ما زالت قضية أكثر من 8400 مختطف على يد المليشيات الحوثية في
اليمن؛ تثير غضب الأهالي، بسبب ما يعتبرونه تجاهلا لقضية أبنائهم، وإذلالا يتعرضون له في رحلة البحث عن مفقوديهم.
وتشير أحدث إحصائية حقوقية صادرة عن المنظمة الوطنية للتنمية الإنسانية، إلى أن عدد
المختطفين في عموم اليمن حتى نهاية آذار/ مارس 2016م، بلغ 8419 مختطفا، من مختلف فئات وشرائح المجتمع، بينهم 2338 مخفيا قسريا، و4689 حالة تعذيب ارتكبتها مليشيات الحوثي والرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، "دون أي رادع إنساني أو خوف من قانون"، بحسب تعبير بيان صادر عن "رابطة أمهات المختطفين" هذا الأسبوع.
وحمل بيان الرابطة؛ الأمم المتحدة والأطراف المعنية باليمن كامل المسؤولية عن مصيرهم وإطلاق سراحهم.
و"رابطة أمهات المختطفين" هي منظمة مجتمعية حقوقية إنسانية نسوية، تأسست مؤخرا بصنعاء من قبل بعض أمهات المختطفين والمختفين قسرا، بهدف تفعيل قضية أولادهن المنسيين والمغيبين في
السجون، بعضهم مضى عليه أكثر من عام.
وكانت الرابطة قد نفذت الأحد، بالاشتراك مع "حملة أطلقوهم"، وقفة نسوية، تضامنا مع قضية المختطفين والمخفيين قسرا في سجون الحوثي وصالح.
ونُفذت الوقفة التي شارك فيها نساء وأطفال، أمام مبنى بعثة الأمم المتحدة بالعاصمة صنعاء، وتضمنت مشاهد تمثيلية صامتة ومؤثرة، تحاكي معاناة المختطفين وعائلاتهم.
ولتوصيل رسالتهن إلى الجهات المعنية، استخدمت المتضامنات، هذه المرة، الفن التمثيلي لإضفاء التأثير على مطالبهن في إطلاق سراح أبنائهن وذويهن، حيث قمن بعمل تمثيلية قصيرة صامتة (سكتش صامت)، في ساحة اعتصامهن أمام مبنى الأمم المتحدة، بالاشتراك مع بعض الأطفال، للتعبير عن المعاناة التي يمر بها المختطفون في السجون، وكذلك التعنت والإذلال الذي تتعرض له الأسر أثناء السعي والبحث في معرفة مصير أبنائها، بما في ذلك المنع من الزيارات.
وحملت المعتصمات لافتات تعبيرية تضامنية مع المختطفين، بينها: "حرية ولدي.. سأنتزعها بيدي"، و"حرموا ولدي الحياة.. كم أتلهف لرؤيته"، و"أعيدوا لي قرة عيني"، و"وطني يتألم في زنازين المجرمين الانقلابيين.. ولن تهدأ روحي حتى يخرج ويستعيد عافيته".
وبهذا الخصوص، سلمت "رابطة أمهات المختطفين"، رسالة خطية لمكتب الأمم المتحدة بصنعاء، موجهة إلى المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، الذي يقود جولة المفاوضات في الكويت. وناشدت الرسالة المجتمع الدولي لـ"ضرورة عدم التهاون والتلكؤ في حسم قضية المختطفين وسرعة إطلاق سراحهم"، كواحدة من الأولويات التي تنعقد لها هذه الجولة من المباحثات.
وطبقا لـ"ع.م"، وهو شقيق أحد المختطفين منذ تموز/ يوليو الماضي، فقد جاء تأسيس الرابطة (النسوية)، كحاجة ملحة لتفعيل قضية المختطفين في سجون المليشيات، بعد أن دأبت المليشيات على منع وقمع الفعاليات الشبابية الذكورية بكل الوسائل، ومطاردة واعتقال كل من يقوم بتنفيذها بالعاصمة صنعاء، الواقعة كليا تحت سيطرة
الحوثيين منذ اجتياحها في 21 أيلول/ سبتمبر 2014.
وقال "ع.م." لـ"
عربي21"، مشترطا عدم كشف اسمه لأسباب أمنية، إنه، برغم ذلك "ما كانت بعض الفعاليات النسوية لتسلم من الأذى بين الحين والآخر، أحيانا من قبل نساء يرتدين زي الشرطة النسوية التابعة للمليشيات الانقلابية، وأحيانا أخرى من بعض المسلحين التابعين لها".