سفير السعودية يجمع قادة لبنان على عشاء.. ماذا قال لهم؟
بيروت – عربي2121-May-1612:54 AM
شارك
دعا السفير الفرقاء إلى حوار يختلف عن كل الحوارات السابقة عنوانه "إنقاذ لبنان" - أرشيفية
جمع السفير السعودي علي عواض عسيري في بيروت الفرقاءاللبنانيين على مأدبة عشاء، الجمعة، في مقر إقامته في اليرزة.
ودعا السفير الفرقاء إلى " حوار يختلف عن كل الحوارات السابقة عنوانه "إنقاذ لبنان"".
ونفى عسيري أن تكون بلاده قد تخلت عن لبنان، "لأن العلاقات السعودية اللبنانية متجذرة في التاريخ وفي البعد الإنساني الذي يجمع الدول والشعوب، إلا أن المطلوب من لبنان في المقابل أن يبقى أمينا لتاريخه، منسجما مع ذاته ومع محيطه ليتصدى لكل ما قد يواجهه من مخططات ومشاريع نعرف سلفا أنها لن تحقق ما تتوخاه؛ لأن الشعب اللبناني بكل طوائفه يعرف تماما ماذا يريد وأين تتحقق مصلحة بلاده".
وحضر المأدبة عدد من قادة من 8 و14 آذار، وعشرات القادة اللبنانيين من سياسيين وعسكريين وروحيين.
وقال عسييري في كلمة أمام الحضور إن السعودية تريد أن يتعالى أبناء لبنان "عن التناقضات السياسية والمصالح الضيقة إلى ما هو أسمى، لهدم الجدران الفاصلة وشبك السواعد والسير بالوطن إلى مرحلة تشهد حلولا سياسية بدل العقد، وازدهارا اقتصاديا بدل المخاوف والارتباك، واستقرارا أمنيا وثقة بلبنان بدل التوجس منه، وثباتا للشباب في أرضهم بدل التفكير بالهجرة والرحيل".
ودعا عسيري الفرقاء إلى أن يقوم كل واحد منهم بخطوة نحو الآخر دون انتظار من سيكون البادىء، وأن تبادر القيادات إلى حوار يختلف عن كل الحوارات السابقة، عنوانه "إنقاذ لبنان" لأن الوقت يمر والأخطار تزداد، والحرائق لا تزال تندلع وتتمدد، ولبنان لم يعد قادرا على الاحتمال".
وتطرق عسيري إلى "الشغور الرئاسي" الذي تسبب بضرر سياسي واقتصادي كبير، مضيفا أن "انتخاب الرئيس هو المدخل الأساسي إلى الحلول كافة، وإلى مرحلة جديدة تستكمل فيها الخطوات الدستورية لينتظم عمل المؤسسات، وتستعيد الدولة قدراتها والحياة السياسية حيويتها من أجل خدمة الوطن والمواطن".
وقال عسيري مناشدا ضيوفه من الأطياف السياسية والدينية كافة "أن يوجدوا الإرادة السياسية والحلول التوافقية لهذا الملف بحيث يحل عيد الفطر المبارك ويكون للبنان رئيس عتيد، يقود السفينة إلى ميناء الطمأنينة والازدهار، ويحقق آمال وتطلعات اللبنانيين كافة". مضيفا "هذا ما ينتظره مواطنوكم منكم وكل محب للبنان".
وتمنى عسيري أن يشكل لقاء هذا الكم الكبير من قيادات لبنان "فاتحة هذا الأمر، بحيث تتخذ الحكومة اللبنانية مزيدا من الخطوات السياسية والأمنية التي تطمئن السياح العرب والأجانب، وتؤكد أن السلطات اللبنانية لا تألوا جهدا في اتخاذ الإجراءات كافة، التي تشجع كل محبي لبنان على المجيء إليه، الأمر الذي سينشط الدورة الاقتصادية ويعود بالنفع على قطاع الخدمات والوضع المالي العام، وقبل كل ذلك وبعده سيبقى لبنان في دائرة التواصل الطبيعي مع أشقائه العرب، الذي تسعى بعض الجهات جاهدة إلى بتره وإلى تشويه تاريخ العلاقات اللبنانية العربية وتغيير وجه لبنان وهويته وانتمائه".
وانتقد عسيري بشكل غير مباشر حزب الله وأنصاره، معتبرا أن "بعض الأصوات التي تستعمل أساليب التجييش وارتفاع النبرة، لا تخدم مصلحة لبنان ولا تريدها أصلا، وجل ما فعلته أنها استجلبت الانعكاسات السلبية على الاقتصاد وعلى الوضع اللبناني عموما، بعدما ربطت نفسها بشؤون إقليمية ومحاور لا تقيم اعتبارا إلا لمصالحها الخاصة، فيما مصلحة الوطن تتطلب خلال هذه المرحلة إبعاده عن الملفات والتجاذبات الإقليمية كافة، وعدم ربط مصيره بمصير أي طرف، وإنما الانصراف إلى معالجة قضاياه الداخلية واستنباط الحلول المفيدة بمعزل عما سيؤول إليه وضع نظام هنا أو نظام هناك".
وأكد عسيري أن "المملكة العربية السعودية بقياداتها كافة، كانت وستبقى الداعم الأساسي للوفاق الوطني والاستقرار السياسي والأمني في لبنان، ولصيغة العيش المشترك الإسلامي المسيحي، وغير صحيح ما يشاع أنها تخلت عن لبنان، فهذا ربما أمنية البعض التي لن تتحقق، لأن العلاقات السعودية اللبنانية متجذرة في التاريخ وفي البعد الإنساني الذي يجمع الدول والشعوب. إلا أن المطلوب من لبنان في المقابل أن يبقى أمينا لتاريخه، منسجما مع ذاته ومع محيطه ليتصدى لكل ما قد يواجهه من مخططات ومشاريع نعرف سلفا أنها لن تحقق ما تتوخاه؛ لأن الشعب اللبناني بكل طوائفه يعرف تماما ماذا يريد وأين تتحقق مصلحة بلاده".
واختتم عسيري خطابه قائلا: "رجائي، كما رجاء كل محب للبنان، أن يشهد هذا المساء الحد الفاصل في القرارات. نعم للبنان الوحدة. نعم للبنان العيش المشترك. نعم للبنان المصالحة. نعم للبنان الرئيس الجديد. نعم للغد المشرق والسلام والاستقرار والازدهار، مع الأمل أن تكون الانتخابات البلدية التي تجري بكل رقي وديمقراطية فأل خير وخطوة في اتجاه إجراء الانتخابات الرئاسية والنيابية".
وحضر المأدبة التي غاب عنها أي ممثل لحزب الله، وزير المالية علي حسن خليل ممثلا رئيس مجلس النواب نبيه بري، رئيس الحكومة تمام سلام، الرئيسان أمين الجميل وميشال سليمان، الرؤساء: حسين الحسيني، نجيب ميقاتي، فؤاد السنيورة، وسعد الحريري، مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، ممثل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس بشارة الراعي المطران بولس مطر، السفير البابوي غابريللي كاتشا، رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون، قائد الجيش العماد جان قهوجي، المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء إبرهيم بصبوص، المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبرهيم، المطران إلياس عودة، رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، طوني سليمان فرنجية، إضافة إلى حشد من كبار الشخصيات السياسية والعسكرية والروحية وعدد السفراء العرب، وبعض سفراء الدول الغربية ووزراء ونواب حاليين وسابقين، ورؤساء أحزاب وشخصيات من مختلف القطاعات توزعوا على طاولات حملت أسماء المدن السعودية.