أعرب محللون ومراقبون فلسطينيون، عن اعتقادهم بأن عقد حكومة
الاحتلال الإسرائيلية، جلستها الأسبوعية، الأحد، في هضبة
الجولان السورية المحتلة، يأتي من أجل محاولة تثبيت هيمنتها عليها، استغلالا للأزمة السورية.
وعقدت حكومة الاحتلال، جلستها الأسبوعية، الأحد، في هضبة الجولان السورية، وصرح رئيسها
بنيامين نتنياهو خلال الجلسة، بأن "إسرائيل لن تنسحب من مرتفعات الجولان، وأنها ستبقى تحت سيطرتها إلى الأبد".
وكانت إسرائيل قد احتلت الجولان في حرب حزيران/ يونيو عام 1967، وأعلنت عام 1981 عن ضمها إلى أراضيها، في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.
ويرى النائب العربي في الكنيست الإسرائيلي مسعود غنايم، أن الهدف من عقد الجلسة الحكومية في الجولان، هو توجيه رسالة إلى الأطراف الدولية المجتمعة في
جنيف، بشأن
سوريا، مفادها بأن الجولان لن تعود إلى دمشق، تحت أي ظرف سياسي.
وتجري في جنيف، مباحثات بين المبعوث الأممي ستيفان دي مستورا، ووفود عن المعارضة والنظام لإيجاد حل سلمي للأزمة المستمرة في سوريا منذ 2011.
وتابع غنايم لوكالة الأناضول: "كما أن نتنياهو له حساباته الداخلية، فهو يريد أن يقول للشارع الإسرائيلي إنه الوحيد القادر على حفظ أمن إسرائيل، ولو بسياسة فرض الأمر الواقع".
وقال: "التصريحات الرسمية الإسرائيلية، عن مرتفعات الجولان باعتبارها جزءا من أرض إسرائيل خطيرة وغير مسبوقة".
وعزا غنايم لجوء نتنياهو إلى اتخاذ هذا الموقف في الوقت الراهن، إلى رغبته في استغلال الوضع الصعب الذي يمر به العالم العربي بشكل عام، وسوريا بشكل خاص، من أجل فرض معطيات جديدة على الأرض، وتثبيت سياسة الأمر الواقع.
وأضاف غنايم: "نتنياهو يريد أن يفرض السيادة الإسرائيلية بالقوة على الجولان، مدركا أنه لن يكون هناك موقف عربي بمستوى الحدث يمنعه من القيام بمثل خطوة كهذه".
من جانبه، قال الكاتب السياسي وعميد كلية الآداب بجامعة الأمّة في غزة عدنان أبو عامر، إن الرسالة التي أرادت الحكومة الإسرائيلية إيصالها، لم تكن رسالة "أمنية" و"عسكرية".
وأضاف أبو عامر: "لقد كانت رسالة سياسية من الدرجة الأولى، موجهة إلى أمريكا وروسيا وكافة الأطراف الدولية، أنه وتحت أي ظرف سياسي، أو رؤية يتم بلورتها بالشأن السوري ستبقى الجولان في يد إسرائيل".
وتابع: "إسرائيل تريد أن تقول للعالم إنه آن الأوان لقبول ما كان يرفضه سابقا بشأن الجولان".
وأكد أبو عامر، أن إسرائيل تريد من عقد الجلسة الأسبوعية، التي قال إنها قد تكررها في الأيام المقبلة، تثبيت سياسة "الأمر الواقع".
واستدرك قائلا: "هذه المرة تريد إسرائيل من المجتمع الدولي أن يبارك خطوتها، وهي بهذه الإشارة تقول: إن كان بشار الأسد موجودا في الحكم، أم لا، وأيا كان النظام في سوريا، ستبقى محتفظة بالجولان".
ولم يستبعد أبو عامر وجود دعم دولي للخطوة الإسرائيلية، أو "غض الطرف" عنها، في ظل ما وصفه بحالة التشتت العربي.
ويتفق أنطوان شلحت، مدير وحدة "المشهد الإسرائيلي" ووحدة الترجمة في المركز الفلسطيني للدراسات السياسية (مدار)، مع سابقيه، في أن نتنياهو، عقد الجلسة الأسبوعية لحكومته في الجولان، للتأكيد على عدم تسليم الجولان لسوريا مقابل أي تسوية سياسية قد تحدث مستقبلا.
وأضاف شلحت: "عقد الجلسة لم يكن مفاجئا في ظل ما تعيشه المنطقة من متغيرات".
وتابع: "هذه رسالة للمجتمع الدولي، كما أنها رسالة لبشار الأسد، وأنه في حال بقي في الحكم فهي ستكون طرفا في أي تسوية، وأنها لن تتنازل عن الجولان".
ورأى شلحت أن أطرافا دولية، في مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية، قد تدعم هذا الوضع، وأن يبقى الجولان تحت السيادة الإسرائيلية.
ولم يصدر أي تعقيب دولي، بشأن عقد الحكومة الإسرائيلية جلستها في الجولان حتى اللحظة.
واستنكرت جامعة الدول العربية، الإثنين، تصريحات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، حول هضبة الجولان السورية، معتبرة أنها تصريحات استفزازية وتهدف لإفشال الجهود الدولية للسلام.
وحذرت الجامعة، إسرائيل، من مغبة استغلال الأزمة السورية الحالية من أجل تبرير استمرار احتلالها للجولان العربي السوري، مؤكدة أن "عروبة الجولان العربي السوري المحتل، وعلى حق الشعب العربي السوري في السيادة على هذا الجزء من الأرض العربية".