وصف زعيم حركة النهضة في
تونس، راشد الغنّوشي الحادث الذي تعرّض له، صباح الأحد، بـ"الخطير"، مؤكّدا في أوّل تصريح إعلامي له عقب الحادث، أنّ ما حصل "قضاء وقدر وليس وراءه تدبير"، وفق تعبيره.
وتابع الغنّوشي حديثه لشبكة تونس الإخبارية: "انقلبت السيّارة رأسا على عقب، ووجدت نفسي أشهد شهادة الإسلام (...) وقد سحبني بعض الإخوة من المركبة، وقد حفّ بنا لطف الله عزّ وجلّ (...) وأصيب بعض المرافقين لنا بجروح طفيفة، أحدهم من الحرس الرئاسي، والحمد لله خرجوا كلهم من المستشفى".
وبابتسامته المعهودة قال الغنّوشي: "تفقدّت أعضائي وما وجدت شيئا منها ناقصا.. أعضائي كلّها كاملة (...) نجونا بلطف الله. وكما قال الرئيس الباجي قايد السبسي: كل مرّة نصل إلى حافة الهاوية وما نطيحوش (لا نسقط)".
رسالة واضحة
وأضاف زعيم النهضة: "لحقت المركبة أضرار كبيرة (...) أضرار الأموال تُعوّض وأضرار الأبدان هي الأخطر.. وقد حرصت على مواصلة الطريق إلى مدينة سوسة، حتّى أعطي رسالة واضحة أن وضعي الصحي جيّد، وقمت بفحوصات بالمستشفى الجامعي، سهلول".
وأشار الغنّوشي إلى أنّه حضر الاجتماع التمهيدي للمؤتمر العاشر لحركة النهضة في سوسة، حيث التقى بأبناء الحركة الممثّلين لأربع محافظات، وهي سوسة والمنستير والمهدية والقيروان.
وتعرّضت سيّارة
الغنوشي، صباح الأحد، لحادث مرور أدى إلى انقلابها. ووقع الحادث، بحسب ما نقلته إذاعة "موزاييك إف إم" عن مصدر في النهضة، نتيجة توقف إحدى السيارات التي كانت تسير أمام مركبة الغنوشي فجأة، ما دفع بسائق سيارة رئيس الحركة إلى الابتعاد عنها لتفادي الاصطدام بها، ما أدى إلى انقلابها.
"دواعش"
وضجّت صفحات موقع التواصل الاجتماعي، فيسبوك، بالتعليقات الشامتة أو المساندة لزعيم النهضة بعد الحادث الذي تعرّض له، فيما برز على تعليق للقيادي بـ"نداء تونس" أسامة الخليفي الذي كتب مساء الأحد، تحت عنوان "الاسم تقدميين والمهنة دواعش متنكرة": "المتأسفون على خروج الشيخ راشد الغنوشي سالما بعد حادث المرور الخطير الذي تعرض له صبيحة اليوم، يدل على درجة التقيح الفكري والأخلاقي الذي وصل إليه بعض من يدعي الحداثة والتقدم، وهم في الحقيقة في داخلهم مرض ليس ببعيد عن ذلك المرض الذي أصاب الدواعش، والذي أفقدهم إنسانيتهم ودمر قلوبهم ونزع الرحمة عنهم".
وأضاف: "بعد داعش اليمين ها هو داعش اليسار المتستر بالحداثة ليرينا وجهه القبيح ففي مثل هذه الأحداث يفضح الله الماكرين الحاقدين.. حفظ الله بلدنا.. وشعبها وأولي الأمر فيها من كل سوء.. يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين".
"مثلية فكرية"
وكتب الإعلامي بقناة نسمة الخاصة، محمد أمين مطيراوي: "قاعد نشوف (أشاهد) في ناس فدت (سئمت) خاطر (لأنّ) راشد الغنوشي خرج لاباس مالaccident ... (الحادث) موتوا ما أخيبكم...انتحروا ...اشربوا دواء الفار... وفك عليكم ما السياسة والحقوق والحريات والمبادئ والقيم على خاطركم (لأنّكم) مجرد كائنات مثلية فكرية لا تستحق العيش بيننا ...زيدوا تشمتوا في بعضكم يا شعب نوبل للسلام ...داعش منا وإلينا ما دام نخبتنا تتمنى الموت لبعضها...".
وعلّقت الإعلامية عفاف الغربي على المنشور الأخير بقولها: "حسنا قلتَ محمد أمين مطيراوي".
وكتب نور الصغير: "الاختلاف بين الآراء والأفكار والمواقف جائز و لابد من وجود ذاك الاختلاف.... إلّا أنه عندما يمتزج الاختلاف بالحقد والكراهية لدرجة الشماتة، وأن نفرح لأذى غيرنا ونتمنى له الموت، فهذا مرفوض مهما كانت العداوة بيننا.....".