تعرض الرئيس السابق للجهاز المركزي للمحاسبات، المستشار
هشام جنينة، لهجوم إعلامي من قبل الإعلامي المقرب من السلطات، محمد الغيطي، طال بناته اللائي اتهمهن الغيطي بتهريب الأسلحة في مزرعة يمتلكنها بمنطقة الصالحية بمحافظة الشرقية، ما دفع نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي إلى التذكير بأن هذه الاتهامات ليست جديدة، وأنه سبق توجيهها نصا قبل شهور، وحينها تمكنت الزوجة والبنات، من تفنيد هذه الاتهامات، عبر برنامج العاشرة مساء، وهو ما لم يستطعنه الآن، في ظل حالة الحصار الإعلامي الشديد المفروض على المستشار، وأسرته، وبلغ حد حصار أجهزة الأمن لمنزله، ومنع الزيارات عنه وعن أسرته.
وشن الغيطي - في برنامجه "صح النوم"، عبر فضائية "ltc" مساء السبت - هجوما حادا على المستشار جنينة، زاعما تزايد معدل "فرم" المستندات في الجهاز المركزي للمحاسبات، في أعقاب إعفائه من منصبه، قائلا: "فرم المستندات كان شغال على ودنه من ساعة صدور قرار عزله"، ما حدا بالقائم بأعمال رئيس الجهاز، المستشار هشام بدوي، حسبما قال، إلى أن يقوم بتشكيل لجنة لوقف فرم المستندات، إذ قال الأخير، بحسب الغيطي: "هاتوا لي بقية المستندات".
وزعم الغيطي أيضا (المعروف بكذبتيه الشهيرتين حول أن
الإخوان سبب سقوط الأندلس، وأن الجيش
المصري تمكن من أسر قائد الأسطول السادس الأمريكي) وجود علاقة مصاهرة بين المستشار جنينة من جهة والشيخ يوسف القرضاوي، وسليم العوا، من جهة أخرى.
وزاد على ذلك بترديد مزاعم أنه تم العثور على أسلحة في مزارع بنات "جنينة" في منطقة الصالحية، وأن زوجته فلسطينية حمساوية، إذ قال الغيطي إن "مزارع الصالحية بالشرقية ضبطت بها كميات رهيبة من الأسلحة؛ مالكاتها بنات جنينة، وأولاد القرضاوي، وسليم العوا"، مدعيا أيضا أن أصحاب المزارع في الصالحية "شوية إخوان"، وأن ابنة جنينة "متعينة" في مكتب العوا (للمحاماة)، وأن جنينة زار قطر أربع مرات في السنة.
وكشف الغيطي عن حصار أجهزة الأمن لمنزل المستشار جنينة، ومنع أي أحد من زيارته، وهو ما كان قد صرح به محاميه علي طه، الذي شكا من أنه لم يتمكن من زيارته منذ صدور قرار رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي بعزله الاثنين الماضي.
وأضاف الغيطي أنه: "لازم يحصل حصار لمنزله (جنينة) حتى لا يحدث مثلما حدث مع أحمد عبد العاطي، مدير مكتب محمد مرسي، الذي سيأخذ الأوراق والمستندات السرية جدا، والحاجات اللي رايحة جاية مع الجهات السيادية، وصور منها ما تعرفش رايحة فين"، مدعيا بقوله: "احنا عارفين ها تروح قطر وتركيا وحماس وأمريكا.. دي عصابة"، بحسب قوله.
رد سابق من الزوجة والبنات على الاتهامات نفسها
في المقابل، سارع النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي ببث مقطع فيديو لحلقة من برنامج "العاشرة مساء"، بتاريخ الثلاثاء، 11 آب/ أغسطس 2015، شهدت أول ظهور إعلامي لزوجة جنينة وبناته، عبر فضائية "دريم2"، بعدما تعرضن، والمستشار جنينة، لحملة إعلامية مستعرة، شبيهة بهذه الحملة، قامت على ادعاء انتماء جنينة لجماعة الإخوان المسلمين، ووجود علاقات بين أسرته وحركة حماس، ودعمها لعدد من التنظيمات الإرهابية، بل ووجهت الاتهامات نفسها لزوجته وبناته، وحينها ظهرن جميعا، ودافعن عن أنفسهن، وهو ما لا يتاح لهن حاليا.
فقالت زوجة المستشار هشام جنينة، ذات الجذور الفلسطينية، وفاء قديح، إن مصر هي الوطن والأم التي عاشت فيها، وتربت على ترابها حتى أصبحت على ما هي عليه الآن، مضيفة أنه: "من غير المعقول أن أعمل ضد مصلحة الوطن".
وكشفت أنها تسافر كثيرا لقطاع غزة من أجل الاطمئنان على أسرتها هناك، خاصة أن الاحتلال الإسرائيلي استولى على أملاك عدة من عائلتها، معربة عن استيائها الكبير بعد ادعاء أحد الإعلاميين أنها تدير ملهى ليليا، موضحة أن البعض حاولوا التفتيش عن أي وقائع تسيء للمستشار جنينة، لكنهم فشلوا، لأنه إنسان نظيف للغاية، ووالده قاض مشهود له بالنزاهة العالية.
وأشارت قديح - في اللقاء - إلى إصدار عائلتها في قطاع غزة بيانا أعربوا فيه عن استيائهم الشديد، بسبب اتهام بعض وسائل الإعلام المصرية لهم بدعم تنظيمات إرهابية، مضيفة أن "عائلتي تكن كل الحب والاحترام لمصر التي عالجتهم، وعلمت أبناءهم، كما أن هذه الحملات أثرت نفسيا وصحيا على والدتي التي تبلغ من العمر 80 عاما لأنهم اتهموها ظلما بأنها ذهبت إلى إسرائيل".
ومن جهتها، وصفت شروق جنينة، النجلة الوسطى للمستشار جنينة، الاتهامات الموجهة لوالدها ووالدتها بالانتماء لجماعة الإخوان المسلمين بأنها "كوميدية".
وقالت إنها شعرت بصدمة كبيرة من كم الكذب والشائعات التي يروجها البعض عن والدها بشكل متزايد خلال الفترة الأخيرة، مؤكدة أن كمية التأثير البشع على عقول الناس تجعل البعض يصدق هذه الأكاذيب.
وأضافت الابنة الكبرى للمستشار جنينة، التي تعمل وكيلة نيابة بهيئة النيابة الإدارية أن "أهل غزة يحبون المصريين كثيرا، وهم مسالمون جدا، وأبعد ما يكونون عن الإرهاب، واندهش من الحملة التي يطلقها البعض لتشويههم".
وكان من المذهل ما كشفت عنه من أنها، وأخواتها، شاركن في مظاهرات 30 يونيو لإسقاط الرئيس محمد مرسي، قائلة: "لم نعط أصواتنا لـ(مرسي) في الانتخابات الرئاسية، ووالدنا لم يوجهنا لانتخاب شخص بعينه على الإطلاق".
أما نهى، الابنة الصغرى للرئيس السابق للجهاز المركزي للمحاسبات، فأوضحت أنها ليست ضد توجيه النقد، خاصة أن والدها مسؤول حكومي بارز، لكنها ترفض ترويج الأكاذيب حول أي شخص، مضيفة: "عمري ما شفت هذا المستوى من التدني في الأخلاق".
وكانت شروق علقت على قرار السيسي بإعفاء والدها من منصبه، رئيسا للجهاز المركزي للمحاسبات، بتدوينة عبر صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، قالت فيها إن "دولة الظلم والفساد ساعة.. ودولة الحق إلى قيام الساعة".