اختار رئيس الانقلاب عبدالفتاح
السيسي فندق "تيبا روز"، التابع لدار الدفاع الجوي، المملوك للقوات المسلحة بضاحية التجمع الخامس، كي يوجه كلمة إلى
المصريين، السبت، قال فيها إنه يحس بمعاناة "كل من يعاني من المصريين"، داعيا إياهم إلى التحمل والصبر والعمل، مطمئنا إياهم بالقول: "أطمئنكم.. إحنا بخير قوي".
ورفض السيسي -في الوقت نفسه- توجيه زيادة أكبر إلى
المعاشات، متذرعا بقلة الإمكانات، وداعيا المصريين إلى "ألا يغلُّوا في أسعار السلع، بعضهم على بعض"، مرجعا السبب في ارتفاع الأسعار إلى زيادة استهلاك المصريين في رمضان.
جاء ذلك في حفل إفطار نظمته الرئاسة المصرية، السبت، تحت اسم "إفطار الأسرة المصرية"، وهو الثاني من نوعه، بعد أن قامت بتنظيمه في العام الماضي، واستغرقت كلمة السيسي فيه قرابة عشر دقائق، وقدمته مذيعة الحفل في بدايته السيسي بوصفه "رب أسرتنا".
وبعد تهنئة عبر موقعي التواصل الاجتماعي "تويتر وفيسبوك" للشعب المصري بحلول شهر رمضان، في يومه الأول، قدم السيسي التهنئة تلفازيا في اليوم السادس منه، السبت، إلى المصريين، قائلا: "أوجه التحية والتقدير والاحترام والتهنئة للشعب المصري بمناسبة هذا الشهر الكريم".
وألمح السيسي إلى تطلعه إلى مدة رئاسة ثانية، وتخطيطه لذلك، إذ صدرت منه زلة لسان، في مستهل كلمته، قال فيها: "اليوم تكون قد انتهت سنتان من مدة الرئاسة الأولى".
وزعم أن ما تحقق "كثير جدا في عمر السنتين"، مشيرا إلى إنجازات قال إنها "إنجازات المصريين".
وقال: "فيه حاجات تم عرضها وافتتاحها وشوفتوها (رأيتموها)، وفيه حاجات لسه.. وفيه حاجات مش هتتقال خالص".
واستدرك: "لكن بفضل الله سبحانه وتعالى، وفضلكم، تم إنجاز جيد لكن محتاجون إلى عمل وإخلاص وصبر أكثر".
وأضاف: "لم يتكلم كثيرون عن حالة الأمن والاستقرار التي تحققت خلال السنتين".
وأردف: "كل يوم نتقدم في هذا المجال، وملف الاستقرار والأمن.. الاستقرار والأمن ليس فقط أنشطة إرهابية ممكن تقابلنا، بل إن حالة الاستقرار والأمن في المجتمع كله تعود شيئا فشيء"، وفق قوله.
وقال إن حالة الدولة وانتظام الدولة وتماسكها بمؤسساتها تعود كل يوم أكثر من الأيام اللي فاتت، وده أمر إحنا محتاجين نخلِّي بالنا منه، ونحرص عليه، لأن حالة الانضباط والتماسك التي نتحصل عليها، يوما بعد يوم، تزيد وتثبت وتستقر أكثر علشان نكمل اللي نتمناه، على حد قوله.
ورد السيسي على الانتقادات الموجهة إليه بعد قراره بزيادة المعاشات بنسبة 10% فقط، متسائلا: هل الحد الأدنى الخمسمائة جنيه كفاية".
وأجاب: "أقول: لا ليس كفاية.. لكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل نستطيع أن نجعله أكثر من هذا أم لا؟
وتابع: "إن كان ممكن نخليه أكثر من كده، ونحن لم نفعل ذلك نكون مقصرين.. يبقى نحن قصرنا في حق أهلنا.. لكن لم يكن ذلك ممكنا".
وقال: "لو كان ممكن نزود أهلنا أكثر من كده.. ما حدش بيجيب حاجة من جيبه.. ده من جيب مصر. بس برضه حسب جيب مصر"، ثم ضحك وسط تصفيق حاد.
ثم انتقل إلى تأكيد أن تأثيرات السنوات الخمس الأخيرة كانت كبيرة وعميقة، ولها تكلفة علينا كلنا. وأردف: "حصل تغيير صحيح.. لكن فيه ثمن".
وتابع: "إحنا ماشيين كويس".
واستطرد: ما فيش تقدم يتم للأمم غير بالعمل والصبر والإخلاص والشرف في كل كلمة وإجراء وتصور.. لازم نكون متأكدين أن ده هيجيب نتيجة كويسة".
وبأسلوب التمسح العاطفي، قال السيسي: أقول لكل إنسان يعاني في مصر.. والله إحنا حاسين بيك، وشايفينك، ونتمنى من خلال بلدنا وبلدك، أننا نقدم لك أكثر.. كنا نتمنى (المعاش) يكون أكثر من كده".
وتملص السيسي من مسؤوليته ومسؤولية حكومته عن ارتفاع الأسعار بشكل جنوني، فقال: "إحنا بنيجي في رمضان كلنا كل سنة نغلِّي على بعض.. مش هأقول ده مش كويس لكن هأقول: كان الأولى أننا في هذا الشهر نقلل الأسعار على بعضنا.. مش نزودها".
وأرجع السيسي ارتفاع الأسعار إلى حلول شهر رمضان، وزيادة الاستهلاك فيه، مع أن زيادة الأسعار في مصر سابقة عليه بأسابيع وشهور عدة، وأنه سبق أن أعطي وعودا لم ينفذها بخفضها.
وتذرع بأن "نسبة الاستهلاك بتزيد في الشهر ده.. قياسا بالأشهر الأخرى ما بين 15 إلى عشرين بالمئة.. زيادة عن كل شهر (قال ذلك وهو يضحك).
وتابع: "أنا بس بأوجه الحكومة.. من فضلكم.. إحنا محتاجين مزيد من ضبط الأسعار أكثر من كده علشان الناس البسطاء".
وأضاف: "أوجه كلامي لكل من يتعامل مع الأسعار والسلع وحاجات الناس.. أرجو أنك تترفق وتحنو على أهلك المصريين".
وقبل إنهاء كلمته، حرص السيسي على مخاطبة الحضور بالقول: "عايز أطمئنكم.. إحنا بخير قوي".
وكررها: "إحنا بخير قوي.. فاطمئنوا"، ثم دخل في ضحكة هستيرية، ثم قال: "الأخت بتقول لي سيناء.. سيناء وكل حتة في مصر.. اللي بيتعمل حتى في سيناء كثير قوي، بس مش كثير على سيناء وأهلها.. ولسه أكثر إن شاء الله".
وفي كلمته، أكد السيسي حرصه على "تأكيد الحفاظ على الثقافة والهوية والعادات والتقاليد المصرية الجميلة النبيلة، ودعهما وتعزيزها، في مواجهة محاولات تغيير هذه الهوية، أو إضعافها "، على حد قوله، مضيفا: "مش هيقدروا إن شاء الله".
ومن جهتهم، وجه رواد مواقع التواصل الاجتماعي انتقادات حادة إلى كلمة السيسي، لا سيما ما اعتبروه إدانته لثورة 25 يناير في معرض حديثه عن السنوات الخمس الأخيرة، واعتباره الممثلين الذين حضروا الإفطار ممثلين للشعب المصري، وأخيرا طالبوا بالرقابة الصارمة على الأسواق من أجل ضبط الأسعار.
وحضر حفل الإفطار كل من: شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، وعدد من الوزراء، وأعضاء مجلس النواب، والمجالس التخصصية التابعة للرئاسة، والمجلس القومي للمرأة، وممثلي عدد من المحافظات وقبائل سيناء والنوبة ومطروح، وأُسر ضحايا القوات المسلحة والشرطة، والكتاب، وشباب الجامعات والكليات والعسكرية، وممثلي الفلاحين، والإعلاميين، والفنانين، والرياضيين، وذوي الاحتياجات الخاصة، وعدد من المؤسسات الخيرية.