تحدث قائد غرفة عمليات لواء شهداء الإسلام في
داريا، أبو جعفر، في حديث خاص لـ"
عربي21"، عن الأوضاع التي تشهدها المدينة المحاصرة في غوطة دمشق الغربية؛ في ظل الهجمات العنيفة التي تشنها قوات النظام المدعومة بمليشيات عراقيين ولبنانيين، وذلك منذ قرابة الشهر.
وتحدث القيادي في حديثه لـ"
عربي21"؛ عن أسباب تفرغ النظام السوري لمدينة داريا والإمعان في قتالها وحصارها، فقال: "دائما تكون المناطق المحاصرة، ومنها مدينة داريا، في خطر شديد نتيجة النقص في كل شيء من أسباب الحياة، والقتال الطويل الأمد".
وأضاف: "بالتأكيد كلما طال أمد
الحصار، هادنت مناطق ومدن "هدنة محلية"، فيقوم النظام بسحب جنوده من تلك المناطق والتفرغ لقتال غيرها، لذلك بالتأكيد وضع مدينة داريا المحاصرة، والتي تشهد مواجهات عنيفة ومستمرة، كما وضع الثورة عموما، ليس في أفضل حالاته، بسبب نفاد مواردها، في ظل قدرة النظام على حشد قوات أكثر حولها بعد هدوء غالب جبهاته المحيطة"، وفق تقديره.
وأضاف: "مررنا بأوقات أفضل من الوضع الحالي، وأوقات كان الوضع أسوأ، ولكننا تجاوزناها بالتخطيط والأداء".
ورأى أبو جعفر أن "الوضع في داريا ليس خافيا على أحد، ونحن نستنهض همم الأحرار والفصائل كلها دوما، فداريا جزء من حربنا، لكنها تعبر عن حالنا ولا يجب ترك النظام يتفرد بها أو بغيرها".
وتمر مدينة داريا ضمن حالة من الحصار والمعارك المستمرة منذ ثلاث سنوات، دأبت خلالها قوات النظام على فتح معارك متجددة تدوم لقرابة الشهرين أو ثلاثة أشهر، وتتوقف عندما تتكبد القوات المهاجمة خسائر كبيرة، لتعيد ترتيب أوراقها. وفي المقابل، تعمل الكتائب العاملة في داريا، وهي لواء شهداء الإسلام، والاتحاد الإسلامي لأجناد الشام، خلال تلك الفترة على إعداد العدة للمرحلة القادمة والمعارك المرتقبة.
أما معركة لهيب داريا والتي تخوضها المدينة، فقد كانت قد بدأت منذ شهر آب/ أغسطس من العام الماضي، ولم تزل مستمرة حتى اليوم، وتخللتها فترة "وقف الأعمال العدائية" وتنفيذ الهدنة التي من المفترض أن تكون على مستوى
سوريا، إلا أن الهدنة لم تستمر وعادت المواجهات إلى طبيعتها منذ منتصف شهر أيار/ مايو.
وقال أبو جعفر لـ"
عربي21": "حتى اليوم تشهد داريا محاولات تقدم مستمر للنظام في منطقة المزارع، حيث تمكن الأخير من السيطرة على بعض منها، بسبب التمهيد بصواريخ الفيل والراجمات إضافة إلى الآليات والدبابات والكاسحات، ونعمل بشكل دائم على تكبيده الخسائر، حتى بلغت خسائره في الفترة الأخيرة حوالي 23 آلية ودبابة ومئات القتلى، فضلا عن العمل الدؤوب لصد هجماته وانتزاع السيطرة من المساحات التي تقدم خلالها".
وانتهى المتحدث إلى القول: "لكن في الحقيقة هناك تقدم ملموس لصالح النظام وخاصة خلال الأسبوعين الأخيرين، ما يعني آثارا سيئة على المدينة، ولكننا نعمل بأقصى جهد ممكن وضمن الإمكانيات المتاحة، ونطلب من جميع الفصائل فتح جبهاتها".
وكان النظام قد نجح في فصل مدينة المعضمية عن داريا في كانون الثاني/ يناير الماضي، لتتم محاصرة وخنق كل مدينة على حدة.