كشفت الثورة السورية مع استمرارها للعام الخامس على التوالي، أن
النظام السوري جعل من الطائفة العلوية التي ينحدر منها وقودا لمعركته في مواجهة مكون رئيس من شعبه، ولم تترك الحرب بيتا "علويا" مؤيدا للنظام إلا وفقد فردا منه على الأقل.
واحتفت صحيفة "الأخبار" اللبنانية التابعة لحزب الله بقصة أم علوية فقدت أربعة من أبنائها في الأحداث الدائرة بسوريا خلال قتالهم فصائل المعارضة في عدة جبهات، دون أن تعود عليها هذه "التضحية" بمردود يعوضها عن فقد أبنائها.
ويظهر تقرير "الأخبار" عن الأم "العلوية" حجم الفقر الذي كانت تعيشه هذه الطائفة والحالة المادية المتردية التي تواجه أبناءها، على الرغم من كونها العمود الرئيس للنظام الحاكم الذي يبدو أنه كان يسعى لإبقائها وقودا لاستمراره، حيث تقول "أم علي": "وقت كانوا صغار ما كانت قدرتنا نجبلهم ألعاب، فكانوا يعملوا ألعابهم بإيديهم علب سردين فاضية يعملوها قطار، وورقة بيضا تصير طيارة، ولما كبروا ما قدروا يكملوا دراستهم، لأنها مرت أوقات ما كان معنا حق دفتر".
عن لسان "أم علي" تنقل "الأخبار" قولها لدى محاولة البعض تعزيتها بمقتل أبنائها: "ما بدنا الأجنبي ولا بدنا الغريب بأرضنا"، في الوقت الذي تجاهلت فيه أن النظام الذي يوقد ناره من دماء "الطائفة" استدعى كل أجانب الأرض من الروس والإيرانيين والمليشيات الأفغانية والعراقية وحزب الله للبقاء واقفا على قدميه، بحسب متابعين.
وأظهر تقرير بثته مواقع للثورة السورية قبل أيام قيام بحرية النظام السوري بتكريم عائلات منتسبيها القتلى في المعارك مع المعارضة، بطريقة تثير السخرية، حيث إنها قدمت لهم ساعات حائط تكريما لـ"تضحيات" أبنائهم.
وسخر نشطاء سوريون من التكريم، وقال أحد المشاركين في موقع الثورة السورية على "فيسبوك" عن ساعات الحائط: "معقول الساعات استلموها ببطارية ولا بدون بطارية؟".
وسبق للنظام السوري أن قام بتكريم قتلاه المشاركين في المعارك بهدايا أثارت السخرية قبل أعوام، مثل منح رأسين من الماعز لكل أسرة قتيل.