في أحدث خرق للهدنة الموقعة بين جبهة
النصرة وتنظيم الدولة في
مخيم اليرموك، تحدثت مصادر ميدانية عن اندلاع اشتباكات عنيفة أدت إلى مقتل ثلاثة من مقاتلي
تنظيم الدولة وثلاثة آخرين من جبهة النصرة.
وقالت المصادر التي تواصلت معها "عربي21"، إن وفدا من وجهاء منطقتي القدم والتضامن تمكن يوم الجمعة من وضع حد للاشتباكات وتخفيف حدة التوتر في المخيم.
وتحدث الناشط في مجموعة العمل من أجل فلسطينيي
سوريا، صالح رشيد، عن توصل الطرفين إلى اتفاق مبدئي يتضمن "استمرار العمل بالهدنة الموقعة بينهما، وتشكيل لجنة تحقيقية للكشف عن الأسباب التي أدت إلى وقوع الاشتباكات وتحديد الطرف المسؤول عن اندلاعها".
وذكر رشيد أن من بين القتلى "القيادي السابق في جبهة النصرة المعروف باسم أبو خضر، الذي سبق له الانشقاق عن الجبهة وإعلان بيعته لتنظيم الدولة".
يذكر أن القيادي أبو خضر معروف عنه سابقا قيادته لـ"جبهة أنصار السُنّة"، العاملة ضمن جبهة النصرة في مخيم اليرموك، قبل انشقاقه عن الجبهة أوائل صيف العام الماضي.
وأشار رشيد إلى أن هناك "تجاوبا من الطرفين ورغبة منهما في إنهاء حالة التوتر واحترام اتفاق
الهدنة بينهما، وهو الأمر الذي بعث نوعا من التفاؤل لدى الوسطاء من حي القدم والتضامن".
من جهته، قال مصدر في الوفد المفاوض، طلب عدم الكشف عن نفسه، إن الجهود الكبيرة التي بذلها الوفد المفاوض الذي يضم إحدى الشخصيات المدنية في حي القدم، إلى جانب بعض الوجهاء من القدم والتضامن، نجحت في إيقاف الاشتباكات، والحصول على تعهد من قيادة تنظيم الدولة بالالتزام به،"حتى نقف على الأسباب الحقيقية للمشكلة"، وفق قول المصدر.
وأضاف: "الوفد المفاوض تقدم لهذه الوساطة بعد أن طلب عدة وجهاء من مخيم اليرموك التدخل بسبب عدم ضمان نجاح مهمتهم، كونهم من أهالي المخيم ولهم أقارب في كلا الطرفين؛ طالبوهم بعدم التدخل".
وقد التقى الوفد المفاوض قيادات جبهة النصرة، وأبدت تعاونا ملموسا في سبيل الخروج من الأزمة الحالية، وفق المصدر.
من جهة أخرى، قال المصدر في الوفد المفاوض، إن تنظيم الدولة اشترط "أن تقوم جبهة النصرة بتسليم التنظيم عدة مواقع تقع على خط التماس مع فصائل الثوار، حسب اتفاق الهدنة بينهما، ومن بينها حاجز العروبة".
وأوضح المصدر أن قيادة جبهة النصرة "لم تعترض على شروط التنظيم طالما هو من بين بنود اتفاق الهدنة"، حسب قوله.
وشدد المصدر على "عدم ضمان استمرار حالة الهدوء على ما هي عليه اليوم"، مشيرا إلى أن هناك عناصر، وصفها بـ"غير المنضبطة"، تحاول إثارة حالة "الاقتتال الداخلي في المخيم".
ورفض المصدر نسبة العناصر "غير المنضبطة" إلى تنظيم الدولة أو جبهة النصرة، واكتفى بالقول لـ"عربي21": "إن جهودنا تنصب على خلق أجواء مناسبة ليعيش أبناء المخيم بعيدا عن حالة الاقتتال، والالتفات إلى ما يمكن تقديمه لهم مما يساعدهم على قضاء مستلزمات حياتهم اليومية في ظل حصار قوات النظام"، حسب قوله.