سياسة عربية

لاجئو الرقبان يتضورون جوعا وعطشا بعد غلق الحدود‎ (شاهد)

وصف ناشطون الوضع في مخيم الرقبان بـ"الصعب جدا"- أرشيفية
وصف ناشطون سوريون من داخل مخيم الرقبان الصحراوي على الحدود السورية الأردنية، الوضع الإنساني "بالكارثي" بعد قرار السلطات الأردنية إغلاق الحدود الشمالية والشرقية للمملكة، واعتبارها منطقة عسكرية، عقب التفجير الذي استهدف حرس الحدود الثلاثاء.
 
ونقل ناشطون صورا من معاناة اللاجئين الذين "بدأوا بحفر الصحراء للبحث عن المياه في خبايا الأرض"، كما قال أحد الناشطين، لـ"عربي21"، إن "سعر 20 لتر مياه موحلة بلغ 200 ليرة سورية في المخيم بعد إغلاق بوابة الإغاثة أمام اللاجئين".
 
وأكد الناشط أن المخيم يشهد حركة نزوح كبيرة إلى الصحراء بحثا عن مياه الشرب، واصفا الوضع "بالصعب جدا"، موضحا أن "اللاجئين يوجهون نداء استغاثة إلى الملك عبد الله الثاني لفتح الطريق من أجل مياه الشرب فقط".
 
وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر تقوم بمهمة إيصال مياه الشرب للمخيم الواقع ضمن بيئة قاسية بمعدل 21 مليون لتر من المياه المعالجة، بالصهاريج إلى مراكز الاستقبال المؤقتة الأربعة، إضافة إلى الساتر الترابي بمنطقة الحدود الشمالية الشرقية.
 
ودعت "منظمة العفو الدولية"، في بيان، الأردن إلى إبقاء حدوده مفتوحة أمام اللاجئين، مؤكدة في بيانها أن "الإغلاق التام للحدود، ومنع وصول المساعدات الإنسانية إلى المنطقة سيؤدي حتما إلى معاناة شديدة لأولئك غير القادرين على العثور على ملجأ، وسيعرض حياتهم للخطر".
 
من جهته، قال وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة محمد المومني، إن المجموعة الموجودة على الحدود الشمالية ليست مشكلة أردنية وإنما دولية، وذلك ردا على تصريحات منظمة العفو الدولية التي طالبت الأردن بإدخال اللاجئين السوريين للأردن.


"لا يذكره أحد"

وكان موقع "ميدل إيست آي" البريطاني، أشار في تقرير له عن المخيم، مطلع الشهر الماضي، إلى أن المخيم "الذي لا يذكره أحد"، موجود في مكان ناء في وسط الصحراء، في مكان لا يسكنه إلا بدو الصحراء الغربية، وهو بلا أي منشآت ولا مياه ولا دفاعات طبيعية، فقط صحراء صخرية كثيرة الرياح، حارة في الصيف شديدة البرودة في الشتاء. 

اقرأ أيضا: الرقبان.. مخيم اللاجئين السوريين بالأردن الذي لا يذكره أحد

ورغم كل هذه الظروف القاسية في منطقة الرقبان، فإنها أصبحت في سنة 2014 أبرز محطة توقف للفارين من سوريا، كما أن التدخل الروسي ساهم في تشرين الأول/ أكتوبر في ارتفاع موجة النازحين.

وأضاف التقرير أن الوضع أصبح الآن أكثر تعقيدا، بعدما حوصر النازحون في المنطقة بعد هربهم من مناطق سيطرة تنظيم الدولة في الشمال السوري.

وقال الموقع إن المساعدات الأممية تصل إلى اللاجئين المسجلين والموجودين في المواقع الآمنة، حيث يحصل الجميع على الماء والخبز. فالمنظمة الدولية للهجرة توفر 150 ألف قطعة خبز كل يوم، بينما توفر اليونيسيف أسطولا من صهاريج الماء.

ونقل الموقع عن الطفل إسماعيل، اللاجئ في مخيم الأزرق الذي يبعد 100 كيلومتر عن العاصمة عمان، والذي قدم مع أخيه الصغير وأمه من تدمر إلى مخيم الرقبان، ولم يطمحوا وقتها بدخول الأردن، وكانت كل أمانيهم الحصول على بعض الماء والخبز، قوله: "لا يوجد في الصحراء ماء صالح للشرب، كما أن الطعام قليل".

وأشار الموقع إلى أن الأوضاع في مخيم الرقبان قد ساءت، في الوقت الذي يشهد فيه المخيم ارتفاعا ملحوظا في عدد لاجئيه.

وشهدت المنطقة أعمال عنف قبلية، وذكر بعض القادمين إلى مخيم الأزرق من منطقة الرقبان؛ أن بعض القبائل سطت وسيطرت على مصادر الماء، كما أن المساعدات انقطعت بسبب أعمال العنف، وقتل على الأقل شخص واحد خلال مواجهات مع حرس الحدود الأردنيين.