نشرت صحيفة "تيك تايمز" الأمريكية، تقريرا عن الدراسة الجديدة التي صدرت مؤخرا من جامعة ستانفورد للطب، والتي كشفت عن مجموعة من الآثار الإيجابية التي تنجم عن سماع
الرضع لأصوات أمهاتهم.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن الباحثين اكتشفوا مؤخرا أن سماع الرضع لأصوات أمهاتهم الهادئ "ينشط الخلايا، ويضيء مناطق مختلفة في
الدماغ مسؤولة عن التحفيز، وعن إظهار المشاعر والعواطف، والتعرف على الوجوه. وأكد الباحثون أن ردة الفعل العصبية هذه لا تظهر إلا عند سماع
صوت الأم فقط، وأن أدمغة الأطفال هي أكثر تأثرا عند سماع صوت الأم دون غيرها من النساء.
وذكرت أنه وفقا لدانيال أبرامز، أحد معدي الدراسة وأستاذ العلوم السلوكية في الجامعة؛ فإن "معظم لغتنا وعاطفتنا ومعالجتنا الاجتماعية؛ هي مستمدة من استماعنا إلى أمهاتنا"، مشيرة إلى أن "العلماء حتى يومنا هذا؛ لم يفهموا بعد كيفية ترتيب الدماغ لنفسه حول مصدر الصوت. وفي هذا الصدد صرح أبرامز بأن الباحثين ذُهلوا حينما اكتشفوا أن صوت الأم له هذا التأثير السريع على مناطق مختلفة في الدماغ".
وبينت الصحيفة أن الرضع يفضلون
أصوات أمهاتهم على أصوات نساء أخريات، "ففي سنة 2014 قام الباحثون بتجربة ضمت عددا من الأطفال؛ قاموا خلالها بتسجيل صوت الأم، وتشغيل هذا التسجيل عندما يحين وقت تناول الرضع للطعام، فتبين لاحقا أن أولئك الذين استمعوا لأصوات أمهاتهم؛ تناولوا الطعام أسرع مرتين مقارنة بالبقية".
وقالت إن البروفيسور فينود مينون، أراد برفقة زملائه التأكد مما إذا كانت أجزاء الدماغ الصوتية والسمعية هي التي تستجيب لصوت الأم، أم إن الأمر يتعدى ذلك ليشمل جوانب التفاعل العاطفي، "وبهدف معرفة ذلك؛ فقد أجرى مينون بحوثا شملت 24 طفلا تتراوح أعمارهم بين سبع سنوات و12 سنة، ويبلغ معدل ذكائهم على الأقل 80، حيث طُلب من مجموعة من الأشخاص تسجيل كلمات لا معنى لها؛ حتى يتبين ما إذا كان الأطفال سيتعرفون على أصوات أمهاتهم الحقيقية أم لا".
وأضافت أن التجربة أثبتت أن الأطفال تعرفوا على أصوات أمهاتهم بدقة تفوق نسبتها الـ97 بالمئة، "وخلال تصوير الدماغ عبر الرنين المغناطيسي عند سماع صوت الأم؛ تبين أن عديد المناطق في الدماغ تأثرت، مثل المنطقة السمعية، بما في ذلك القشرة السمعية الأولية، والمناطق التي تنظم العواطف، وقشرة الفص الجبهي، والمناطق التي تعالج المعلومات المتعلقة بالذات، والمناطق التي تؤدي إلى التعرف على الوجوه".
وأفادت بأن التفاصيل التي شملتها الدراسة التي نشرتها مجلة الأكاديمية الوطنية للعلوم؛ تعد من أهم الدراسات المساعدة على معرفة أسباب عجز بعض الأطفال عن التواصل، وإصابتهم بأمراض مثل
التوحد وغيرها.
وفي الختام؛ فقد بينت الصحيفة أن مينون يخطط لإجراء أبحاث مماثلة تشمل الأطفال المصابين بالتوحد، كما أنه سيقوم بدراسة كيفية استجابة المراهقين لأصوات أمهاتهم، وتحديد ما إذا كانت استجابة الدماغ تتغير مع نمو الأشخاص حتى خلال مرحلة البلوغ.