قال المحلل السياسي
الإسرائيلي عاموس جلبوع، إن السبب العميق لمغادرة الروس من
سوريا هو إدراكهم لما احتاجت إسرائيل إلى سنوات لفهمه، وهو "أن القصة بلا غاية.. أضيفوا إلى هذا كل ما تبقى من أسباب".
وأشار جلبوع بمقاله في صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، إلى أن أسبابا كثيرة ربما دفعت موسكو لترك سوريا، ومنها الصراع مع تركيا والناتو ومواجهة العالم السني وذكريات أفغانستان الأليمة، بالإضافة إلى انخفاض أسعار النفط.. لكن إعلان
بوتين عن تحقيق كل أهداف التدخل في سوريا ربما يكون المشكلة، لأن هذه الأهداف بالأصل لم تفصل، بل إن الانسحاب كان لسبب جوهري وهو بحسب كل المؤشرات في الميدان يعود إلى أن القوة الروسية لم تحقق أهدافها وتركت المهام غير منتهية، وهي تغادر سوريا بالذات في توقيت ليس جيدا من ناحية نظام الأسد.
ولفت إلى أن كل الأحاديث عن مسيرة التسوية السياسية في جنيف "أقوال عابثة للسخرية" في أفضل أحوالها، وليس في الميدان أي مكان لذرة تفاؤل.. على الأقل ليس في السنوات القريبة القادمة.
وأوضح أنه "صحيح أنه لا شك في أن التدخل الجوي الروسي المكثف أنقذ على ما يبدو نظام الأسد لفترة زمنية وأكسبه عددا من الإنجازات الإقليمية، ولكنه لم يحقق بأي شكل الحسم أو يغير بشكل واضح الوضع".
وأضاف أن "قسم مدينة حلب الواقع في يد الثوار لم يحتل على الإطلاق، بل ولم يطوق. والقوة العسكرية للأسد ومرتزقته لم تنجح في الوصول إلى حدود تركيا؛ كل منطقة إدلب في شمال غرب سوريا، التي تهدد اللاذقية، العاصمة العلوية".
وقال إن الثوار بقيت سيطرتهم على أغلب مناطقهم ولم يتنازلوا عن هدفهم في إسقاط النظام العلوي لبشار، وصحيح أن الثوار "المعتدلين" تضرروا، ولكنهم لا يزالون في الميدان وبالذات "المنظمات المتطرفة، مثل جبهة النصرة وداعش"، فإنها بالكاد تضررت من القصف الروسي.
وقال جلبوع: "صحيح أن قوة روسية غادرت سوريا، لكن الصواريخ المضادة للطائرات الحديثة وعدد من طائرات القصف وبعض العناصر الأخرى ستبقى، بالإضافة للسيطرة الروسية في قواعد البحر والجو الخاصة بها في الشاطئ السوري، لكن قوة الدمار الجوي الروسية تغادر.. هذه هي القوة التي دمرت في الأشهر الخمسة تقريبا حتى الأساس مدنا وبلدات وعشرات القرى في سوريا".