أثار لقاء ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بالرئيس التنفيذي لمجموعة "six flag" جون دافي في أمريكا أمس والتي تمتلك أكبر مجموعة مدن ومتنزهات ترفيهية عالمية تساؤلات حول أهمية توجه
السعودية لإيجاد مرافق ترفيهية في المملكة وفق معايير عالمية بالإضافة لقدرتها على إنجاح هذا التوجه ضمن رؤيتها لعام 2030 في ظل مخاوف من وجود تيار معارض.
ولعل ما يشير إلى جدية هذا التوجه لدى الإدارة السعودية التي أطلقت الرؤية هو السماح لشركة "six flag" بالعمل في السعودية وما يتضمنه من بناء
مدن ترفيهية توفر للمجتمع السعودي ما يشبع حاجاته بوجود مثل هذه المرافق التي طالما افتقرت لها المملكة الغنية بالنفط.
وتضم المجموعة الترفيهية التي سمح لها بالعمل في السعودية 18 مدينة ترفيه في أمريكا تشتمل على حدائق ألعاب ومراكز عائلية وبلغ عدد زوارها عام 2014 نحو 25 مليون زائر.
لكن الاتجاه لفتح الباب أمام الشركات الكبرى في العالم لنقل مشاريعها الترفيهية إلى المملكة التي لم تعتد على هذا النمط ربما يواجه معارضة بعض التيارات في السعودية وهو ما أشار إليه الكاتب والمحلل السياسي جمال خاشقجي.
وأوضح خاشقجي لـ"
عربي21" أن بعض الأروقة المحافظة في السعودية ربما تبدي تحفظات على انفتاح المملكة على هذا النوع من الترفيه على الرغم من مشاريع قديمة قام بها رجال أعمال سعوديون بافتتاح مناشط ترفيهية لكنها كانت متواضعة.
وشد على أن التوجه لخلق بيئة ترفيهية للمواطن السعودية ضرورة ملحة ومن أقوى التوجهات لدى الدولة لما يحمله من أهمية على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي.
وقال إن الدولة ينبغي أن تمضي في هذا الاتجاه بقوه وعلى الجميع أن يتكامل معها ولا يقف بوجهها لأن البيئة الحالية باتت طاردة للسعوديين والسياحة تتجه إلى الخارج مع القدرة على إيجادها في الداخل وقيام السعوديين بإنفاق هذه المبالغ.
وحول المخاوف من اعتراضات التيار المحافظ في السعودية على إفساح المجال للشركات العالمية لصناعة الترفيه بالعمل في المملكة قال خاشقجي: "أولا لا بد من توافق أي شكل من أشكال الترفيه مع مبادئ الشريعة الإسلامية فلا يمكن السماح بوجود محال للخمور أو ملاه ليلية وفي المقابل هناك أشكال أخرى من الترفيه نحن بحاجة لها مثل السينما ودور الأوبرا والاحتفالات الغنائية وهذه الأشكال كانت موجودة في السابق لكنها توقفت".
وعلى صعيد تقبل المجتمع السعودية لفكرة مدن الترفيه العالمية قال خاشقجي إن المشكلة "لم تكن في المواطن بل كانت في بعض أروقة الدولة فالمواطن مستعد ولديه دافع ورغبة من الترفيه والاستمتاع بالوقت مع أسرته والمزاج السعودي يميل لهذا الجانب بشكل كبير".
ولفت إلى أن السعوديين يتوجهون للسياحة في الخارج وينفقون أموالا طائلة للحصول على الترفيه في الوقت الذي كان يمكننا فيه توفير هذه المرافق في الداخل والحيلولة دون هجرة هذه الأموال لدول أخرى.
وأضاف: "على سبيل المثال البعض يتحدث أننا في بيئة صحراوية وغير مشجعة للسياحة في الوقت الذي نرى فيه أعدادا كبيرة من السعوديين يتوجهون إلى دبي التي تضم بيئة صحراوية مماثلة لكنها تحتوي على كل ما يريده السائح".
واعتبر أن لقاء الأمس مع والتوجه الحقيقي في رؤية 2030 حول موضوع الترفيه والمرافق الثقافية "تحولات حتمية تأتي بقناعة وأمر محسوم لدى القيادة السعودية لأنها أدركت تكلفة عدم وجود هذه المرافق في البلاد".
وكانت
رؤية السعودية لعام 2030 قد اشتملت على بند يتعلق بدعم الثقافة والترفية وتوفير البيئة المناسبة لأن "المرافق المتوفرة حاليا لا ترتقي إلى تطلعات السعودين ولا تتواءم مع الوضع الاقتصادي المزدهر للمملكة" وفقا لما ورد في الرؤية.
وأشار بند دعم الترفيه والثقافية في الرؤية إلى أن الدولة ستتجه لتشجيع المستثمرين في الداخل والخارج بالإضافة لعقد الشراكات مع شركات الترفيه العالمية بما يشمله من تخصيص أراض لعمل مشروعات ثقافية وترفيهية ومكتبات ومسارح ومتاحف علاوة على دعم الكتاب والمخرجين والمؤلفين والفنانين وإيجاد خيارات ترفيهية تتناسب مع كل الأذواق والفئات ولتوفير فرص عمل في المجتمع.
ولي ولي العهد السعودي مع الرئيس التنفيذي لشركة سيكس فلاغز لمدن الترفيه