تناول المحلل
الإسرائيلي تسفي
برئيل، في مقال له علاقة
مصر في ظل نظام عبد الفتاح
السيسي بإسرائيل، موضحا أنه رغم حديث السيسي عن السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، إلا أن قلقه الحقيقي يتعلق بالوضع الاقتصادي والأمني في مصر.
ووصف برئيل في مقاله الأحد، في صحيفة "هآرتس"، كلمة السيسي الأخيرة التي ألقاها من فوق منصة الاحتفال بافتتاح محطة جديدة للطاقة في مدينة أسيوط، بأنها كانت "مدوية"، وأثارت اهتمام الإسرائيليين لمدة يومين، وهو وقت طويل نسبيا في الواقع الإسرائيلي.
وكان السيسي تناول في هذه الكلمة "فرص السلام" بين الفلسطينيين والإسرائييلين، وطلب من الإعلام الإسرائيلي أن يقوم ببث خطابه.
ورأى المحلل الإسرائيلي في خطاب السيسي حلوى بارزة، كانت الوعد بأن حل المشكلة الفلسطينية "سيرفع حرارة" السلام بين إسرائيل ومصر. وقد سارع السيسي إلى إحداث التوازن عندما طلب من الفلسطينيين المصالحة بين حركتي فتح وحماس، وهي المصالحة التي لا تشجعها إسرائيل.
ولفت إلى أن النظرية القائلة بأن السيسي قد قام بتنسيق وتوقيت خطابه مع رئيس الحكومة الإسرائيلية، تشعل الخيال. ولكن يبدو أن زيارة وزير الخارجية الأمريكية المتوقعة والنشاط التحضيري لمبعوث الرباعية السابق، طوني بلير، هي التي دفعت السيسي الى اختيار هذا التوقيت.
ونقل عن براك ربيد في "هآرتس" قوله إن خطاب السيسي قد حظي بردود متناقضة في وسائل الإعلام المصرية. فمن ناحية اعتبر الخطاب مشابها لزيارة أنور السادات للقدس. ومن ناحية أخرى هاجمه الصحفي وائل قنديل واتهمه بفتح عطاء للأراضي، ومحاولة لإيجاد "حدود جديدة لسايكس بيكو".
وأشار برئيل إلى موافقة
ليبرمان على الاعتراف بأن مصر حليفة، بعد وصول السيسي إلى السلطة، وأضاف أنه من المهم معرفة رأي السيسي في هذه الأثناء بتعيين ليبرمان، ولا يقل عن ذلك أهمية رأي فرنسا والولايات المتحدة عن الشريك الجديد في العملية السلمية.
ولفت إلى أنه يمكن تسجيل نقطة حذرة في صالح السيسي. فهو لم يقترح أن تكون مصر على رأس العملية السياسية ولم يقم بالدعوة لمؤتمر دولي، بل اقترحه خيارا فقط.
ولم يطلب تفكيك المستوطنات ولم يظهر في خطابه موضوع حق العودة و"الحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني" التي هي شعارات دائمة في الخطاب العربي.
ورأى برئيل أن "تسخين" السلام مع مصر يوجد تحت سيطرة السيسي، الذي عزز بشكل كبير التعاون الأمني والاستخباري، ونجح في إدخال السعودية من البوابة الخلفية شريكا في اتفاق كامب ديفيد، بعد منحها السيطرة على جزر صنافير وتيران، وفق قوله.
ولكن لفت إلى أن السيسي في ما يتعلق بالعلاقات المدنية وتبادل الوفود والتعاون الثقافي ورفع المقاطعة الإعلامية والفنية عن إسرائيل، ظل محافظا على المبادئ والشروط التي وضعت في عهد السادات ومبارك.
وهذه السياسة لا تختلف عن سياسة الملك عبد الله، ملك الأردن، وفق برئيل، ولكن الفرق بينهما هو أن الملك الأردني لا يمكنه السماح لنفسه بتجاهل التطورات في الضفة الغربية أو الصراع في الحرم أو مكانة حماس في قطاع غزة. أما مصر في المقابل، فهي تنجح في إمساك العصا من طرفيها، حيث يمكنها إغلاق معبر رفح لفترات طويلة ومنع الفلسطينيين من العبور الى مصر، واتهام حماس بالعمليات الإرهابية. وفي الوقت ذاته تقديم نفسها صاحبة البيت للعملية السياسية، على حد قوله.