نشرت صحيفة لاكروا الفرنسية تقريرا تحدثت فيه عن بداية تطبيق الحكومة الفرنسية لوعودها بتعزيز دراسة الإسلام وتغذية العلوم الإنسانية في هذا المجال، فها هي تعتزم تنفيذ ست
دراسات في مواضيع مختلفة عن الإسلام، بتعاون من وزارة الداخلية ووزارة التربية الوطنية ووزارة التعليم العالي.
وقالت الصحيفة، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن من أهم المواصفات المطلوبة في الباحثين في تلك الدراسات؛ حصولهم على شهادة دكتوراه في العلوم الإنسانية والاجتماعية من معهد بحثي معترف به، ولديهم مهارات في المواضيع المشتركة، مع إمكانية العمل الجماعي على دراسة محددة.
وذكرت الصحيفة أن أول دراسة ستكون تحت عنوان "خطاب التفرقة في الإسلام المعاصر"، وتليها دراسة بعنوان "تأملات عديدة في عملية صناعة
التطرف، منذ إعلان البغدادي تنظيم الدولة سنة 2014 وانطلاق آلاف الشباب الأوروبي إلى سوريا والعراق".
وقالت الصحيفة إن الحكومة الفرنسية طلبت من الباحثين القيام بدراسات حول انتشار خطاب التفرقة الإسلامي في مواقع الإنترنت، بالإضافة إلى تنفيذ تحقيقات ميدانية خاصة في مناطق مثل باريس وليون وليل وتولوز ومرسيليا.
وذكرت الصحيفة أن إحدى الدراسات تحمل عنوان "التعليم الطائفي الإسلامي الموجه للأطفال"، أو بمعنى آخر دراسة حول المدارس القرآنية، من خلال مقابلة الأهالي وأساتذة الأطفال، وطرح تساؤلات حول محتوى المناهج في هذه المدارس.
كما أن دراسة أخرى ستبحث في المدارس الدينية الإسلامية، التي تلقى صدى كبيرا منذ سنة 2000، خاصة مع صدور بعض القوانين التي تمنع الطلبة من إبراز ما توصف بـ"الرموز الدينية" في المدارس العمومية.
وقد ورد في الملحوظة -التي نشرت من قبل وزارة التربية الوطنية ووزارة التعليم العالي في
فرنسا- أنه رغم اعتراف الدولة بهذه المدارس، إلا أن بعضها قد يقدم مناهج بيداغوجية غير معترف بها من قبلهما.
وأشارت الصحيفة إلى أن هاتين الدراستين حول المدارس تهدفان لرسم خريطة تلك المؤسسات وإبراز محتوى البرامج البيداغوجية، بالإضافة إلى التنبيه إلى الوضع القانوني لتلك المؤسسات، أي هل هي تعمل في إطار ترخيص من الدولة أم لا.
وقالت الصحيفة إن أحد المشاريع يحمل عنوان "المناهج الإصلاحية في الإسلام المعاصر وتأثيره على فرنسا"، وهي تتناول المناهج الحديثة حول فهم النص الإسلامي المقدس في ضوء العلوم الإنسانية.
وقالت إن مِن بين أصحاب هذا الفكر الحداثي المعاصر مَن تجاوزوا حدود ما أسماه المفكر الجزائري محمد أركون "الجهل المقدس"، وبحثوا في كيفية تجديد النص والتاريخ الديني المقدس. ووردت بعض أسماء هؤلاء في ملحوظة للحكومة الفرنسية، ومن بينهم التونسيان هشام جعيط وعبد المجيد شرفي، وأسماء أخرى فرنسية، مثل إيريك جيوفري وعبد النور بيدار ورشيد بنزين والإمام طارق أوبروا.
ومن بين الدراسات المطروحة أيضا "سوق الحلال في فرنسا وأوروبا"، كما سيتم تكليف مجموعة من الباحثين بدراسة عملية الحج في الإسلام.
وذكرت الصحيفة أن الحكومة الفرنسية ستمول هذه المشاريع والدراسات. ورأت أن قرار الحكومة الفرنسية تجديد الاستثمار في دراسات عن الإسلام سببه قلة مثل هذه الدراسات في فرنسا مقارنة بجاراتها في القارة الأوروبية، ولكن أيضا لإعادة تجديد العلوم الإنسانية بدراسات عن الإسلام في فرنسا.