ذكر تقرير في صحيفة "ديلي تلغراف" أن
تنظيم الدولة يواجه أكبر تحد له منذ ظهوره السريع والحاسم عام 2014، حيث إنه يتعرض لهجمات متتالية على أكثر من جبهة.
ويشير التقرير إلى أن عددا من مقاتلي تنظيم الدولة يحاولون الفرار من جبهات القتال والانشقاق، بعد تزايد خسائر التنظيم، لافتا إلى أن الغربيين، الذين اكتشفوا أخيرا خيبة مشروع "الدولة"، بدأوا يناشدون حكومات بلادهم؛ لتساعدهم للعودة إلى بلادهم التي جاءوا منها، بحسب ما قال دبلوماسيون.
وتقول الصحيفة إنه مع تصعيد القتال حول معاقل تنظيم الدولة، وتراجعه من مناطق واسعة، فإن المقاتلين الأجانب يحاولون ترك صفوف التنظيم وبأعداد كبيرة، مشيرة إلى أن أكثر من 150 أجنبيا جاءوا إلى
سوريا والعراق من ست دول، اتصلوا مع بعثات بلادهم الدبلوماسية في تركيا لمساعدتهم على الخروج.
ويستدرك التقرير بأن الدبلوماسيين الغربيين تلقوا مكالمات سرية من داخل مدينة الرقة، التي تعد عاصمة ما يطلق عليه "الخلافة"، لافتا إلى أنه تم تلقي رسائل هاتفية من المقاتلين، تطالب بالمساعدة على تهريبهم، وذلك بحسب تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال".
وتلفت الصحيفة إلى أنه يعتقد أن هناك حوالي 1700 مقاتل من فرنسا، سافروا إلى سوريا والعراق منذ عام 2012، فيما سافر من بريطانيا حوالي 800 شخص، وعدد مماثل من ألمانيا، ما أثار قلق القوى الأمنية في أوروبا.
وينقل التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، عن المنسق الوطني الفرنسي ديديه بريت، قوله: "هناك الكثير من الأشخاص الفرنسيين الذين بدأوا بالعودة، إن لديهم شعورا أن الأمور لا تسير على ما يرام".
وتكشف الصحيفة عن أن معظم المهاجمين الذين نفذوا هجمات باريس في تشرين الثاني/ نوفمبر، تلقوا تدريباتهم في سوريا، حيث تسلل بعضهم مع موجات المهاجرين الذين وصلوا إلى أوروبا، لافتة إلى أنه قبل إغلاق تركيا حدودها الطويلة مع سوريا، كان المتطوعون الأجانب يدخلون مناطق تنظيم الدولة بسهولة، وأصبح اجتياز الحدود صعبا، خاصة إن لم يكن المتطوع يحمل إذنا للدخول.
ويفيد التقرير بأنه في حال قدرة الأجانب على الهروب إلى تركيا، فإنهم يواجهون تحقيقات مشددة من الشرطة المحلية، ومن الدول التي جاءوا منها؛ لتحديد مدى تهديدهم لبلادهم.
وتنوه الصحيفة إلى أن المقاتلين الأجانب حصلوا في البداية على معاملة خاصة في مناطق تنظيم الدولة، ومنحوا رواتب عالية، أعلى من المقاتلين الذين جاءوا من دول عربية، مستدركة بأن رواتب الجميع خفضت في الأشهرالماضية؛ بسبب تراجع موارد التنظيم، وبسبب تعرضه لهجمات جوية وبرية من التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة الامريكية.
وبحسب التقرير، فإن تنظيم الدولة توسع أبعد من قدراته، حيث إنه يدافع عن الرقة ومنبج والفلوجة والموصل، وتواصل قوات مدعومة من الولايات المتحدة تقدمها نحو
منبج، التي تدفق إليها الكثير من المقاتلين الأجانب، وأطلق عليها لقب "لندن الصغيرة"؛ لأن عددا من المتطوعين البريطانيين سافروا إليها مع عائلاتهم، وتقع منبج في محافظة حلب قريبا من المناطق التي تمتد حتى الحدود التركية، مشيرا إلى أن قوات سوريا الديمقراطية ذات الغالبية الكردية من قوات حماية الشعب، تقوم بالتقدم نحو المدينة، مدعومة بغطاء جوي أمريكي.
وتختم "ديلي تلغراف" تقريرها بالإشارة إلى أنه في حال خسارة التنظيم للمنطقة، فإنه لن يستطيع الحصول على الإمدادات القادمة من تركيا، لافتة إلى أن الجيش
العراقي مدعوما من المليشيات الشيعية يشن في العراق عملية ضد مدينة الفلوجة.