نشرت صحيفة "الكونفدنسيال"
الإسبانية تقريرا؛ تحدثت فيه عن دراسة قدمت، الثلاثاء، من قبل باحثين في الجامعات الإسبانية؛ توصلت إلى أن ظهور
تنظيم الدولة غير مشهد الحركة الجهادية في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك إسبانيا.
كما أن هذه الدراسة التي تحمل عنوان "تنظيم الدولة في إسبانيا"، بينت أن التنظيم يستقطب موالين له في إسبانيا من الجنسين، ومن ذوي مستوى تعليمي مقبول.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن هذه الدراسة أقدمت على تحليل الحالات التي تجمعها علاقات بتنظيم الدولة، والتي بلغ عددها 124 حالة خلال العامين الماضيين، استنادا إلى المعلومات المتوفرة عن هؤلاء المتهمين الذين مكنوا الباحثين الإسبان من تكوين صورة "شعاعية" عن الجهاد الإسباني الجديد، والتي كشفت عن جذور التطرف وتجنيد المتشددين على الأراضي الأوروبية.
ونقلت الصحيفة عن الباحثة غارسيا كالفو، قولها بأنه "حتى عام 2012، لم يسجل أي تواجد للعنصر النسائي ضمن المتهمين بالتعاون مع المنظمات الإرهابية. لكن اليوم بلغت هذه النسبة 16 بالمائة". ووفقا للباحثة، يفسر ذلك بأن تنظيم الدولة لديه استراتيجية ناجحة لحشد موالين له من الجنسين.
وأضافت الباحثة أنه "حتى عام 2012، كانت الغالبية العظمى من المتطرفين من الذين لم يولدوا في إسبانيا، فيما مثّل الإسبان في ذلك الوقت نسبة خمسة بالمائة فقط. لكن بعد ظهور تنظيم الدولة، وبفضل قدرته على حشد العديد من الموالين له، ارتفع عدد المتطرفين الإسبان".
وواصلت الباحثة قولها: "من بين هؤلاء الذين يتعاونون مع تنظيم الدولة، 13.6 بالمائة تحولوا من ديانات أخرى واعتنقوا الدين الإسلامي. لكن 10 بالمائة فقط من هذه المجموعة، لديهم دراية بالدين والشريعة الإسلامية. كما أنه من جملة المتأثرين بالفكر الجهادي لتنظيم الدولة، فإن 59% منهم هم ممن أتموا التعليم الثانوي، و10 بالمائة من حاملي شهادات التعليم العالي".
كما تشير غارسيا كالفو إلى اكتشاف حقيقة مهمة، تفيد بأن تنظيم الدولة يستعمل في إسبانيا طرقا قديمة لاستقطاب الجهاديين. ورغم رواج الدور المهم للإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي في نشر الفكر الجهادي واستقطاب موالين للتنظيم المتطرف، إلا أنه في إسبانيا يلجأ المجندون إلى وسائل مادية، وعموما بلغت نسبة المتطرفين عبر الإنترنت 18.4 بالمائة، مقابل 28.9 بالمائة لأولئك الذين يتبنون الفكر المتطرف مباشرة وفي أماكن "مادية".
وتوضح الباحثة أن "هذه الأماكن المادية، هي أساسا المنازل الخاصة وأماكن العبادة والمراكز الثقافية الإسلامية، وفي مرحلة ثانية يتم تحويلهم إلى أماكن خاصة، بعيدا عن المراقبة. وفي النهاية، يعمل المجندون على بث أكبر عدد ممكن من الدعاية الجهادية ليستهلكها الطرف المقابل".
وبينت الباحثة أن "وجود هؤلاء الوسطاء في عملية التطرف ضروري؛ وبذلك لا يمكن اعتبار أن الحركة الجهادية في إسبانيا هي عملية تطرف ذاتي، أو دون اتصال مع أفراد آخرين".
ومن ناحية أخرى، قالت الصحيفة إنه حسب هذه الدراسة، هناك دوافع "أيديولوجية ونفعية"، تدفع بالعديد إلى تبني الفكر الجهادي خاصة أولئك الذين يأملون في الحصول على المال. إضافة إلى تواجد أسباب "عاطفية ووجدانية" وأخرى "وجودية".
كما أوردت الصحيفة قول الباحث ريناريس، بأن "هؤلاء الأفراد هم بالغو الخطورة". واستنادا إلى دراسته، يرتبط أكثر من ثلث العدد الإجمالي للمعتقلين، بخلايا أو جماعات أو شبكات لها القدرة والرغبة في تنفيذ هجمات إرهابية في إسبانيا. وبالإضافة إلى ذلك، فإن "الغالبية العظمى منهم على علاقة تنظيمية مباشرة مع تنظيم الدولة، ومع عناصر هامة من هذه الشبكة في أوروبا؛ من بينهم عناصر نفذت هجمات في باريس وبروكسيل".
وفي الختام، قال ريناريس إن "هذه الأرقام كافية لتسليط الضوء على التهديد الذي يشكله تنظيم الدولة على إسبانيا. كما أنه في إسبانيا، يستقطب تنظيم الدولة أفرادا من المسلمين وغير المسلمين؛ ولذلك فمن الضروري تعزيز خطط الدولة ضد التطرف".