلته
إلى ذلك، قالت صحيفة "الوطن" إن رئيس الوزراء شريف إسماعيل، رفض مقابلة مرتضى منصور يوم الخميس الماضي، بعدما طلب رئيس الزمالك الاجتماع به لتوضيح موقفه في أزمة التطبيع مع إسرائيل.
وقالت الصحيفة إن "منصور" انتظر لعد ساعات حتى نهاية اجتماع مجلس الوزراء، وبعدما رفض رئيس الوزراء مقابلته، التقى رئيس الزمالك بخالد عبدالعزيز وزير الرياضة، وعرض عليه المستندات التي تبرر موقفه، إلى أن الوزير رفض التعاطف معه، مؤكدا أن التعامل مع أي شخص إسرائيلي أمر يرفضه الشعب المصري.
وكان نادي الزمالك قد تعاقد مع اللاعب الزامبي "إيمانويل مايوكا" عن طريق وكيل أعماله الذي يحمل الجنسية الإسرائيلية، وقام النادي بتحويل قيمة الصفقة على أحد البنوك الإسرائيلية، في خطوة يعارضها الكثيرون في مصر؛ باعتبارها تطبيعا مع الكيان الصهيوني.
وتشن صحيفة الوطن حملة ضد مرتضى منصور منذ عدة أيام؛ تمهيدا للتخلص منه، على غرار الحملة التي شنتها صحيفة اليوم السابع ضد توفيق عكاشة قبل الإطاحة به من البرلمان، لتهيئة الرأي العام لهذه الخطوة.
ونقلت الصحيفة المستندات التي تؤكد تعامل مرتضى منصور مع البنوك الإسرائيلية إلى وزارة الرياضة وإلى مجلس النواب؛ لاتخاذ إجراءات عقابية ضد رئيس الزمالك.
حصار إعلامي
ويعاني مرتضى منصور من حصار إعلامي تفرضه عليه القنوات الفضائية والصحف والمواقع المملوكة لرجال أعمال مقربين من النظام، حيث تقاطعه جميع القنوات الفضائية المصرية، باستثناء قناتي العاصمة المملوكة للنائب سعيد حساسين و"إل تي سي" المغمورة.
وكان مرتضى منصور قد دخل في معركة حادة مع الإعلامي عمرو أديب، وبعد تبادل الشتائم والاتهامات بينهما، تعهد أديب بالتصدي لمرتضى، وتخليص البلاد منه، على حد قوله.
وفي خطوة قد تضيق الخناق أكثر وأكثر على مرتضى منصور، أوصت هيئة المفوضين بمجلس الدولة الأسبوع الماضي بقبول دعوى أقامها أحد المحاميين، تطالب بمنع ظهور مرتضى منصور في كل القنوات الخاضعة الحاصلة على ترخيص من الحكومة المصرية.
وتنشر الوطن منذ عدة أيام تاريخ مرتضى منصور وأزماته طوال السنوات الماضية، منذ ثمانينات القرن العشرين وحتى مشكلاته الأخيرة مع الصحفيين والإعلاميين.