بينما تنهال برقيات التهنئة على رئيس الانقلاب عبد الفتاح
السيسي من كبار مسؤولي نظامه، بمناسبـة ذكرى موقعة "بدر"، والعاشر من
رمضان، مع حلول اليوم العاشر من رمضان الحالي، الأربعاء، وقعت عدد من الأحداث خلال الأيام العشرة الأولى من رمضان هذا العام، أبرزها دراما تليفزيونية تقدم مسلمة تحب مسيحيا، لأول مرة في تاريخ الدراما
المصرية.
وذلك مع إعلان
وزارة الأوقاف استمرار غلق مسجد
رابعة العدوية بمدينة نصر، للعام الثالث على التوالي، واشتراط الحصول على رخصة من وزارة الأوقاف للتهجد بالمساجد ليلا، وتنظيم أصحاب المعاشات إفطارا بالعيش الحافي احتجاجا على الزيادة الزهيدة في قيمة المعاشات.
كما شهدت عشرة رمضان في مصر إزالة أسماء "الجمعية الشرعية والدعوة السلفية" من فوق مساجدها، وغلق جميع المساجد عقب صلاة التراويح، وعدم السماح بالتهجد إلا بحسب رخصة من الوزارة، يتم تبليغ أجهزة الأمن بها.
مسلمة تحب مسيحيا وشرطة ناصعة البياض
هكذا كتب الناقد الفني، طارق الشناوي، بصحيفة "المصري اليوم"، الثلاثاء، مشيرا إلى أن دراما رمضان هذا العام تستحق التوقف، مشيرا إلى حدث درامي هامشي تمت معالجته بسطحية مفرطة، وعلى عجالة، خوفا من إثارة الغضب، وهو علاقة الحب بين فتاة مسلمة وشاب مسيحي، في مسلسل (مأمون وشركاه) إلا أنها تُعتبر الأولى تليفزيونيا بل ودراميا، وهنا تكمن أهميتها، وفق الشناوي.
وأشار إلى لمحة أخرى هي أن هناك اتفاقا غير معلن بين شركات الإنتاج الدرامي ووزارة الداخلية، برعاية من الدولة، لتحسين صورة رجال الشرطة، بتقديم أكثر من ضابط.
فهناك العصبي والمنحرف بجوار الشريف، إلا أن المحصلة النهائية هي الرهان على الوجه الإيجابي، في مسلسلات: (الخروج) و(الميزان) و(القيصر) و(الأسطورة) و(سبع أرواح) و(رأس الغول) و(جراند أوتيل)، وكلها لعبت على تلك المساحة.
إغلاق "رابعة" للسنة الثالثة
رغم أن القوات المسلحة انتهت من ترميم مسجد رابعة العدوية، بمدينة نصر، الذي تعرض للحرق خلال الفض الدموي للاعتصام السلمي من أنصار الديمقراطية، ورفض الانقلاب، بميدان رابعة العدوية، يوم 14 آب/ أغسطس 2013، إلا أنه ما زال مغلقا لدواع أمنية.
وقال رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف، جابر طايع، إنه في حال افتتاح المسجد سيكون كغيره من المساجد التي تخضع لوزارة الأوقاف، مشددا على أنه لن يسمح لغير المرخص لهم، بإمامة المصلين، ولا بإعطاء الدروس، والمحاضرات.
أصحاب المعاشات يفطرون على خبز حاف
وتصاعدت حالة الغضب بين أصحاب المعاشات؛ واضطروا إلى تنظيم إفطار جماعي بالخبز "الحافي"؛ الاثنين، احتجاجا على الزيادة التي أقرها السيسي أخيرا، بواقع 10% فقط لكل منتفع، وبحد أدنى 75 جنيها.
وافترش المعترضون ميدان طلعت حرب، داعين إلى الاستجابة لمطالبهم، برد أموال التأمينات، التي اقترضتها الحكومة منهم، البالغ قيمتها 640 مليار جنيه، وإنشاء هيئة مستقلة لا تتبع الحكومة، لإدارة تلك الأموال، كخطوة تصعيدية منهم ضد قرار الحكومة، الذي رأوه قاصرا عن تحقيق تكافل اجتماعي لهم ولذويهم.
وطالب المحتجون بصرف مستحقاتهم التي تضع الدولة أيديها عليها، مؤكدين أن زيادة مبلغ 500 جنيه لكل فرد كحد أدنى للمعاشات، "لا تسمن ولا تغني من جوع".
وحاولت قوات الأمن منع إفطار أصحاب المعاشات، ودخلت في حالة من الشد والجذب بين الجانبين، انتهت إلى موافقة الأمن على نقل إفطارهم إلى محيط مقر حزب التجمع، وردد المحتجون هتافات تقول: "تسقط غادة والي (وزيرة التضامن الاجتماعي)"، و"عاوز حقي وحق ولادي".
وطالب رئيس الاتحاد العام لأصحاب المعاشات، البدري فرغلي، بتشكيل لجنة قضائية مستقلة للتحقيق في ملف المعاشات، قائلا: "لا بد أن يتم كشف الفساد في هذا الملف، لأن الثمن يدفعه آلاف المواطنين دون اهتمام من أحد".
وأضاف أن الحكومة اعتدت على أصحاب المعاشات، وجارت على حقوقهم، ولم نجد من يقف معنا.
وتابع: "نوجه احتجاجنا للشعب المصري، لينقذ الملايين من أصحاب المعاشات، الذين اعتدت الدولة على أموالهم، وبيننا المرضى، وكبار السن، ولم يعد باستطاعتنا المقاومة، في ظل التضخم الحالي".
ومن جهته، قال عضو مجلس الاتحاد العام لنقابات أصحاب المعاشات، جلال المراغي، إن وقفتهم بوسط البلد جاءت بسبب ضيق الحال، وقلة الدخل، وتدني المعاش الذي لا يكفيهم لتوفير قوت يومهم.
وأضاف المراغي: "كل منا يمتلك أسرة وأبناء، ولا أعرف من أين سأنفق عليهم ومعاشي 500 جنيه، فبهذا المبلغ أنا مطالب بتوفير مأكل ومشرب ودواء".
التهجد برخصة
وفي إطار التضييق الشديد على المساجد والمصلين في رمضان، طالب القطاع الديني بوزارة الأوقاف، في بيان أصدره، جميع العاملين بالأوقاف، بالتأكد من غلق جميع المساجد عقب صلاة التراويح، وعدم السماح لأحد على الإطلاق بالمبيت فيها (للتهجد)، إلا بتصريح كتابي من الإدارة أو المديرية التابعين لها، وذلك بعد ملاحظة إقامة بعض المساجد صلاة التهجد.
وأشار بيان لوزارة الأوقاف إلى أن إقامة صلاة التهجد ستقتصر على المساجد المصرح لها كتابةً بالاعتكاف، وفي العشر الأواخر فقط، وأن إدارة التفتيش بالوزارة ستتأكد من عدم فتح المساجد بعد صلاة التراويح.
ونبهت الأوقاف على المساجد بمنع عدد من الشيوخ من إمامة المصلين في التراويح ومنهم: محمد جبريل، ومحمد حسان، وشيخ عموم المقارئ المصرية السابق، أحمد عيسى المعصراوي.
إزالة أسماء "الجمعية الشرعية والدعوة السلفية"
وغير بعيد، وزعت وزارة الأوقاف منشورا على مديري المديريات والإدارات، تطالب فيه بإزالة أي لافتة لأية جمعية أو جماعة أو اتجاه أو فصيل على أي مسجد، وأن يحل محلها لافتة "وزارة الأوقاف المصرية"، وهددت بقيام التفتيش العام بديوان عام الوزارة بوضع ذلك الأمر في برنامجه.
وقال رئيس القطاع الديني بالوزارة إن الوزارة ستمنع الجمعيات الشرعية أو جماعة أنصار السنة أو التبليغ والدعوة أو
الدعوة السلفية أو حتى الجمعيات الخيرية مثل (الرسالة أو الأورمان) أو غيرها من وضع أسمائها على المساجد، لأنه من المعلوم أن المساجد لله"، وفق قوله، دون أن يتضمن ذلك اسم وزارة الأوقاف الذي تم وضعه على المساجد نفسها.