نشرت صحيفة "جيوبوليس" الفرنسية تقريرا؛ تحدّثت فيه عن إعلان مقتل القائد العسكري في
حزب الله اللبناني، مصطفى بدر الدين، في
سوريا، حيث مثّل مقتله ضربة موجعة لحليف بشار الأسد.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن مقتل بدر الدين سيضاف إلى قائمة قياديي الحزب الشيعي الذين قُتلوا في مناسبات مختلفة، بالإضافة إلى 13 مسؤولا عسكريا إيرانيا على الأراضي السورية، حيث مثّلت هذه الاغتيالات ضربة موجعة ونكسة خطيرة لمحور "المقاومة" (طهران-دمشق-وبيروت).
وذكرت الصحيفة أن مصطفى بدر الدين كان قد صرّح قبل بضعة أشهر، بأنه "لن يغادر سوريا إلا إذا مات شهيدا أو عاد حاملا راية النصر".
وقد سارع حزب الله للإعلان عن مقتل أعلى مسؤول عسكري لديه، قائلا إنه قد استُهدف خلال انفجار كبير بالقرب من مطار دمشق الدولي.
لكن الغريب في الأمر أن الحزب الشيعي الموالي لإيران لم يتهم
إسرائيل كما يفعل عادة، بل شدّد على ضرورة ضبط النّفس إلى حين تحديد طبيعة وأسباب الانفجار.
وأشارت الصحيفة إلى أن بدر الدين البالغ من العمر 55 سنة، نجح في خلافة عماد مغنية الذي كان القائد العام لحزب الله اللبناني، والذي اغتيل هو الآخر في دمشق خلال شهر شباط/ فبراير سنة 2008. وأصبح بدر الدين يُلقّب باسم "السيد ذو الفقار" نسبة إلى السيف الذي كان يحمله الإمام عليّ.
واللافت أن كلا من بدر الدين وعماد مغنية كانا متّهمين باغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري.
وخلال كانون الثاني/ يناير 2015، اغتيل جهاد مغنية، نجل عماد مغنية، بهجوم للطائرات الإسرائيلية. وفي شهر كانون الأول/ ديسمبر، قُتل سمير القنطار وهو إحدى الشخصيات الرمزية في حزب الله خلال غارة إسرائيلية قرب العاصمة السورية. ومع تتالي الخسائر البشرية التي تكبّدها الحزب الشيعي، فإنه وعد في كلّ مرّة بالانتقام.
وأفادت الصحيفة بأن خسارة بدر الدين لها وقْع كبير على
إيران الداعمة للنظام السوري، كما أنها تؤثّر سلبا على استراتيجية إيران في سوريا، خاصة بعد أن فقدت حوالي 13 مستشارا عسكريا في سوريا وبالتحديد في منطقة خان طومان التي تبعد حوالي 10 كيلومترات جنوب غربي مدينة حلب.
وفي هذا السياق، قال المتحدث باسم الحرس الثوري، حسين علي رضائي، إن "12 جثة إيرانية من أصل 13، ما زالت تحت قبضة الجماعات التكفيرية". في حين أنه بين 5 و6 عسكريين إيرانيين ما زالوا مُعتقلين من قبل المعارضة السورية.
وفي الختام، بيّنت الصحيفة أن هناك تكتّما شديدا حول الجهات الراعية لهذا الهجوم، وإذا ما امتنع حزب الله عن نسبة هذا الهجوم إلى إسرائيل كما جرت العادة، فهو بالتأكيد يسعى بذلك إلى عدم لفت الأنظار لغياب الموقف الروسي المشارك في الدفاع عن نظام الأسد، فضلا عن عدم رغبته في فتح صراع مع إسرائيل على الجبهة الجنوبية في لبنان، في الوقت الذي يركّز فيه قوّته واهتمامه في سوريا.