أكد الرئيس اليمني عبدربه
منصور هادي مساء السبت، أن
الوحدة اليمنية بين شمال البلاد وجنوبها، تعرضت للغدر من علي عبدالله
صالح، معتبرا أن الشكل الاتحادي للدولة، خيار لا بديل عنه.
وقال الرئيس اليمني إن "الوحدة تعرضت للغدر من أولئك الذين حاولوا استثمارها لتثبيت مجد مزيف وعظمة لم تكن لائقة بهم ولا تصلح لتكون في قاموسهم المليء بالمكر والخديعة والزيف"، في تلميح منه إلى جماعة
الحوثيين وحلفائها في حزب علي عبدالله صالح.
وأضاف في خطاب موجه للشعب، بالذكرى السنوية لتحقيق الوحدة قبل 26 عاما، إن "الحراك السلمي
الجنوبي، الذي انطلق في عام 2007 جاء معبرا عن حالة السخط الشعبي للنظام الذي جعل من اليمن الواحد مغنما شخصيا له".
وتابع قائلا: "ذلك الحراك كان يتطلع للشراكة والعدل والإنصاف، ورفض الإقصاء والتهميش والظلم، لتأتي عقب ذلك، الثورة الشبابية الشعبية السلمية في العام 2011، لتعزز هذا التوجه النضالي السلمي لإنقاذ البلد من براثن نظام صالح وتصحح مسيرة الثورة والوحدة".
وأشار الرئيس هادي إلى أن "الذكرى السنوية للوحدة، تأتي في ظل ظروف مصيرية بالغة التعقيد تشهدها اليمن، جراء انقلاب مليشيا الحوثي وصالح على الدولة والمجتمع والسلطة الشرعية، إضافة إلى شنها حروبا عبثية ضد الشعب اليمني شمالا وجنوبا، الهدف منها "نسف كل الجهود التي بذلت لتصحيح مسار الوحدة ومعالجة السلبيات والمظالم الناتجة عن ذلك".
وأوضح منصور هادي أن "مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل وضعت حدا فاصلا بين وحدة الشعب ووحدة الأشخاص الباحثين عن المجد المزيف، من خلال التوافق على صياغة نموذج راق يضمن بقاء الوحدة عبر إقرار النظام الاتحادي للبلاد".
وأكد أن "مسودة دستور الوحدة الجديدة التي انبثقت عن مؤتمر الحوار قد أسست لدولة اتحادية أساسها العدل والإنصاف لكل أبناء الشعب".
واتهم الحوثيين وصالح "بالانقلاب على هذا المسار الجديد، رفضا لمبدأ الشراكة في السلطة والثروة، ورغبة منهم في إغراق الفتن المناطقية والمذهبية التي يحاولون زرعها بإيعاز من دول خارجية لا تريد إلا تدمير البلد وإخضاع شعبه العزيز".
وتحدث الرئيس اليمني عن "ما قام به الانقلابيون على الشرعية من مصادرة للدولة بالقوة والقهر والإكراه وتعطيل المسار السياسي الانتقالي وإنهاء الحالة السياسية التي اقترحتها المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، والسعي لفرض نظام حكم شمولي متخلف يعتمد القوة والبطش شعارا وحيدا، استنادا على خلفيات ثقافية وفكرية بعيدة عن المدنية والديموقراطية وحقوق الإنسان.
وبين أن "اليمن الاتحادي القوي المتماسك خيار لا بديل عنه، فهو ليس مشروعه فقط، بل هو مشروع الشعب تم الانقلاب عليه خلال الخمسين عاما الماضية".
وخاطب الشعب اليمني بقوله: "لعلكم تتذكرون جيدا مبرراتهم الواهية في اقتحام العاصمة صنعاء والسيطرة على مؤسسات الدولة كاملة وإحكام انقلابهم وحجتهم تخفيض ألف ريال في المشتقات النفطية، لكنهم تحولوا إلى سماسرة في السوق السوداء وتجار للحروب".
وذكر بأن "الانقلاب ساهم في تفشي ظاهرة الإرهاب والعنف ووسع دائرة الفوضى وتحولت أجزاء من البلاد إلى مسرح للإرهاب".
وقال الرئيس اليمني إن "ذهاب الشرعية إلى مشاورات الكويت، كان من أجل إنهاء الانقلاب وإحلال السلام وإيقاف نزيف الدم اليمني الغالي ووقف الدمار والآلام والمآسي من صعدة (شمالا) إلى المهرة (جنوبا) ومن الحديدة (غربا) إلى المكلا (شرقا)".
وشدد على أن "اليمن لن يكون مكانا للمناورة أو ممرا خلفيا يعبر منه المتسللون لإقلاق الأمن الإقليمي عبر وكلاء يفتقرون للبصيرة".
ودافع هادي عن النظام الاتحادي الذي أقره مؤتمر الحوار كشكل جديد للدولة، وقال إنه "سيكون أقوى من كل الواهمين والمتسلقين الذين لا ينظرون أبعد من أنوفهم"، مؤكدا "أنهم يعبرون هذا الطريق إلى نهايته، إلى مستقبل أكثر قوة وأمنا بتعاون أشقائنا وجيراننا وحلفائنا".
وثمن في الختام "دور دول التحالف العربي الذي تقوده السعودية على ما قدموه للشعب اليمني".