انتعشت
نظرية المؤامرة في
الإعلام المصري، لتفسير حادث سقوط
الطائرة المصرية، في مياه البحر المتوسط، الخميس، وألح على استدعائها عدد من الصحفيين، ووسائل الإعلام، والمحللين، وأعضاء مجلس نواب ما بعد الانقلاب.
وحذر هؤلاء جميعا من مخططات "
أهل الشر للتآمر على مصر"، وهو التعبير الذي يستخدمه دوما، رئيس الانقلاب، عبدالفتاح
السيسي في خطبه، فيما حذر أحدهم من "كتيبة الخونة والمروجين للشائعات، والمستخفين من أن الأمر ليس مؤامرة".
ابحثوا عن "أهل الشر"
وقال مدير تحرير صحيفة "اليوم السابع"، دندراوي الهواري في مقال بعنوان "دق إسفين بين القاهرة وباريس وراء اختفاء الطائرة المصرية": "ابحثوا وراء أسباب سقوط الطائرة الروسية، ومقتل ريجيني، ومحاولة تشويه العلاقة بين الرياض والقاهرة، واختفاء طائرة اليوم.. تكتشفون أن الجاني واحد".
وشدد الهواري على أن "أهل الشر، سواء أفراد أو تنظيمات أو جماعات أو جهات، أو أجهزة استخبارات دول معادية، لا ينضب معين مخططاتها ضد مصر".
وأضاف أن "قوى الشر" مزيج من الداخل والخارج، نذروا أنفسهم لإسقاط مصر، وتشريد شعبها، وتفكيك جيشها، والعمل على تقويض دورها الإقليمي، بشتى الوسائل والطرق، دون يأس أو إحباط، وإذا فشلت خطة هنا، أو مؤامرة هناك، فإن الجراب ممتلئ عن آخره".
وبعد أن استعرض ما اعتبره مؤامرة وراء سقوط الطائرة الروسية، ومقتل الباحث الإيطالي جوليو ريجيني، قال الكاتب: "نعم، نقولها، وبصوت عال، لا يمكن أن نستبعد من خلال الرصد، والوقائع، وربط بعضها ببعض، بأن اختفاء الطائرة المصرية التي انطلقت من مطار فرنسي، سواء سقطت، أو اختطفت، بأن يكون وراءه مخطط هدفه الوحيد (دق إسفين) بين القاهرة وباريس، ولكم في الوقائع التي ذكرناها سلفا، دليل قاطع مانع".
وتابع: "أتمنى من المصريين أن يتصدوا بكل قوة لكتيبة الخونة والمروجين للشائعات، والمستخفين من أن الأمر ليس مؤامرة، ومحاولة توجيه أصابع الاتهام للدولة المصرية، أو فرنسا، لأن الهدف ضرب العلاقات القوية بين البلدين".
وتساءل الهواري: "كيف تفسرون مؤامرة تسريبات الكذب، والادعاء بأن النظام المصرى يهين زعماء دول الخليج ثم تتطور العلاقات بين روسيا ومصر، فتسقط الطائرة الروسية في سيناء، ثم تتطور العلاقات بين مصر وإيطاليا، وتتوسع وتتشعب لتشمل كل المجالات، فيقتل (ريجيني)، ثم تزدهر وترتقي العلاقات بين مصر وفرنسا، فتختفي الطائرة المصرية التي انطلقت من مطار شارل ديجول؟".
وتابع تساؤلاته: "هل كل هذه الوقائع عادية، ولا يقف خلفها أي جهة أو استخبارات أو جماعات وتنظيمات؟ وهل كل هذه الأحداث محض صدفة فقط؟ وهل عمليات التشويه، والتأجيج الممنهج والتسفيه من الإنجازات أمر عادي، ليس مخططا ومدروسا؟".
وحمل ختام مقال "الهواري" مفاجأة باتهامه لقطر بالضلوع في المؤامرة على مصر، إذ أشار إلى "المحاولة الحثيثة لتحميل الدولة المصرية مسؤولية اختفاء الطائرة"، متسائلا: "هل هذا أمر عادي أو خال من أبسط قواعد المؤامرة التي تقودها قطر متمثلة في قناتها الجزيرة؟".
أخطر محاولات القضاء على أصدقاء السيسي
وغير بعيد، استخدمت صحيفة "فيتو" أيضا مصطلح السيسي "أهل الشر"، فنشرت تقريرا بعنوان: "أخطر 4 محاولات من أهل الشر للقضاء على أصدقاء السيسي".
وأشارت في التقرير إلى أن العلاقات المصرية تطورت مع كل من روسيا وفرنسا وإيطاليا واليونان وقبرص خلال فترة حكم السيسي، وكان هناك تناغم في العلاقات بين مصر وتلك الدول حيث رحبت فرنسا مؤخرا بالمبادرة التي أطلقها الرئيس السيسي للسلام بين فلسطين وإسرائيل لإحياء عملية السلام.
وأضافت: "بعد إعلان الرئيس السيسي للمبادرة جاء حادث سقوط الطائرة المصرية المتجهة من مطار شارل ديجول إلى القاهرة، وعلى متنها 66 راكبا، وحتى هذه اللحظة لم يتم إثبات فرضية العمل الإرهابي، ولكن أغلب الخبراء يرجحون هذه الفرضية في ظل استبعادهم لكل الفرضيات الأخرى مثل الخطأ البشري، والعطل الفني، لعدم تلقي السلطات المصرية أو اليونانية أي استغاثة من الطائرة".
وأشارت الصحيفة إلى تحذير السيسي من أهل الشر الذين كانوا وراء تحطم طائرة مدنية روسية، ووفاة 224 شخصا وسط شبه جزيرة سيناء، وحادث مقتل الشاب الإيطالي ريجيني، الذي أثر على العلاقة المصرية - الإيطالية، وأخيرا أسدل الستار على حادث الطائرة المصرية المختطفة إلى قبرص بعد تحرير الرهائن، وطاقم الطائرة، والقبض على مختطفها".
المؤامرة ضد البلاد
وشارك أعضاء بمجلس النواب المصري، الإعلاميين المصريين، في نظرية المؤامرة، كسبب لسقوط الطائرة.
وقال نائب ملوي "عمرو غلاب": "بات الكل على يقين بأن هناك مؤامرة تدور لتدمير مصر، واستهدافها، ففيما فشل الإرهاب بالداخل، والمدعوم من قوى خارجية يعلمها الجميع، كان استهداف الطائرات هو الخيار الآخر لهذا المنهج".
وأشار "غلاب" إلى أن هذه الأزمة لن تكون الأخيرة، قائلا: "نحن نعلم بهذه المخططات، ولكنها زادت بشكل غير متوقع خلال الفترة الأخيرة، حيث بدأت بالطائرة الروسية، ثم حادث الشاب الإيطالي، ومرورا بخطف الطائرة في قبرص، وأخيرا هذا الحادث الأليم، ولن يؤثر في عزيمتنا لتخطيها".
ودعا "غلاب" الشعب المصري، في تصريح له، بأن ينتبه جيدا لهذا المخطط، وأن يقف على قلب رجل واحد في وجه هذه المخططات، وأن يسعى لاستعادة دولته بالعمل والبناء والوقوف خلف جيشه ورئيسه، حتى نفشل كل ما تخطط له هذه القوى.
إكمال المسيرة
واستكمالا للعقد، انضم "خبراء استراتيجيون" إلى منظومة الإعلاميين والنواب المصريين، المحذرين من وجود المؤامرة، ومخططات أهل وقوى الشر، على مصر.
وقال مدير مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية، سعد الزنط - في لقاء ببرنامج "صباح الخير يا مصر"، الخميس - إن حالات عدم الاستقرار في مطار باريس يجب أن توضع بالحسبان إضافة إلى احتمال تعمد إضافة ملف الأزمة الحالية لملفات الأزمات المصطنعة في الفترة الماضية لمصر لتعويقها عن التنمية والتقدم.
وأعرب عن ميله الشخصي لفرضية العمل الإرهابي، التي تعتبر الأكثر احتمالا من فرضية الخطأ الفني من الطيار، أو قلة الصيانة في الطائرة.
وأشار إلى تكرار حوادث الحرائق في الآونة الأخيرة بالمحافظات المصرية، مما يشير بوضوح إلى أن هناك خطة بعدم استقرار مصر، واستمرار تعطيلها بالمشكلات المستمرة.
وشدد "الزنط" على أن المصريين سيكملون مسيرتهم، ولن توقفهم أية حوادث مهما كانت شدتها، داعيا إلى توجيه بوصلة الوعي العام من الإعلام الرسمي، ليدرك الشعب المصري ما سيحدث لمصر، ولهم بوضوح، وللتأكد من حجم التحدي الذي يواجهونه.