في الوقت الذي لا يفوت فيه رئيس السلطة
الفلسطينية محمود عباس فرصة دون التأكيد على "تقديسه" التعاون الأمني مع
إسرائيل، كشفت صحيفة "هآرتس" في عددها الصادر الثلاثاء النقاب عن أن حكومة اليمين المتطرف في تل أبيب تنفذ خطة لطرد أكبر عدد من الفلسطينيين من الضفة الغربية.
وفي افتتاحية عددها الصادر الثلاثاء، نوهت "هآرتس" إلى أن الهدف الرئيس من عمليات تدمير المنازل التي زادت وتيرتها خلال شهر رمضان في منطقة "ج" التي تشكل أكثر من 60% من مساحة الضفة الغربية، يمثل "استجابة حكومية للضغوط التي يمارسها المستوطنون واللوبي التابع لهم بطرد أكبر عدد من الفلسطينيين الذين يقطنون مناطق (ج)".
ونوهت الصحيفة إلى أن ما يسمى "الإدارة المدنية" التي تتولى تنفيذ عمليات تدمير المنازل في أرجاء الضفة الغربية تبرر عمليات الهدم بعدم الحصول على تراخيص بناء، في حين أن الهدف الحقيقي هو طرد أكبر عدد من الفلسطينيين من هذه المناطق التي تقع فيها جميع المستوطنات اليهودية.
وأشارت الصحيفة إلى أن الحكومة أقدمت على تطبيق هذه الخطة تحت ضغط وزراء ونواب حزب "البيت اليهودي" المشارك في الائتلاف الحاكم، والذي يرأسه وزير التعليم نفتالي بنات، مشيرة إلى أن اللجان البرلمانية التي يسيطر عليها الحزب قد تحولت إلى "منصات للضغط" على الحكومة لتطبيق هذه الاستراتيجية.
ولفتت الصحيفة الأنظار إلى أن منظمة "رجفيم" اليمينية المتطرفة، التي أسسها ورأس مجلس إدارتها النائب بتسلال سمورطيتش، القيادي في "البيت اليهودي"، تلعب دورا رئيسا في الضغط على ممثلي الحكومة والجيش لتنفيذ المخطط.
ويذكر أن الوزير بنات قدم خلال العام المنصرم مشروع قانون للحكومة، ينص على وجوب ضم مناطق "ج" لإسرائيل.
وفي سياق متصل، وفي تقرير آخر نشرته في عددها الصادر الثلاثاء، نوهت "هآرتس" إلى أن إسرائيل قطعت مياه الشرب عن عشرات الآلاف من المنازل الفلسطينية في منطقة نابلس وغرب الضفة الغربية.
وبحسب "هآرتس"، فقد عزا منسق شؤون المناطق المحتلة في الحكومة الإسرائيلية الجنرال بولي مردخاي هذه الخطوة إلى "زيادة استهلاك المياه" بمناسبة حلول فصل الصيف.
ويذكر أن تحقيقا بثته قناة التلفزة الإسرائيلية الثانية عرض العديد من مظاهر الإسراف في استخدام المياه في المستوطنات اليهودية في جميع أرجاء الضفة الغربية.
ويشار إلى أن تحقيقا نشرته صحيفة "يديعوت أحرنوت" مؤخرا، دلل على أن إسرائيل تقوم بسرقة المياه الجوفية أسفل جبل "جرزيم" جنوبي نابلس وتضخها لصالح استخدام المستوطنين في منطقة "تل أبيب".