شكا سكان، وخصوصا من النازحين، في مناطق عدة خاضعة لسيطرة النظام السوري، من تزايد حالات
التحرش بالنساء من قبل عناصر الأمن و"
الشبيحة"، بعد تراجع القتال بعد بدء تطبيق
الهدنة، وحصولهم على أوقات استراحة.
وفي هذا السياق، تؤكد الشابة "س.ح"، النازحة لمناطق سيطرة النظام بمدينة درعا، لـ"عربي21" أن "توقف القتال والاشتباكات مع فصائل المعارضة جعلنا نرى أعدادا كبيرة من الشبيحة وعناصر الجيش داخل شوارع المدينة، وهذا شيء غير معتاد سابقا"، على حد وصفها.
وتضيف الشابة: "الآن الشغل الشاغل للمليشيات وعناصر الأمن السوري هو التشبيح على العائلات وابتزازهم والتحرش بفتياتهم، خاصة من تمتلك منهن هوية تظهر أن تولدها في إحدى المدن أو القرى الخاضعة لسيطرة الجيش الحر والثوار".
ووثقت منظمات حقوقية دولية حالات الاغتصاب والانتهاكات الجنسية التي تتعرض لها نساء في
سوريا، سواء كان على الحواجز أو داخل مراكز الاعتقال.
إلى ذلك، تقول الشابة ليان الشامي، المقيمة في دمشق، لـ"عربي21"، إن موضوع التحرش المتجدد من قبل عناصر النظام ضد الفتيات في العاصمة، بدأ مع النازحات المتواجدات في المدارس والمناطق العشوائية، لينتقل مع بدء الهدنة إلى أغلب الأحياء حتى الراقية منها.
بدورها، نشرت صحيفة الوطن الموالية للنظام تقريرا يتحدث عن ارتفاع حالات التحرش والاغتصاب في ظل "الأزمة"؛ بسبب النزوح والتغيير الديمغرافي للسكان، ما شكل ضغطا سكانيا على العديد من المناطق، ومنها دمشق، بحسب الصحيفة.
وفي السياق ذاته، ترى سيدة لبنانية تقيم في دمشق أن ما تشهده سوريا الآن من حالات تحرش واغتصاب للفتيات في مناطق سيطرة النظام مشابهة تماما لما كان يحدث مع نساء بيروت وباقي المدن اللبنانية من قبل الجيش السوري أثناء الوصاية على لبنان، مشيرة إلى أن الطريقة واحدة والأسلوب واحد، بحيث يستطيع أي عنصر من الأمن والمليشيات أن يوقف من يشاء ويتحرش بمن يشاء، بحسب تعبيرها.
ويشار إلى أن المناطق الخاضعة لسيطرة النظام في مختلف المدن السورية تمتلئ بالعائلات النازحة، فيما تخلو معظم هذه العائلات من الشبان؛ نظرا للخوف من سحبهم إلى الخدمة العسكرية.