تعد جبهات ريف
حلب الجنوبي من أكثر الميادين التي تقاتل فيها
المليشيات الشيعية اللبنانية والعراقية والأفغانية، إلى جانب الحرس الثوري
الإيراني، فيما تواجد النظام في هذه المنطقة ضئيل. وبسبب ذلك، فقد تلقت هذه المليشيات الخسائر الأكبر في الأسابيع الماضية.
وفي هذا السياق، تحدث القائد الميداني في جبهة النصرة، أبو عدنان الشامي، قائلا: "جبهة النصرة هي من تقود تلك المعارك بثقل كبير مع بعض الفصائل الأخرى، لتحرير ريف حلب الجنوبي من تواجد الملشيات الشيعية، التي تقدمت بوجود الدعم الروسي في هذا الريف، في محاولة الوصول إلى بلدتي كفريا والفوعة، وللسيطرة على الأوتوستراد الدولي".
وأوضح أنه؛ بما أن مهمة تلك المليشيات هي الوصول للبلدتين الشيعيتين، فقد كان من الطبيعي أن يكون كل الذين يقاتلونهم من
الشيعة.
ويضيف: "بعد السيطرة على منطقتي القراصي والحميرة من قبل جبهة النصرة وبعض الكتائب من الفصائل الأخرى، التي عملت تحت اسم جبهة النصرة، تحطمت خطوط الدفاع الخاصة بقرية خلصة، أكبر تجمعات النظام، وتم أيضا تأمين حزام خان طومان، وكانت نتائج هذه المعارك حوالي 200 قتيل من الملشيات الشيعية، بينهم ضباط من إيران وقادة ميدانيون لحزب الله، وأسرى أغلبهم من العراقيين".
وتكمن أهمية قرية خلصة بأنها أهم معاقل القوات الشيعية وأكثرها حيوية، وفيها تلال تؤمن خاصرة النظام في النقاط الأخرى، وهي تشبه في أهميتها وتلولها قرية العيس التي سيطر عليها جيش الفتح سابقا. وتوجد في قرية خلصة غرفة عمليات للملشيات الشيعية، وقد دُمرت الغرفة خلال عملية انتحارية قتل فيها عدد من كبار الضباط والقادة الشيعة، بحسب المصدر.
وقال: "استمرت المعارك أربعة أيام متواصلة بالتزامن مع الغارات الروسية، لكن جبهة النصرة ومن يقاتل معها من الكتائب والفصائل تمكنوا بعدها من السيطرة على خلصة بالكامل. وكانت المعركة من أقوى المعارك".
وأوضح أنه كانت هناك صعوبة تواجه المقاتلين، نتيجة كثرة التلال المشرفة على القرية، وخطوط دفاع متقاطعة، ما صعّب التقدم. لكن جيش الفتح وجبهة النصرة لجآ إلى هجمات "الانغماسيين"، ما ساهم في انهيارات متسارعة للقوات الشيعية "التي طلبت من قيادات المركز مؤازرات وسمعناهم على أجهزة التجسس يقولون (إذا لم يؤازرنا الطيران والدعم البري سننسحب)"، بحسب الشامي.
وبحسب المصدر، فإن خسائر المليشيات الشيعية بلغت 70 قتيلا، من بينهم ضباط غرفة العمليات التي فقد فيها حزب الله حوالي ثمانية قياديين، فيما سيطرت فصائل جيش الفتح على كميات من الأسلحة والمعدات، منها دبابتان ومدرعات.
وأوضح الشامي أن غالبية المقاتلين في الفصائل هم من أهل المنطقة التي سيطرت عليها المليشيات الشيعية، "وعاثت فيها فسادا"، بحسب وصفه.
وعن سبب التركيز على منطقة ريف حلب الجنوبي، والعلاقة مع الفصائل الأخرى بخصوص هذه المعارك يقول القيادي في النصرة؛ إن الجبهة "تقاتل في كل أرض الشام دون تمييز، لكن منطقة الريف الحلبي مهمة؛ لأنها تشكل ثقلا للملشيات الشيعية، وللقوات الإيرانية على وجه التحديد".
كما اعتبر الشامي أن هذه الجبهة "تخلو من تعقيدات الارتباطات الخارجية"، وفق قوله.
من جهته، يقول القيادي في حركة أحرار الشام، والقائد العسكري للواء الهجرة، عمر خطاب: "حركة أحرار الشام عملت مع جبهة النصرة خاصة في مستودعات خان طومان، وفي قرية القراصي شاركت الأحرار في تحرير ساتر القراصي، وأيضا في تحرير معراته والحميرة والعمل مستمر"، مضيفا: "ساعدنا الإخوة في خلصة بما نستطيع تقديمه".
كما يقول قيادي في إحدى الكتائب التي عملت مع النصرة، وهي تتبع فيلق الشام: "عملنا مع الإخوة في الجبهة ونعمل مع كل من يقارع هذا النظام ومليشياته، وقد دخلت الجبهة بثقل في هذه المعارك، ما سهل على الفصائل المشاركة؛ الصمود والاستمرارية، وستكون الوجهة القادمة هي بلدة الحاضر"، وفق قوله.