لم يلق رفض رئيس الوزراء حيدر
العبادي، إقامة اعتصامات في بغداد صداه عند زعيم التيار
الصدري مقتدى الصدر. فبعد تراجع الأخير عن اقتحام المنطقة الخضراء في وقت سابق، فإنه أكد مضيه في "الاعتصام أمام بوابات المنطقة الخضراء اعتبارا من يوم الجمعة المقبل ولمدة 45 يوما حددها للحكومة لإنجاز الإصلاحات"، بحسب بيان له.
وأشاد الصدر في بيان له، الأربعاء، بوجود المدنيين مع الإسلاميين في الاحتجاجات ضد الظلم والفساد، وقال: "إن ذلك يضفي المزيد من التكاتف بين أفراد الشعب لإنقاذ
العراق من
الفساد والمفسدين".
وفي وقت سابق، شدد العبادي على عدم سماح القانون بإقامة الاعتصام دون تراخيص، وأكد عدم إمكانية "تأمين وحماية التجمعات بصورة دائمة في حين تنهمك القوات الأمنية في المعارك مع تنظيم الدولة"، بحسب بيان لمكتبه.
المالكي يهدد
ولكن الأمر يبدو مغايرا بالنسبة لخطاب رئيس الوزراء السابق زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، فقد هاجم في بيان شديد اللهجة، الاعتصامات المزمع بدؤها الجمعة، تلبية لدعوة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، ملوّحا باستخدام القوة، من خلال التهديد بأنّ "الرجال بالرجال والسلاح بالسلاح".
وقال المالكي في بيانه، الأربعاء، موجها كلامه إلى العراقيين: "تبرز أمامنا ظاهرة غريبة في ظرف حرج وهي الطريقة التي يريد البعض بها إجراء عملية الإصلاح وفق قناعاته وسياقات تفكيره حصرا، دون مراعاة الآليات الدستورية"، في إشارة إلى اعتصامات الصدر.
وأضاف أنّ "تلك التحركات هي محاولات لفتح ثغرة في جدار الوحدة الوطنية يتسلل من خلالها أعداء العراق والعملية السياسية، ويجدون ضالتهم وفرصتهم لإسقاط العملية السياسية، وتتحرك البؤر المعادية لشعبنا كحزب البعث المقبور والعصابات الإجرامية والإرهابيين والطائفيين لينتقموا للضربات التي وجهناها لهم".
وشدّد قائلا: "لن يستطيع أحد مهما تصور قوته وحضوره، السيطرة على الأوضاع المتداعية التي يستغلها أعداؤنا جميعا"، داعيا "القوى السياسية إلى المبادرة بالموافقة على إجراء التعديل الوزاري كخطوة على الطريق، وإلى التكاتف حول أسس التفاهم والشراكة التي ينظمها الدستور مع شعور عال بالمسؤولية".
وقال المالكي: "إنّنا نعض على جراحنا ونستمر في استئصال هذه الغدد ليستقيم الأمر بالعمل الجماعي والتفاهم وفق الأسس والمبادئ الوطنية، وليس في أجواء التهديدات وقرقعة السلاح الذي لن يخرج أحد فيه رابحا"، مشدّدا على أنّ "السلاح يقابله سلاح والرجال يقابلهم رجال ويبقى دافع الثمن هو الشعب والبلد، وبالذات المناطق التي لم تتمكن عصابات داعش من تخريبها بعد، وإن الاحتكام إلى الشارع خطأ ينتهي بتدمير البلد والمجتمع".
وكان الصدر قال لأتباعه في بيان السبت الماضي، وصفه مكتبه بأنه "نداء تاريخي"، إن "هذا يومكم لاجتثاث الفساد والمفسدين من جذورهم وتخليص الوطن من تلكم الشرذمة الضالة المضلة"، وطلب "من الجميع أن لا يقصّروا في ذلك، فإني أجد ذلك من واجبات المواطن لنصرة وطنه وإلا سيكون مقصرا أمامه وخاذلاً له لا سمح الله".
العامري يرفض التهديد
من جهته، رفض الحليف الأول لنوري المالكي، زعيم مليشيا بدر، هادي العامري، لغة التهديد التي وردت في بيان ائتلاف دولة القانون.
وطالب العامري في بيان له الخميس، "الجميع بالحكمة والعقل وتغليب المصلحة العامة على كل المصالح الذاتية من أجل الخروج من الأزمة"، مؤكدا وقوف منظمة بدر ضد أي منهج تصعيدي بين الشركاء السياسيين".
وشدد العامري، وهو نائب قائد مليشيات الحشد الشعبي، على أن الأمور لا تحل من خلال التصعيد، داعيا من أسماهم "عقلاء القوم" بتدارك الموقف والبحث عن حل للأزمة من خلال الحوار وحده الذي هو الطريق السليم للخروج من الأزمة الحالية.
إلى ذلك، فقد انتشرت مجموعة من القناصة تابعة للأجهزة الأمنية العراقية فوق بنايات الدوائر الحكومية والوزارات والمصارف، تحسبا لأي أمر طارئ، وتتهيأ القوات الأمنية لإغلاق الطرق المؤدية إلى ساحة التحرير والمنطقة الخضراء، وسط بغداد، بحسب مواقع محلية عراقية.
وذكرت أن "القطعات العسكرية من الجيش والشرطة ومكافحة الإرهاب ومكافحة الشغب، دخلت في حالة إنذار بدرجة (ج)، وهناك انتشار أمني كثيف سيطبق من هذه اللحظة مع تشديد الإجراءات الأمنية على جميع مداخل ومخارج المنطقة الخضراء".
ونقلت مواقع عراقية عن مصادر أمنية، أنه "سيتم إغلاق أغلب الطرق المؤدية إلى ساحة التحرير والطرق القريبة من المنطقة الخضراء وسط العاصمة (مكان اعتصامات الصدريين)، بما فيها الجسر المعلق في مركز بغداد".