ذكرت مصادر ميدانية في محافظة
درعا، جنوب
سوريا، أن لواء
شهداء اليرموك، الذي يواجه اتهامات بالارتباط بتنظيم الدولة، أجرى تغييرات جذرية لإعادة هيكلته، شملت الكوادر القيادية بأكملها في اللواء، بما في ذلك القائد العام، لـ"مواكبة التغيرات" التي تشهدها الساحة السورية بعد اتفاق الهدنة الذي ترعاه الدول الكبرى.
وقال مصدر مقرب من اللواء، في حديث خاص بـ"عربي21"، إن التغييرات التي أجريت بطلب من أمير اللواء؛ تأتي "لتجديد القيادات المتقدمة بعد أن أحرز النظام تقدما واضحا في بعض المناطق المحررة، وأيضا على الصعيد السياسي بدعم دولي واضح"، على حد قوله.
وأضاف أن "قيادة اللواء أدركت أن هناك تركيزا على استهداف الجماعات الرافضة للهدنة مع النظام، وللجلوس مع قاتل أجرم بحق المدنيين وهدم مدنهم وشردهم وهجرهم"، بحسب تعبيره.
ويتمركز لواء شهداء اليرموك في منطقة حوض اليرموك، في الريف الغربي لمحافظة درعا. وخاض اللواء معارك مع عدد من الفصائل، وخصوصا جبهة النصرة، التي تتهم اللواء بمبايعة
تنظيم الدولة. وفي سياق هذا الصراع، اغتيل قائد اللواء أبو علي البريدي في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي.
لكن المصدر نفى أن يكون للواء شهداء اليرموك "أي صلة بتنظيمات مصنفة أو غير مصنفة على قائمة الإرهاب ولا أي جهات حزبية سواء خارجية او داخلية"، متحدثا عن وجود "جهات فصائلية تركت جبهات قتال النظام"، رفض تسميتها، "تحاول إعطاء الشرعية لقتال اللواء منذ أكثر من عامين دون أن تحقق أهدافها، بسبب وعي أبناء تلك المناطق لحجم وحقيقة المؤامرة التي تريد جرهم إلى قتال عبثي يخدم النظام وأعداء الثورة"، وفق قوله.
وقال إن اللواء بقيادة "أبو عبيدة قحطان استطاع تخطي المرحلة الحرجة التي أعقبت اغتيال أميره الأول ومؤسسه، أبو علي البريدي، المعروف باسم (الخال)، ونجح في الحفاظ على وحدة اللواء".
وأبو عبيدة قحطان هو أردني من أصل فلسطيني، وتولى قيادة اللواء في أعقاب اغتيال البريدي، في عملية أعلنت جبهة النصرة مسؤوليتها عنها.
ووصف القرارات الأخيرة التي اتخذها قحطان، بأنها قرارات "جريئة وغير مسبوقة في عموم الفصائل الجهادية، حيث لم يسبق أن استبدل قائد فصيل جميع قيادات الفصيل، بما فيها شخصه، دفعة واحدة وهي قرارت لاقت ترحيبا كبيرا من الجنود، وشكلت دافعا كبيرا لبقية القادة ليثبتوا جدارتهم وأحقيتهم بمواقعهم الجديد فالقيادة للكفؤ".
وأضاف: "القيادات الجديدة باشرت مهام عملها برضى القيادات القديمة ومباركتهم". وبحسب المصدر، فإن القيادات القديمة ما زالت تمارس مهامها في اللواء في مواقع أخرى، نافيا أي "خلافات داخل اللواء أعقبت قرارات العزل أو التبديل". وقال إن عملية اختيار القيادات الجديدة تمت "حسب القدرات والمؤهلات".
وحول الموقف من الفصائل الأخرى، والعلاقات معها، قال المصدر إن "اللواء يرفض أن يتم الاعتداء عليه كما أنه لم يعتد على أي فصيل، ولم يبدأ أي فصيل بقتال"، وفق قوله.
من جهة أخرى، قال المصدر إن لواء شهداء اليرموك يرفض "رفضا قاطعا أي هدنة أو مصالحة مع النظام، وأنه سيبقى وفيا للثورة التي باتت اليوم وحيدة في مواجهة أعداء تكالبوا عليها من كل أنحاء العالم"، وتحدث عن إصرار اللواء على "قتال النظام حتى إسقاطه".
وحذر مما أسماها "مرحلة خطيرة" بدأت ملامحها في "الجبهة الجنوبية، تحاول فيها أطراف معينة مدعومة من دول عربية وأخرى إقليمية ودولية لضرب جميع القوى الرافضة للإرادة الدولية التي تريد فرض هدنة من طرف واحد ملزمة للفصائل فقط، في حين يستمر النظام بانتزاعه الأراضي المحررة منطقة بعد أخرى"، وفق تعبير المصدر المقرب من لواء شهداء اليرموك في جنوب سوريا.