أكد
تركي الفيصل، الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات العامة في
السعودية والسفير السابق في واشنطن، عدم دخول بلاده في محادثات مع
إسرائيل، طالما لم تلتزم بحل الدولتين، مشيرا إلى أن حل مشكلة تنظيم الدولة يكمن في إزالة نظام بشار الأسد في سوريا.
جاء ذلك في مناظرة نظمها "معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى"، الخميس، بين الفيصل واللواء المتقاعد في جيش الاحتلال الإسرائيلي الجنرال يعقوب عميدرور، مستشار الأمن القومي السابق لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
تنظيم الدولة والأسد
وحول سؤال المقدم عن أولوية المواجهة، هل هي مع تنظيم الدولة أم مع نظام الأسد، أوضح الفيصل بداية أن حل تنظيم الدولة، التي أسماها "فاحش"، يكمن بالقضاء على نظام الأسد، بقوله: "أكدت مرارا على أوروبا: خذوا لاجئا واحدا، وستنتهي أزمة اللاجئين، خذوا بشار الأسد"، مشيرا إلى أن الغرب والسعودية أخذا منحى دفاعيا بدل الهجومي ومنع الأسد من إلقاء البراميل؛ بحجة "عدم وصول السلاح للأيدي الصحيحة".
وأكد الفيصل أن المشكلة الرئيسية في دمشق وبغداد وصنعاء وطرابلس ليست في "فاحش"، التي خرجت بسبب الدول الفاشلة وإصلاح العواصم والاقتصاد، بل هو حل مشكلات هذه العواصم.
من جانبه، رأى اللواء الإسرائيلي أن المشكلة أكبر من مجرد شخص نظام الأسد، لكنها تكمن في الصراع السني - الشيعي، خصوصا مع العلويين في سوريا، معتبرا أن رحيل الأسد لن يحل شيئا من الأزمة.
وأكد عميدرور أن الشرق الأوسط هذه الأيام مقسم بين الشيعة والسنة، والحالة في سوريا مرتبطة بالطائفة؛ لأنهم "يعتقدون أن بقاءهم مرتبط به"، معتبرا أن "حل الأزمة هو في حل الفجوة بين الشيعة والسنة والأكراد، ضمن مشكلات مرتبطة".
وادعى عميدرور أن إسرائيل "انغلقت سياسيا وانفتحت إنسانيا" ضمن الأزمة السورية، في حين رد الفيصل على اللواء الإسرائيلي بقوله إن العلويين أعلنوا انفصالهم عن الأسد في الخطاب الأخير، مؤكدا أن المشكلة هي فشل بنية الدولة، لا الصراع الطائفي.
وأشار اللواء الإسرائيلي المتقاعد إلى أن أولويات إسرائيل في سوريا هي: "أمن إسرائيل، وعدم السماح ببناء تواجد
إيراني في الجولان، ولحزب الله ببناء منصات إطلاق صواريخ، وسنستمر بمنع إيقاف نقل الصواريخ لحزب الله، بغض النظر عن الاتفاق مع سوريا".
الانتخابات الأمريكية
من جانب آخر، نفى الفيصل توقعاته بأن يكون المرشح الجمهوري، المثير للجدل، دونالد ترامب، هو الرئيس المستقبلي، داعيا الأمريكيين لاختيار مستقبلهم بعناية، قائلا إن "الانتخابات الأمريكية كانت من أكثر الأمور إثارة بالنسبة له".
وردا على سؤال لصحفية إسرائيلية حول تيران وصنافير، وأثر ذلك على التزام السعودية بمعاهدة السلام المصرية، أشار الفيصل إلى أن "السعودية ملتزمة بالصفقة"، مضيفا أنه سمع أن أمريكا ستستحب قواتها من هناك، دون تأكيد رسمي.
السلام السعودي الإسرائيلي
وفي ختام الجلسة، قال اللواء الإسرائيلي إن هناك الكثير من اللقاءات غير الرسمية بين إسرائيل والسعودية، ضمن محاولات متعددة للوصول لمصالح مشتركة، والمساهمة في العلاقات مع الجيران، سواء كانوا فلسطينيين أم سواهم، معتبرا أنه "لا يوجد بديل عن الحوار المفتوح".
من جانبه، أكد الفيصل عدم حصول لقاءات رسمية ما لم توافق إسرائيل على حل الدولتين والالتزام بحدود الـ67، داعيا لعدم البناء كثيرا على هذا اللقاء.
وقال الفيصل إنه يتمنى أن يصلي في المسجد الأقصى، لكنه لن يقوم بذلك ما لم يتم توقيع اتفاقية السلام، ومتوقعا عدم حصول ذلك في زمنه، بل في زمن أبنائه وأحفاده.
وأشار رئيس الاستخبارات السعودية السابق إلى دعوة الرئيس الإسرائيلي السابق شمعون بيريز في مؤتمر دافوس عام 2006 للقائه، إلا أن الفيصل أجابه أن هذا لن يحصل ما لم يتم توقيع اتفاقية السلام، ولن يكون سوى لقاء عام، داعيا للضغط على الطرفين لإتمام السلام.