رفض المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية
المصرية، أحمد أبو زيد، ما أوردته صحيفة "
الإندبندنت" البريطانية بخصوص
اختطاف الطائرة المصرية، إذ قالت إن الحادث يضع أمن الطيران في مصر "تحت التدقيق المتزايد"، معلقا أنه "مثير للتعجب والحيرة".
وأوضح الدبلوماسي المصري، في مقال نشر على مدونة الخارجية المصرية اليوم الأربعاء، أن الصحيفة قررت "نشر قائمة حوادث خطف طائرات تابعة لشركة مصر للطيران على مر التاريخ، باعتباره تذكيرا هاما على ضوء (استثنائية) حادث الأمس".
وتابع المتحدث المصري أن مقال "الاندبندنت" "يسرد سبع حوادث اختطاف تثير مخاوف بشأن أمن الطيران المصري بحسب الصحيفة المذكورة. وبنظرة سريعة لهذه الحوادث السبع، نجد أن أحدث خمس منها لم تسفر عن وقوع إصابات، كما أن اثنين من الحوادث تضمنا شخصين يحملان سلاحا أبيض، في حين تضمنت ثلاث حوادث أخرى مخادعة، حيث لم تستخدم أي أسلحة على الإطلاق (مثل حادث الأمس). وفي أحدث واقعتين تم التعامل مع الخاطفين من جانب الطاقم، حتى أنه لم يتم تحويل اتجاه الطائرة"، وأضاف: "في الواقع فإن الحادثتين الوحيدتين اللتين تمكن فيهما الخاطفون من الصعود إلى الطائرة وهم مسلحون كانا قبل عام 1990، وبالتبعية لا يمكن تفهم الدوافع التي ترمي إلى اعتبار قيام ركاب بإصدار تهديدات فارغة بشكل متقطع على مدار عقدين من الزمان بمثابة داع للتدقيق في أمن الطيران المصري".
وشدد أبو زيد على أن "حوادث الاختطاف الفاشلة والإنذارات الكاذبة" على متن الطائرات حوادث معهودة، وليست خاصة بمصر وخطوطها الجوية، "ففي شباط/فبراير عام 2014، تم تحويل اتجاه طائرة تابعة لشركة "بيجاسوس" بعد أن ادعى أحد الركاب المخمورين زورا بوجود قنبلة على متن الطائرة. وفي آذار/مارس عام 2015، أوقفت شركة "يونايتد إيرلاينز" أحد الركاب وتم ضبطه بعد أن زعم أنه يحمل قنبلة ومحاولته اقتحام قمرة القيادة أثناء رحلة من دنفر إلى دالاس. وفي كانون الأول/ديسمبر عام 2015، قامت طائرة تابعة للخطوط الجوية الفرنسية بالهبوط اضطراريا في مونتريال بعد تهديد مجهول بوجود قنبلة على متن الطائرة. ولم تسفر أي من هذه الحوادث عن مطالب للتدقيق في أمن الطيران بهذه الشركات أو البلدان، وهو أمر طبيعي بلا شك".
وبين أنه من واجب الشركات والدول ضمان أمن المسافرين ومنع الأسلحة أو المواد الخطرة من التسلل على متن رحلاتها. "وإذا كان هناك إجراء أمني يمكن اتخاذه لمنع الركاب غير المستقرين نفسيا من توجيه التهديدات الفارغة، فيبدو أن كتاب صحيفة الإندبندنت وحدهم على علم بهذا الإجراء. فخلال حادث الأمس، والذي يشبه إلى حد كبير الحوادث المذكورة أعلاه، عمل طاقم الطائرة على افتراض أن التهديد حقيقي من أجل ضمان سلامة جميع من كانوا على متن الطائرة حتى يمكن نزع فتيل الأزمة. ومن الواضح أن هذا هو الأمر الأكثر منطقية على ضوء ظروف الحادث، ونظرا لأنه لا يوجد شيء كان يمكن القيام به لمنع الخاطف من الادعاء بأن لديه متفجرات، إلا أن بعض الصحف مثل الإندبندنت تستمر مرارا وتكرارا في تصوير أي حدث بارز ينطوي على كلمة “مصر” باعتباره دليلا آخر على مزاعم “عدم الاستقرار” و”انعدام الأمن” في البلاد".
واعتبر الدبلوماسي المصري أن "استغلال حادثة معزولة، استثنائية، لا يمكن تجنبها في نهاية المطاف، للتشكيك في الأمن المصري لهو أمر غير صادق فضلا عن كونه ضارا، لا سيما في ضوء التحديات الحالية التي تواجهها صناعة السياحة في مصر وتضافر الجهود الحكومية لتعزيز أقوى التدابير الأمنية الممكنة في المطارات المصرية، وهو بلاشك معيار مزدوج بشكل صارخ لا ينطبق على البلدان وشركات الطيران الأخرى التي تشهد حوادث مماثلة"، ورجح أن الدافع الوحيد وراء مثل هذا النهج هو "التشهير المتعمد بمصر".
وختم مقاله بقوله "إن إبداء مخاوف لا داعي لها بشأن أمن الطيران.. أمر غير مسؤول في ضوء القلق الحالي بشأن الأمن بشكل عام في جميع أنحاء العالم، وفي جو عالمي من الخوف الطاغي والتهديد الإرهابي المستمر، فإنه يبدو من غير الملائم وغير المهني أن يتم نشر الذعر بهذا الأسلوب".