ترى الكاتبة إريكا سولومون في صحيفة "فايننشال تايمز" أن رحيل
وزير الحرب في
تنظيم الدولة أبي عمر
الشيشاني يعد خسارة قد تشكل ضربة قوية لمعنويات التنظيم.
ويشير التقرير إلى أن وكالة "أعماق"، التابعة لتنظيم الدولة، أعلنت يوم الأربعاء أن القيادي الجذاب وذا اللحية الحمراء الشيشاني، قتل في غارة جوية أمريكية، في بلدة الشرقات القريبة من الموصل، لافتا إلى أن الوكالة ذكرت أن الشيشاني مات وهو يقاتل على الخطوط الأمامية.
وتذكر الصحيفة أن تأكيد الوكالة لمقتله جاء بعد أشهر من التكهنات حول مصيره، حيث قالت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" في آذار/ مارس، إن الشيشاني ربما قُتل في غارة على البلدة السورية الشدادي، مشيرة إلى أن الشيشاني واسمه الحقيقي طرخان باتريشافيلي، الذي يعتقد أنه في الثلاثينيات من عمره، يعد من الشخصيات المطلوبة لدى الولايات المتحدة، التي رصدت جائزة قيمتها 5 ملايين دولار لمن يقدم معلومات عنه.
وتقول سولومون إن إعلان وفاة الشيشاني يأتي في وقت يخسر فيه التنظيم مدنا وبلدات أمام التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة، حيث خسر التنظيم نسبة 12% من أراضيه هذا العام، بحسب تقديرات شركة الاستشارات الأمنية "آي أتش أس".
وينقل التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، عن الخبير الأمني العراقي هشام الهاشمي، قوله: "أعتقد أن وفاة الشيشاني ستؤدي إلى هجرة المقاتلين من الشيشان والقوقاز، الذين لم يعودوا مقتنعين بالقتال، حيث وصف العراقيون والسوريون، الذين انشقوا عن التنظيم، المقاتلين من القوقاز بأنهم من أشد المقاتلين بأسا".
وتلفت الصحيفة إلى أن تنظيم الدولة لديه العديد من القادة العسكريين الذين ينظمون العمليات، حيث تحول إلى منظمة شبه لامركزية؛ بسبب الضغوط الدولية التي يتعرض لها، منوهة إلى أن الهاشمي يعتقد أنه لن يتغير الكثير على استراتيجية التنظيم بوفاة الشيشاني، مستدركا بأنها "ستؤدي إلى أزمة؛ لأنه من الصعب استبداله بقائد جديد، يمكن أن يكون مصدرا للجاذبية والإلهام، الذي كان يتميز به، الأمر الذي يفتقده الآخرون".
وتفيد الكاتبة بأن داعمي التنظيم والمتعاطفين معه تبادلوا صور الشيشاني على وسائل التواصل الاجتماعي، وأثنوا على مآثره، لافتة إلى أنه من بين الصور المتداولة كانت هناك صورة لجثته، رغم أنه لم يتم التأكد من صحتها.
ويورد التقرير نقلا عن المرصد السوري لحقوق الإنسان، قوله إنه أعلن عن مقتل الشيشاني عبر مكبرات الصوت في شوارع مدينة
الرقة، عاصمة ما تطلق على نفسها الدولة الإسلامية.
وتنوه الصحيفة إلى أن الشيشاني ولد في جورجيا، وتجند في جيشها عام 2006، وقاتل ضد الجيش الروسي، وسرح من الجيش لاحقا، وفي عام 2010 قضى عاما في السجن؛ بسبب حيازته للسلاح، وبعد ذلك هرب إلى سوريا عام 2012، وبايع زعيم تنظيم الدولة أبا بكر البغدادي.
وتنقل سولومون عن مقاتلين سابقين في تنظيم الدولة قولهم إن الشيشاني أدى دور المستشار للبغدادي، وكان قائدا بارزا، وظهر في فيلم أعده التنظيم تحت عنوان "نهاية سايكس بيكو"، وقام بتجريف الحدود التي تفصل العراق وسوريا.
وتختم "فايننشال تايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن منشقا من دير الزور قال عن الشيشاني: "وصفه القادة الذين قاتلنا معهم، بأنه القائد الذي يخوض المعركة بحق، ولديه تفكير عسكري عظيم"، وأضاف أن "خسارة شخص مثله ليست خسارة قائد، بل هي خسارة رمز".