لم تمرر حكومة إقليم
كردستان تهديد نائب قائد الحرس الثوري
الإيراني "سردار حسين سلامي" للإقليم، دون أن ترد عليه، معتبرة إياه "تطاولا على سيادتها"، في حين توقع محللون أمنيون وسياسيون بكردستان؛ مزيدا من توتر العلاقات بين الطرفين، محملين الحكومة المركزية ببغداد مسؤولية أمن الإقليم وسيادته.
وقال المتحدث باسم حكومة الإقليم، سفين دزيي، لـ"
عربي21"، إن حكومة إقليم كردستان وشعبه لا يقبلان أي تهديد لسيادتنا المستقلة، واصفا
تهديدات سلامي بأنها "لا تتناسب مع العلاقات الوثيقة بيننا وبين إيران، وستنعكس سلبا على هذه العلاقة".
وكان سلامي قد طالب في خطبة صلاة الجمعة الماضية، قادة إقليم كردستان، بالالتزام بتعهداتهم، مهددا بـ"تدمير كل نقطة تشكل تهديدا على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، من دون أي تردد".
من جهته؛ قال الخبير في الشؤون الأمنية، بشارت زنكنة، إن "العراق بعد عام 2003 أصبح ساحة مفتوحة لكافة الدول، سيما الإقليمة التي تحاول باستمرار وتخطط لتحقيق مصالحها، وبالأخص إيران وتركيا"، مؤكدا أن "هاتين الدولتين لديهما تدخلات شبه يوميه بالشأن العراقي، وخاصة التوغل العسكري داخل الأراضي العراقية".
وعن سبب تصعيد إيران لموقفها تجاه الحكومة الكردية؛ أوضح زنكة لـ"
عربي21" أن التصعيد "جاء نتيجة العمليات العسكرية التي تقوم بها عناصر المعارضة الكردية، القابعة في الشريط
الحدودي بين الإقليم وإيران"، والتي كانت آخرها في شهر حزيران/ يونيو الماضي، منتقدا موقف حكومة بغداد "المتعاطف مع إيران، التي تهدد أمن الشعب العراقي الكردي".
احتمالية التدخل العسكري
وحول احتمالية التدخل العسكري الإيراني في الإقليم؛ بيّن زنكنة أن ذلك "يعتمد على مدى استمرار فتح جيوب لجبهات داخل الأراضي الإيرانية، خاصة أن إيران مستمرة في قصف المناطق الحدودية مع العراق، التي يُعتقد أنها أماكن لتواجد المعارضة الكردية، وكل ذلك يتم بعلم حكومة المركز التي لم تحرك ساكنا".
وتوقع أن تتأثر العلاقات التجارية والاقتصادية بين إقليم كردستان وبين إيران، بدليل أن المنافذ الحدودية المطلة على إيران وأبرزها "منفذ حاج عمران"، قد شهد خلال الأسبوعين الماضيين حركة ضعيفة، قياسا بالأشهر الماضية، أو بالمنافذ الحدودية الأخرى.
وأضاف زنكنة: "أما من الناحية السياسية والعسكرية؛ فإن الإقليم يحاول أن يعقد علاقات طيبة مع بقية الدول، خاصة أنه يحارب تنظيم الدولة، ويحاول أن يحل المسألة بشكل سريع، ولا يريد أن يفتح مشاكل مع جبهات أخرى كإيران".
تحول جديد
بدوره؛ قال عضو لجنة البيشمركة في برلمان إقليم كردستان، يعقوب كوركيس، إن "الإقليم تربطه علاقات جيدة مع إيران، التي كانت سباقة في دعم العملية السياسية في كردستان، وحقوق الشعب الكردي، معتبرا
تهديد سلامي تحولا إيرانيا جديدا؛ لم يعتدْ عليه الشعب الكردي من قبل".
وأضاف لـ"
عربي21" أن لدى إيران "مخاوف حقيقية" من جعل كردستان قاعدة لعمليات عسكرية تنفذها المعارضة الكردية داخل الأراضي الإيرانية، وقال: "كقوى سياسية في إقليم كردستان؛ نأمل أن لا تتطور هذه الأمور إلى قطيعة سياسية، أو تصعيد سياسي بين الطرفين".
وأكد كوركيس أن لدى الإقليم "موقفا واضحا تجاه أي قوى تستغل أراضيها في تنفيذ أي عمليات عسكرية، وهذا موقفها منذ التسعينيات، لكن تضاريس الإقليم الجبلية الوعرة حالت دون منع وقوع هذه العمليات، حيث يصعب الوصول إلى تلك المناطق وتأمينها أمنيا".
وقال إن "من حق إيران أن تدافع عن حدودها وسيادتها، كما إن من حق الإقليم أن يحافظ على مكاسبه وحدوده السيادية"، داعيا حكومة كردستان إلى "الحفاظ على حدود الإقليم، ومنع تسلل أي قوى سياسية أخرى، أو استغلال أراضي الإقليم لتنفيذ عمليات عسكرية في مناطق أخرى".
ومن الجدير بالذكر؛ أن تهديدات سلامي جاءت بعدما شهدت عدة أماكن في كردستان إيران خلال شهر حزيران الماضي، مواجهات بين الحرس الثوري الإيراني، وبين
الحزب الديمقراطي الكردستاني.