ذكرت صحيفة "ديلي تلغراف" أن ضابط بحرية كويتيا تدرب في بريطانيا، وعمل في
تنظيم الدولة، اعتقلته السلطات
الكويتية الشهر الحالي، وسلمها معلومات مهمة عن التنظيم وقيادته.
ويشير التقرير إلى أن علي عمر
العصيمي (27 عاما)، والمولود في الكويت، اعتقل على الحدود العراقية السورية في الرابع من تموز/ يوليو، لافتا إلى أن العصيمي تلقى تدريبه في البحرية التجارية في كلية ساوث تينسايد البحرية، التي تعد من أرفع الكليات البحرية في بريطانيا، حيث غادر منزله في تينسايد في ساوث شيلدز في نيسان/ أبريل 2014؛ للقتال في
سوريا.
وتقول الصحيفة إن العصيمي، الذي تزوج فتاة سورية، وأنجب منها طفلة، يتعاون الآن مع السلطات الكويتية، حيث اعترف بأداء دور بارز في التنظيم، وقال إنه عين مسؤولا في حقول النفط حول الرقة، التي تعد العاصمة الفعلية لما تطلق على نفسها "الدولة الإسلامية"، وأضاف أنه اختير للعمل في المهمة بسبب إتقانه اللغة الإنجليزية، ومعرفته في مجال الهندسة، وخبرته السابقة في شركة النفط الوطنية الكويتية.
ويلفت التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن تنظيم الدولة قد سيطر على حقول النفط السورية في صيف عام 2014، واختار لإدارتها أفضل خبرائه من الجهاديين الأجانب، خاصة أنها المورد الرئيس للنفط للتنظيم.
وتورد الصحيفة أن العصيمي، وكنيته "
أبو تراب الكويتي"، كشف للمحققين الطريقة التي يتم فيها تهريب النفط وبيعه في السوق السوداء في المنطقة والأسواق الدولية، وبأسعار مخفضة؛ لتجاوز المنافسة، وقدم أيضا قائمة بأسماء الأشخاص الضالعين في التجارة، وزعم العصيمي أنه أقام علاقة جيدة مع نظام الرئيس السوري بشار
الأسد، وحضر اجتماعات مع مسؤولين بارزين في نظامه، بالإضافة إلى مسؤولي استخبارات إيرانيين.
ويعلق التقرير بأن الكويت تعد حليفا للأمريكيين، وعادة ما تمرر المعلومات الأمنية التي حصلت عليها من مشتبه بهم بالإرهاب إلى دول التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة، مشيرا إلى أن العصيمي يعد واحدا من مسؤولي التنظيم القليلين الذين ألقي القبض عليهم، وقدم معلومات استخباراتية يمكن أن تترك أثرا مهما في طريقة استهداف التحالف الدولي لتجارة النفط.
وتنوه الصحيفة إلى أن النفط يعد المصدر الرئيس لمالية التنظيم، حيث إنه لا يزال يحقق موارد شهرية تصل إلى 30 مليون دولار، رغم الهجمات الجوية المتواصلة لدول التحالف على هذه التجارة.
ويفيد التقرير بأن شهادة العصيمي تقدم دليلا قويا على الصفقة التي تم التوصل إليها بين الجهاديين ونظام الأسد، لافتا إلى أن عمه يقول إنه تحول إلى صفوف الجهاديين بعد مقتل شقيقه عبدالله في العراق عام 2013، "فقد تغير على ما يبدو بسبب موته، وأطلق لحيته، ولم يعد يتحدث بالطريقة التي كان يتحدث فيها، وكان يزور عائلته مرة كل أسبوعين، وكانت آخر زيارة له نهاية عام 2013، وهي المرة الأخيرة التي سمعنا فيها عنه".
وتذكر الصحيفة أنه بعد عدة أشهر سافر إلى سوريا، وظهر اسمه على بيانات الداخلين إلى مناطق تنظيم الدولة، حيث وصف نفسه بـأنه "ضابط بحرية في بريطانيا".
وينقل التقرير عن المحلل في شؤون الشرق الأوسط في جمعية هنري جاكسون، وهي مركز بحث، كايل أورتون، قوله إن تعيين مقاتلين أجانب في مراكز مهمة أمر غير عادي، وإن المعلومات التي قدمها تعد انقلابا للتحالف الدولي.
وتختم "ديلي تلغراف" تقريرها بالإشارة إلى قول أورتون إن "اعتقال العصيمي يعد مصدرا ثمينا للمعلومات في الحرب ضد تنظيم الدولة"، وأضاف قائلا: "لسوء الحظ، فإن هذه المعلومات نادرة؛ لأن سياسة التحالف الدولي المتبعة، وشن الغارات الجوية، لا يسمحان بآلية لجمع المعلومات من داخل الشبكات الجهادية".