قال مستشرق إسرائيلي بارز إن إعلان
روسيا المضلل عن انسحابها من
سوريا جاء ضمن "مخطط سري تعكف عليه موسكو لتصفية المعارضة السورية".
وأوضح البروفيسور يرون فريدمان، رئيس دائرة الدراسات الشرقية في جامعة تل أبيب أن كل الدلائل تشير إلى أن الروس يعملون ضمن مخطط "سري" للقضاء التدريجي على قوى المعارضة السورية.
ونوه فريدمان إلى أن ممثل روسيا في الأمم المتحدة فيتالي تشوركين، وبخ بشار الأسد في شباط/ فبراير الماضي، لأنه أعلن عن نيته استعادة كل المدن السورية "ليس لأنه اعتقد بأن الأسد لم يتحدث عن الحقيقة بل لأنه كشف المخطط الروسي السري".
وأضاف فريدمان أن روسيا توظف المفاوضات في جنيف من أجل شراء الوقت وتحقيق هدفها النهائي الهادف للقضاء على المعارضة، مشددا على أن المنطق يقول إن الرئيس الروسي فلادمير بوتين لا يمكنه أن يسمح بدور حقيقي للمعارضة في مستقبل سوريا، ولا يمكن أن يقبل بالتنازل عن نظام الأسد على اعتبار أنه النظام الوحيد الذي يضمن تحقيق مواصلة تأمين المصالح الروسية في سوريا.
وأشار فريدمان إلى أن المخطط الروسي الأساسي كان يقضي بأن يتم "الإجهاز على المعارضة السورية المعتدلة، وبعد ذلك يتم استهداف المعارضة الأكثر تطرفا، أما بعد التوصل لوقف إطلاق النار فإنه تقرر التركيز على المتطرفين، وبعد ذلك استغلال الظروف والعودة لضرب المعتدلين".
وأردف قائلاً: "بعد أن ينهار وقف إطلاق النار كما هو متوقع ستعود روسيا للتركيز على ضرب
المعارضة المعتدلة التي تمثل التحدي الأكبر لنظام الأسد وشرعيته".
وأشار فريدمان إلى أن وقف إطلاق النار منح الروس الفرصة للانفراد بتنظيم "الدولة الإسلامية" و "جبهة النصرة"، منوها إلى أن "السعوديين وقعوا في الفخ الذي نصبه الروس من خلال تأييدهم لوقف إطلاق النار بالشروط الروسية"، مشيرا إلى أن هذا الاتفاق منح بوتين هامش مناورة كبيرا في تحديد الآليات التي تحقق أهدافه في سوريا".
واعتبر فريدمان أن الإعلان الروسي "المضلل عن الانسحاب من سوريا يأتي في إطار المخطط، ولإعطاء الانطباع بأن سوريا معنية بإنجاح مسار المفاوضات في جنيف".
ووفقا لرؤية فريدمان فإن الروس معنيون بتعزيز دور الأقليات، مشددا على أن موسكو تؤمن "بفاعلية التحالف مع العلويين والأكراد والمسيحيين في مواجهة التطرف السني".
واستدرك فريدمان قائلاً: "إن فرص نجاح الخطة الروسية تؤول إلى الصفر بسبب العوامل الموضوعية المتعلقة بموازين القوى الديموغرافية التي تميل لصالح السنة الذين يشكلون 80% من السكان".
وأشار فريدمان إلى أن أكبر مصدر لإحباط هذا المخطط يكمن في حقيقة أنها تتطلب تواجدا أجنبيا روسيا إيرانيا طويل الأمد، وهذا مستحيل".
ووصف فريدمان بشار الأسد بأنه "شخص مقعد قلبه علوي وعقله ويده اليمنى روسية ويده اليسرى إيرانية".
وفي سياق متصل، أعلن في إسرائيل أن رئيس الوزراء بنيامي ننتنياهو سيتوجه إلى موسكو بعد حوالي عشرة أيام للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ونقلت مراسل الإذاعة العبرية صباح اليوم عن مصادر إسرائيلية قولها إن" المحادثات بين الزعيمين ستتناول الأوضاع في سوريا وعددا من الملفات الإقليمية الأخرى، إلى جانب العلاقات الثنائية".