كشفت منظمة
حقوق الإنسان في
إيران، عن أوضاع معتقلات الرأي في السجون الإيرانية كافة، وخصوصا في سجون "إوين" في العاصمة "ورجايي شهر" في مدينة "كرج وقرچك" في مدينة "ورامين"، مما يخالف الشروط القانونية والإنسانية، بحسب آخر تقرير لها.
وبحسب موقع "جنوبية" اللبناني المعارض لحزب الله، فإن "ناشطين في هذا المجال أوضحوا أن النساء في السجون الإيرانية عامة، خاصة
السجينات السياسيات، يتعرضن لأساليب
تعذيب جسدي وصحي وتعنيف معنوي قاس للغاية".
وقد أحدث التقرير صدمة لدى الرأي العام الإيراني، الذي يعاني رهابا أمنيا حادا منذ انتصار الثورة الإسلامية، ازداد أضعافا بعد قمع حركة المعارضة الخضراء في صيف 2009، حسبما ذكر الموقع اللبناني.
وأفاد "جنوبية" بأن سجينات تم تسريحهن، ذكرن أنهن "أبلغن السلطة القضائية المتمثلة بحجة الإسلام والمسلمين صادق آملي لاريجاني (شقيق رئيس مجلس النواب علي لاريجاني)، مرارا وتكرارا بالانتهاكات التي تجري في عتمة زنازين سجن (إوين) السيئ الصيت، إلا أنه لم يحرك ساكنا، والأوضاع الإنسانية للسجينات في تدهور مستمر".
وتمنع إيران منذ عشر سنوات منظمات حقوق الإنسان، مهما تكن هويتها، من الاطلاع على ما يجري داخل زنازين سجن "إوين"، خصوصا الجناح المخصص للنساء. حيث تعيش السجينات هناك أقسى ما يمكن أن يمر على النفس البشرية من عذابات وانتهاكات جسدية وضغوطات نفسية.
وتحرم السجينات من دون استثناء من الحصول على الرعاية الصحية اللازمة والتغذية المناسبة، ومن رؤية أولادهن، والاتصال بعائلاتهن، ووسائل التدفئة والتبريد، فيما يشبهن نزيلات "إوين" اللواتي خرجن إلى الحرية، سجن "إوين" بالمقبرة السوداء.
ووفقا لشهاداتهن، فإن كل زنزانة في "إوين" هي عبارة عن قبر ضيق، مظلم وبارد، لا يصله ضوء ولا هواء، بقايا الطعام التي ترمى لهن من خلف القضبان أشبه بالقمامة، أما في حال مرض إحداهن، فيدفع لها بأدوية منتهية الصلاحية، عدا أن المصابات بأمراض مزمنة أو خطرة كأمراض القلب والسرطان والفشل الكلوي، أو بعاهات سببتها أدوات التعذيب، مصيرهن الموت المحتم.
وفي القسم المخصص للنساء في "إوين" الرهيب، تقبع الصحافية والحقوقية والأديبة والشاعرة والفنانة، أي من المحرضات على التحرر والتشبه بالغرب حسب رواية السلطة، إلى جانب المعارضات الأقلويات، أي المحرضات على الفتنة بحسب الرواية ذاتها، مثل: الكرديات، والمسلمات السنيات، والبهائيات، والمرتدات عن الإسلام، والمتصوفات، إضافة إلى أخريات أخفقت السلطة في تلفيق رواية مقنعة عنهن، فاتهمتهن بالانتماء إلى منظمة مجاهدي خلق المحظورة.
وبحسب "جنوبية"، فإن محكوميات السجينات تتراوح ما بين سنة إلى عشرين، غير اللواتي ينتظرن تنفيذ أحكام الإعدام، أما الأسباب الموجبة التي أدت إلى اعتقالهن، فهي: الاعتراض على أحكام الإعدام في الجمهورية الإسلامية، والدفاع عن حقوق المرأة الإيرانية، ونشر انتقادات سياسية للجمهورية الإسلامية على مواقع التواصل الاجتماعي، واعتناق العقيدة البهائية المحظورة، والدفاع عن المعتقلين السياسيين.
وتحاول منظمة حقوق الإنسان في إيران، جاهدة إحداث ثقب بسيط، تتسلل منه العدالة، في جدار هذه القضية الإنسانية، إلا أن محاولاتها محكومة دائما بالفشل، فحتى لو رفعت الصوت من وقت إلى آخر، فإن السلطة تعود وتخمده وتلتف بذكاء على الموضوع.
ومنذ أسبوع حرك ناشطو المنظمة هذا الملف، وأصدروا تقريرا مفصلا عن الانتهاكات الإنسانية في حق سجينات "إوين"، فأوعزت السلطة إلى عدد من النواب بالقيام بزيارة للسجن، ومنحت إدارة السجن الإذن لثلاثة نواب تابعين للجنة النيابية للأمن القومي بتفقد أوضاع السجينات.
وأبدى أحد النواب الزائرين، الذي أبدى سروره وفخره بما رآه من احترام وكرامة ورحمة ومعاملة إنسانية راقية مع السجينات، اعتراضه على تسمية "إوين" بالسجن، وقال: "من الظلم أن نسمي إوين سجنا، يجب أن نطلق عليه اسم فندق إوين"، وفقا لما ورد في "جنوبية".