نشرت صحيفة "إندبندنت" تقريرا لمراسلها للشؤون السياسية آشلي كاوبيرن، يتحدث فيه عن الانقلاب على زعيم
حزب العمال جيرمي
كوربين، وعلاقته بتقرير لجنة التحقيق في حرب
العراق عام 2003.
ويشير التقرير إلى أن الوزير الاسكتلندي الأول السابق
ألكس سالموند، يقول إن الانقلاب الداخلي في حزب العمال على جيرمي كوربين له علاقة بنشر تقرير
تشيلكوت حول الحرب على العراق، الذي طال انتظاره.
ويلفت الكاتب إلى أن تعليق سالموند يأتي قبل ثلاثة أيام من موعد نشر تقرير لجنة التحقيق في حرب العراق عام 2003، التي يرأسها السير جون تشيلكوت، حيث كانت هناك تقارير سابقة، تشير إلى أن قرار المحكمة بحق رئيس الوزراء الأسبق
توني بلير ومن حوله في وقتها، سيكون "قاسيا جدا".
وتورد الصحيفة ما كتبه سالموند في صحيفة "هيرالد" قائلا: "من الخطأ الظن بأن تشيلكوت والأحداث الحالية ليسا متصلين تماما، إن الرابط بينهما يظهر جليا فيما يدور في أروقة حزب العمال، حيث فكرت كثيرا في سبب اختيار حزب العمال في البرلمان القيام بانقلابه على كوربين في هذا الوقت بالذات، وكيف يمكن تفسير سعيه اليائس لإخراجه (من قيادة الحزب) الأسبوع الماضي؟ لا يمكن أن يكون ذلك بسبب الاستفتاء الأوروبي، حيث لم يقم كوربين بحملة نشيطة ضد الخروج من أوروبا، لكنه كان واضحا في الحملة أكثر من الرابحة السياسية الأكثر احتمالا، تيريزا مي".
ويضيف سالموند: "تحدثت حول هذا الموضوع مع عضو حزب العمال المخضرم دينيس سكينر، فأجاب بكلمة واحدة (العراق)، حيث يرى سكينر أن توقيت الانقلاب جاء لتجنب دعوة كوربين لمحاكمة بلير الأربعاء القادم من موقعه في البرلمان، وفي الواقع يقول الكثيرون بأن كوربين قد حدد مستقبله، بصفته زعيما للحزب، عندما قال إنه مستعد لرؤية رئيس الوزراء العمالي السابق توني بلير يحاكم بتهمة جرائم حرب".
وينقل التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، عن سالموند، قوله في مقابلة تلفزيونية مسجلة: "أتساءل عن السبب الحقيقي لهذا (الانقلاب) الآن، يقولون إنه نتيجة (التصويت على مغادرة الاتحاد الأوروبي)، لكني أعتقد أن كوربين قام بحملة معقولة تماما، لكني أتساءل –وأعرف أن الآخرين يتساءلون كذلك– عما إذا كان الموضوع متصلا بقدر ما بتقرير تشيلكوت الأسبوع القادم؟".
ويضيف سالموند: "هناك مؤشرات كثيرة إلى أنه سيكون هناك اتهام صريح لتوني بلير بإثارة الحروب، ومعظم الأشخاص الذين يعدون العدة للإطاحة بكوربين كانوا من أكثر مؤيدي بلير حماسة، ولذلك أتساءل إن كانت هذه التحركات ضربة استباقية لها علاقة بتقرير تشيلكوت؛ لأن كوربين عبر عن دعمه لمحاكمة توني بلير، كما يجب أن يتم، ولذلك أظن أن هناك ما يتعلق بهذا الأمر أكثر مما هو ظاهر".
وينوه كاوبيرن إلى أن لجنة التحقيق، التي عينها رئيس الوزراء السابق غوردون براون في حزيران/ يونيو 2009؛ للتحقيق في الفترة التي سبقت غزو العراق عام 2003، ستنشر تقريرها، المؤلف من 2.6 مليون كلمة، يوم الأربعاء، حيث من المتوقع أن يؤدي إلى "تشويه سمعة" عدد من المسؤولين الكبار.
وتفيد الصحيفة بأن سالموند قال لشبكة "سكاي نيوز" إنه يجب أن "تكون هناك محاسبة سياسية أو قضائية" لدور بلير في حرب العراق، وأضاف: "يبدو (بلير) محتارا لماذا ينظر إليه جيرمي كوربين على أنه مجرم حرب، ولماذا لا يحبه الناس، السبب هو 179
بريطانيا تم قتلهم، بالإضافة إلى 150 ألف عراقي من الضحايا المباشرين للحرب، عدا عن النار التي تلتهم الشرق الأوسط، ومواجهة العالم أزمة وجود مع الإرهاب، إن هذه بعض الأسباب فقط التي يجب عليه أن يفهمها، ربما ليعرف لماذا لا ينظر الناس إليه بعين الاحترام".
ويتابع سالموند قائلا: "نحن ننتظر أن يقدم تقرير تشيلكوت الأدلة التي نعتقد أنها موجودة، التي تسمح بالقيام برفع قضية، وعلى أي حال، فإن هناك الكثير من أعضاء البرلمان المصممين تماما على أن المحاسبة يجب أن تتم، حيث إن هذه القضية ليست مرتبطة بحزب ما".
وتختم "إندبندنت" تقريرها بالإشارة إلى قول سالموند: "(إنهم يظنون) أنه لا يمكن حدوث حالة تدخل البلد بحماقة في حرب غير قانونية، وتكون نتائجها وخيمة، ولا تكون هناك محاسبة في نهاية المطاف، فيجب أن تكون هناك محاسبة قانونية أو سياسية لذلك".