كذبت مؤسسة "بيل غيتس" إشاعة روجها الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة (معارض)، حول توقيع اتفاقية مع المؤسسة العالمية تخصص بموجبها الأخيرة مبلغ 100 مليون دولار لدعم مشاريع ذات طابع اجتماعي بمختلف أقاليم جهة طنجة تطوان الحسيمة (شمال المغرب).
تكذيب "غيتس"
وجاء تكذيب المؤسسة، الخميس، في جواب على رسالة بعثها الصحافي أنس بنضريف، ونشر مضمونها على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، وأكدت أنه لا توجد أي مشاريع مشتركة في المغرب لحد الساعة، مشيرة إلى أنها ستعمل على إيجاد الفرص المحتملة لذلك، وستعلن عنها حالما تتحقق.
وأضافت المؤسسة في الرسالة ذاتها، أنها تعمل مع المنظمات الشريكة في جميع أنحاء العالم، لاستكشاف سبل جديدة للتعاون وخلق المبادرات وذلك للمساعدة على الحد من الفقر.
فضيحة دولية
ووصف نشطاء على شبكات التواصل الاجتماعي، أن ترويج إشاعة توقيع اتفاقية مع مؤسسة "بيل غيتس" فضيحة دولية، مطالبين بتوضيح سريع من الحزب "المتهم".
وسخر النشطاء من ترويج "كذبة" من طرف حزب يصنف على أنه الخصم الأول لحزب العدالة والتنمية القائد للائتلاف الحكومي، والذي يقدم نفسه على أنه البديل لقيادة الحكومة المقبلة بعد الانتخابات التي ستجرى بالمغرب تشرين الأول/أكتوبر المقبل.
وقد حاول "عربي21" الاتصال بـ "إلياس العماري" الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة ورئيس جهة طنجة تطوان الحسيمة (شمال)، إلا أن هاتفه ظل يرن دون جواب.
الجهة تكذب رئيسها
وفي حادثة غريبة جدا، نفت جهة طنجة تطوان الحسيمة التي يرأسها زعيم حزب
الأصالة والمعاصرة المعارض، عقد أي اتفاقيات أو مشاريع مع مؤسسة "
بيل غيتس" الخيرية، معتبرة أن الأمر تعلق فقط بـ"اجتماعات" مع الأطراف المختلفة.
وتابعت "الجهة" في بلاغ توضيحي نشرته الخميس: "انعقد بمقر وزارة الاقتصاد والمالية بالرباط يوم الاثنين 2 آيار/مايو اجتماع خصص لمناقشة تمويل المشاريع التنموية بالجهة، بحضور والي الجهة ووزير الاقتصاد والمالية، ومسؤولين عن البنك الإسلامي للتنمية ومؤسسة بيل وميليندا غيتس".
وأضاف البلاغ: "لقد تم الاتفاق على الشروع في تهيئة الملفات التقنية للمشاريع التنموية ذات الصلة بالصحة والفلاحة والبنيات في حدود غلاف مالي يناهز 100 مليون دولار".
وأوضح أن الملفات ستحال على المجلس الإداري للصندوق المشترك للبنك للتنمية ومؤسسة بيل غيتس الذي سينعقد في أيلول/سبتمبر المقبل.
أصل الإشاعة
وروجت الإشاعة من خلال بيان نشره الموقع الرسمي لحزب الأصالة والمعاصرة، الثلاثاء، وروجته عشرات المنابر الإعلامية أن توقيع اتفاقية الشراكة، جاء نتيجة اتصالات امتدت لشهرين بين الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة ورئيس مجلس الجهة إلياس العماري، ومسؤولي كل من المؤسسة العالمية "بيل غيتس" والبنك الإسلامي، نتج عنها اقتناع مشترك وخاصة لدى مسؤولي المؤسستين السالف ذكرهما بدعم التنمية بجهة طنجة تطوان الحسيمة وإقامـــة مشاريع عدة ذات طابع اجتماعي.
وزعم بيان الحزب أن ممثلي مؤسسة بيل غيتس والبنك الإسلامي للتنمية، اعتبروا أن هناك رهانا كبيرا أمام جهة طنجة تطوان الحسيمة وإمكانياتها المهمـــة التي صارت تحظى بمتابعة دولية، وهو ما من شأنه تأهيل الجهة لتصبح نموذجا يقتدى به ليس إقليميا فقط ولكن على مستوى القارة الإفريقية.
ولم يكتف البيان بذلك، بل قام بتبيان أوجه توزيع الدعم، إذ سيوجه جزء من الدعم إلى قطاع الفلاحة التي تشغل بالمنطقة يدا عاملة جد مهمة لكن الإنتاج يظل محدودا ولا يرقى إلى المستوى المطلوب.
كما ستحظى التعاونيات النسائية النشيطة بالجهة والتي تستقطب كفاءات، بجزء من الدعم مما سينعكس إيجابيا على النساء اللواتي هن في حاجة إلى الدعم والتكوين والتأطير وكذا تحقيق مردودية مالية تمكنهن من تغطية حاجياتهن اليومية المختلفة.
وسيشمل الدعم الشق المتعلق بمشروع فك العزلة عن العالم القروي، والذي شهد ركودا واضحا في العديد من المجالات التنموية، وسيشكل الدعم لا محالة مدخلا لتحريك دواليب التنمية بمناطق الجهة بما يخدم ساكنتها التي تعاني العديد من الإكراهات اليومية. وستدخل هذه الاتفاقيـة، التي تمتد خمس سنوات، حيز التنفيذ ابتداء من شهر تشرين الأول/أكتوبر 2016، حيث أسندت مهمة إعداد بطائق تقنية عن المشاريع المبرمجة للجنة متخصصة، حسب ما جاء في نص البيان.