ترى صحيفة "إندبندنت" أن
بريطانيا تدخل منطقة مجهولة من
الإسلاموفوبيا، بعد التصويت على الخروج من
الاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي.
وتشير الصحيفة إلى التقرير السنوي الذي أعدته منظمة ترصد الاعتداءات ضد المسلمين في بريطانيا، التي قالت إنها تلقت 326 حادثا، ما يمثل زيادة بنسبة كبيرة عن العام الماضي، لافتة إلى أن منظمة "
تيل ماما" تقوم برصد الأحداث والاعتداءات الموجهة للمسلمين في بريطانيا.
ويذكر التقرير أن المسلمين البريطانيين يواجهون فورة في الهجمات الموجهة بسبب الدين، حيث تخشى الكثير من النساء ممارسة حياتهن اليومية، والخروج من بيوتهن.
وتورد الصحيفة أنه بحسب التقرير السنوي لمنظمة "تيل ماما"، فقد ظهر أن عدد الهجمات هذا العام زاد بـ326 عن العام الماضي، في حين قال المجلس الإسلامي البريطاني إنه تلقى بلاغا عن 100 حادث عنصري خلال عطلة الأسبوع الماضي، أي بعد يوم من إعلان نتائج
الاستفتاء، التي صوتت فيه الغالبية في إنجلترا لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي.
ويلفت التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن القادة السياسيين، وبينهم رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، وزعيم حزب العمال جيرمي كوربين، عبروا في جلسة يوم الاثنين عن مخاوفهم من انتشار الهجمات
العنصرية، فيما قالت العضو البارز في حزب العمال هارييت هارمان إن الكثير من العنصريين يعتقدون أن الهجوم على الأجانب والأقليات هو "موسم مفتوح".
وتكشف الصحيفة عن أن البولنديين وغيرهم من أبناء الأقليات عانوا من هجمات عنصرية جسدية ولفظية، وفي أنحاء البلاد كلها، حيث قال المجلس الوطني لقادة الشرطة إن هناك زيادة بنسبة 57% في البلاغات التي تلقتها الشرطة على الموقع الخاص بجرائم الكراهية بين يوم الخميس والأحد، مقارنة بالأسابيع الأربعة الماضية.
وينوه التقرير إلى أن مراسلة برنامج "توداي" (اليوم) في الراديو الرابع "بي بي سي" سيما كوتيشا، قالت يوم الاثنين في تغريدة لها إنها شعرت بالصدمة عندما "نودي علي بـ"باكي" (وصف عنصري للباكستانيين)، ولم أسمع بهذه الكلمة منذ الثمانينيات من القرن الماضي".
وتنقل الصحيفة عن تقرير "تيل ماما"، قوله إن زيادة الهجمات العنصرية في تزايد، حتى قبل استفتاء يوم الخميس، حيث رد التقرير الزيادة للهجمات الإرهابية، مشيرة إلى أنه في الوقت الذي وجد فيه التقرير أن معظم الهجمات تتم عبر الإنترنت، فإن هناك الكثير من الهجمات تجري في العالم الحقيقي، في المدارس والكليات والمطاعم والمواصلات العامة.
ويفيد التقرير بإن منظمة "تيل ماما" تقول إن تأثير الهجمات في المسلمات، خاصة ممن يرتدين الحجاب، كبير، حيث لا يشعرن بالأمان للقيام بواجباتهن اليومية.
وتنقل الصحيفة عن رئيس منظمة "تيل ماما"، الوزير السابق للمجتمعات شهيد مالك، قوله: "نحن أمام مسار مجهول"، ويضيف أن "الإحصائيات ترسم صورة قاتمة، وانفجارا في الهجمات المعادية للمسلمين، سواء على الإنترنت أو في الشوارع، ويتم استهداف النساء المسلمات من دعاة الكراهية الجبناء، حيث إن الزيادة النسبية في الهجمات هي شهادة على أننا لا ندافع عن الكثير من مواطنينا، رغم الجهود الكبيرة لمواجهة الكراهية للمسلمين".
ويتابع مالك قائلا: "على خلفية الاستفتاء، وصعود الهجمات العنصرية، فإنه يجب على الحكومة ألا تكون تحت أي وهم بأن الأمور قد تتطور، وتصبح غير مريحة للأقليات في بريطانيا، ونحن اليوم، أكثر من أي وقت مضى بحاجة إلى حكومتنا وأحزابنا السياسية، وبالطبع للإعلام؛ للتصرف بمسؤولية، ومساعدة قيادتنا في مرحلة ما بعد (البريكست)، حيث يتم رفض الكراهية للأجانب والكراهية، وفشل القيادة في التصرف في هذه المرحلة الحساسة من تاريخنا قد يؤدي إلى عواقب وخيمة تنعكس علينا جميعا".
وبحسب الصحيفة، فإن تقرير "تيل ماما" ذكر أن نسبة 61% من الضحايا هي من النساء اللاتي يسافرن في المواصلات العامة، ونسبة 72% منهن يمكن التعرف عليهن بسبب الحجاب، حيث يجد التقرير أن النساء هن الطرف الذي يمكن أن يتعرضن للاعتداء أو التحرش أثناء سفرهن في المواصلات العامة إلى مركز المدن والبلدات، أو أثناء التسوق.
ويبين التقرير أن هناك نسبة 11% من الحوادث سجلت في المدارس والكليات، وبنسبة 35% منها اعتداءات جسدية، مشيرا إلى أن معظم الحوادث تم نشر أخبار عنها على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث إن الشرطة اعتقلت امرأة في تشرين الثاني/ نوفمبر، كانت تسب وتشتم امرأة مسلمة في الحافلة، وأصدرت عليها المحكمة سجنا مع وقف التنفيذ.
وتختم "إندبندنت" تقريرها بالإشارة إلى قول سائق سيارة يدعى ياسر حسين، إن سائق سيارة أخرى توقف، وأنهال عليه بالسباب، مثل "يا ابن الحرام".