قال رئيس الوزراء التركي المستقيل، أحمد داود أوغلو، في كلمته الوداعية، الأحد، في المؤتمر الاستثنائي لحزب
العدالة والتنمية: "نحن نودع المناصب، لكننا لا نتخلى عن عهودنا ومبادئنا وقضيتنا، ولا نسعى وراء أجندات مؤقتة وإنما فضائل دائمة".
وأضاف في كلمته: "أسلم القيادة للسيد بن علي يلدريم، ليكمل المسيرة بهذا الحزب نحو مستقبل
تركيا".
وبدأ حزب العدالة والتنمية التركي مؤتمره الاستثنائي الثاني، الأحد، بعد اكتمال نصاب عدد الحاضرين من أعضاء الحزب وممثليه، بحسب القانون الداخلي للحزب.
ويعقد الحزب مؤتمره في الصالة الرياضية في العاصمة أنقرة، التي شهدت منذ الصباح الباكر توافد عدد كبير من أنصار الحزب.
وأضاف داود أوغلو في تصريحاته: "أتمنى أن يكون هذا المؤتمر بشرى خير وسعادة لحزبنا حزب العدالة والتنمية وللجغرافية التركية كاملة".
وعبر عن علاقته الشخصية بالرئيس التركي، بعد ما أشيع عن خلافات بينهما: "أحيي رئيس الجمهورية ومؤسس الحزب السيد رجب طيب
أردوغان، حافظنا على وحدة الحزب، ومضينا فيه ومن أجله، وحافظت على علاقتي الأخوية مع السيد الرئيس".
وقال: "نتخلى عن مواقعنا، ولكن لا نتخلى عن فكرتنا ومبادئنا. العدالة والتنمية ليس حزب أشخاص بل حزب مبادئ لا يتخلى عنها".
وأكد أنه لا يعتبر هذا المؤتمر مؤتمر وداع بالنسبة له "بل مؤتمر وفاء للوطن ولحزب العدالة والتنمية".
وتابع بالقول: "علاقتنا هي في الدنيا وممتدة للآخرة، ولا أريد أن أغادركم قبل أن تسامحوني (…) أترك مهمتي وجبيني ناصع البياض وأعرف أنكم حزينون، ولكن وحدة العدالة والتنمية وقوته هي أهم شيء بالنسبة لي".
ووجه حديثه إلى قيادات الحزب قائلا: "عليكم يا قيادة حزب العدالة والتنمية أن لا تسقطوا في سكرة السلطة، وأن لا تتخلوا عن حمل الأمانة".
وأكد أن حزب العدالة والتنمية لم يترك المستضعفين في العالم وحدهم، ولن يتركهم، مضيفا: "أقول للمستضعفين في كل العالم: لا تقلقوا فإن لكم إخوة في تركيا همكم هو همهم".
وكان من بين الحاضرين للمؤتمر، المرشح لرئاسة الحزب وزير الاتصالات والنقل البحري، بن علي يلدريم.
ويعقد المؤتمر في ظل إجراءات أمنية مشددة، حيث يتولى خمسة آلاف و800 شرطي تركي عملية حفظ الأمن في محيط الصالة الرياضية.
وكان رئيس الوزراء التركي، داود أوغلو، حدّد اليوم، موعدا لعقد المؤتمر، في تصريحٍ صحفي أدلى به، مطلع أيار/ مايو الجاري، وأكد خلاله عدم نيته الترشح لرئاسة الحزب.
وطيلة مسيرة "العدالة والتنمية" التي استمرت 14 عاما منذ تأسيسه نهاية عام 2002، عقد الحزب خمسة مؤتمرات عامة، وآخر استثنائيا.
وكان المتحدث باسم الحزب الحاكم، عمر جليك، أعلن الخميس الماضي، ترشيح يلدريم، لرئاسة الحزب، مرشحا وحيدًا، بموجب اجتماع عقدته لجنة الإدارة المركزية في "العدالة والتنمية"، ما يعني انتخابه رسميا رئيسا، خلفا لداود أوغلو، في مؤتمر اليوم.
واتخذت قوات الأمن التدابير اللازمة، لعقد المؤتمر الاستثنائي، الذي سيصوّت فيه ألف و470 مندوبا.
تجدر الإشارة إلى أن النظام الداخلي للحزب الحاكم في تركيا، ينص على أن يتولى رئيس الحزب رئاسة الحكومة.