على النقيض تماما من مناشداتهم السابقة المطالبة لوقف نزيف الدماء في مدينة
حلب على مدار الأيام العشرة الأخيرة، أعرب موالون للنظام عن غضبهم من بدء تطبيق
الهدنة في المدينة، بعد أن تم التوصل إليها بموجب اتفاق أمريكي روسي، كان قد تم الإعلان عنه الأربعاء.
وخلافا للمتوقع، زاد إعلان جيش
النظام السوري تطبيقه للهدنة في حلب لمدة 48 ساعة اعتبارا من يوم الخميس، من صورة الانقسام حول ما يجري، وأشاع جوا من السخط بين الأوساط الموالية للنظام على مواقع التواصل الاجتماعي، على الرغم من أن غالبيتهم كانوا من بين الرواد الأكثر تداولا لهاشتاغ "حلب تباد".
وبعد ساعات قليلة من إعلان جيش النظام السابق، قال أحدهم: "لا للهدنة، لأنهم بلا ذمة وبلا أخلاق، ادعس وتقدم ويبقى الحسم سيد الموقف".
وتحت هاشتاغ "تحيا حلب"، سخر أحدهم بالقول: "الهدنة تقتلنا، عاشت
الدهنة وتسقط الهدنة".
وكتبت زهرة تشرين في صفحتها على "فيسبوك": "لا هدنة مع من خان
سوريا ودمر حلب، وما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة".
وذهب أحدهم بعيدا في تغريدة على حسابه عبر "تويتر": "الكيان الصهيوني خايف على حلب، لذلك فرض الهدنة، لينقذ المسلحين وأبناء النصرة".
وغردت ريم تحت هاشتاغ "احسم نصرك بحلب": "وكم من هدنة قتلت أكثر مما تقتله الحرب، لا للهدنة".
وتابع هيثم سورية: "الهدنة تعطي المرتزقة وقتا إضافيا لقتل المدنيين، لا للهدنة دعاؤنا لرجال الجيش السوري".
بدوره تساءل محمد أحمد على صفحته الشخصية "فيسبوك": "لماذا كل هذا التصعيد إن كانت وراءه هدنة؟ لا نريد الهدنة ولا حتى الدهنة إن كانت مفروضة من روسيا، نريد الحسم العسكري".
وفي ضوء ذلك، يرى الناشط الإعلامي المعارض حسين ناصر، أن هذه الدعوات لم تكن لتصدر عن الموالين للنظام، لو كانوا يعانون من جحيم القصف ونزيف الدم كما يدعون، على حد تقديره.
وتابع ناصر في حديثه لـ"
عربي21": "كان حريا بمن رفع صوته عاليا مستغيثا ومناشدا العالم لوقف القذائف التي تتساقط على الأحياء الخاضعة لسيطرة النظام، أن يبتهج بالإعلان عن الهدنة، لا أن يعبر عن امتعاضه".
ومن هنا تحديدا يؤكد "ناصر" الناشط الإعلامي في حلب وريفها، أن الأنباء التي تلقفها الإعلام الغربي باهتمام بالغ والتي تتحدث عن استهداف المعارضة لتجمعات المدنيين في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام من مدينة حلب، "حديث مبالغ فيه".