عشرات الشبان العرب من سكان مدينة
منبج ينضمون إلى قوات
سوريا الديمقراطية وسط شكوك وتحذيرات
أقدم عشرات الشبان من مدينة منبج بريف
حلب الشرقي، على الانضمام إلى "قوات سوريا الديمقراطية" التي تشكل
الوحدات الكردية عمودها الفقري، بغية المشاركة في إخراج
تنظيم الدولة من المدينة، وسط شكوك وتحذيرات أطلقها ناشطون وأهالي من مدينة منبج.
ويأتي انضمام الشباب العرب للقوات المعروفة اختصارا باسم "قسد"، في الوقت الذي باتت فيه هذه القوات تحاصر مدينة منبج من جهاتها الأربع، وتقول إنها اقتربت من على السيطرة عليها.
وقال أبو جاسم العوني، وهو قائد عسكري في الجيش الحر، في حديث لـ"عربي21"، إن العشرات من الشبان النازحين من مدينة منبج وريفها انضموا مؤخرا إلى قوات سوريا الديمقراطية بريف حلب الشرقي، مبينا أنه تم توزيع المتطوعين على جبهات القتال ضد تنظيم الدولة للمشاركة بالسيطرة على منبج.
وأضاف أن "أغلب الشبان المتطوعين هم من أبناء مدينة منبج وريفها، وأتوقع أن تشهد الفترة المقبلة انضمام المزيد من الشبان إلى قوات سوريا الديمقراطية للمشاركة في الحرب ضد تنظيم الدولة"، وفق قوله.
إلا أن العديد من ناشطي مدينة منبج عبروا عن رفضهم لفكرة انضمام الشبان من أبناء المدينة وريفها إلى صفوف قوات سوريا الديمقراطية، محذرين من استخدام هؤلاء الشبان في مشروع الوحدات الكردية الذي يعتمد على السيطرة على مناطق تواجد تنظيم الدولة على الحدود مع تركيا لتعزيز إقليم الإدارة الذاتية الكردية.
من جانبه، أكد الناشط الإعلامي وائل الخلف لـ"عربي21"؛ أن هناك عثرات كبيرة تعترض انضمام الشبان إلى قوات سوريا الديمقراطية، وتتمثل في تحجيم دور المقاتلين العرب في قيادة هذه القوات ودفعهم للخطوط الأمامية في قتال تنظيم الدولة، وذلك بسبب عدم ثقتها بعد بالمقاتل العربي"، وفق قوله.
وأشار الخلف إلى أن عدد الملتحقين بقوات سوريا الديمقراطية من الشبان العرب من أبناء منطقة منبج لم يتجاوز 250 شخصا، وجميعهم من الذين نزحت عائلاتهم من المدينة في وقت سابق، وقال إن المغريات مثل الغنائم والرواتب العالية كانت الدافع لكثير منهم.
وبحسب الخلف، فإن قيادة قوات سوريا الديمقراطية تسعى لاستقطاب أكبر عدد ممكن من أبناء مدينة منبج إلى صفوفها، على الأقل لكي تضمن عدم قتالهم إلى جانب تنظيم الدولة ضدها، أو في أي وقت لاحق.
بالمقابل، فقد أكد آخرون أن قسما كبيرا من هؤلاء الشباب التحقوا بقوات سوريا الديمقراطية بهدف الانتقام من تنظيم الدولة الذي اتسمت معاملته للسكان في مناطق سيطرته بالشدة والقسوة، ناهيك عن إعدامه العشرات من أهالي مدينة منبج منذ سيطرته عليها قبل سنتين ونصف، وطرده المئات من أراضيهم ومنازلهم بتهم محتلفة، ما فاقم من مشاعر العداء ضد التنظيم، وجعل الكثير من الشباب ينتظرون أي فرصة حقيقية تمكنهم من مواجهته.