كشف مصادر خاصة لـ"
عربي21"، الأحد، عن الأوضاع التي يعيشها
تنظيم الدولة في مدينة
الموصل في ظل عملية عسكرية تقودها القوات
العراقية لاستعادة المدينة استهلت بـ"تحرير" قاعدة "القيارة"، والتي تعد أكبر القواعد العسكرية الاستراتيجية.
وأعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر
العبادي، في 9 تموز/ يوليو الجاري، تحرير قاعدة "القيارة" الجوية، التي تقع على بعد 65 كلم جنوبي مدينة الموصل في محافظة نينوى، وتعد قاعدة مهمة لتحرير المدينة من سيطرة تنظيم الدولة.
وفي بيان لمكتبه، دعا العبادي أهالي محافظة نينوى إلى الاستعداد لتحرير مدنهم، وقال: "مثلما قضينا على الدواعش في الفلوجة وهربوا كالجرذان في الصحراء سنقضي عليهم في الموصل".
وقالت المصادر في حديث لـ"
عربي21"، إن "سيطرة تنظيم الدولة على الموصل باتت تشهد تراخيا واضحا، وذلك بعد رحيل جميع قيادات الصف الأول عن المدينة، إضافة إلى حديث التنظيم نفسه لأهالي المدينة عن مرحلة ما بعد خروجه من الموصل".
وأوضحت المصادر، أن ما يعرف بـ"ديوان الحسبة"، توقف عن محاسبة نساء المدينة اللاتي يتجولن في مدينة الموصل دون ارتداء الخمار، كما أنه توقف عن محاسبة الذين يجاهرون بالتدخين، إضافة إلى توقفه المفاجئ عن مصادرة أجهزة "الستلايت".
وكان تنظيم الدولة، بدأ في حزيران/ يونيو الماضي بمصادرة أجهزة "الستلايت" من أهالي الموصل ومنع استخدامها في المنازل، فيما شنت مفارزه حملة على عدد من أحياء المدينة جُمعت خلالها آلاف الصحون وتم إتلافها، وفقا لإصدار مرئي بثه التنظيم.
المصادر، أكدت لـ"
عربي21"، أن "كبار قيادات تنظيم الدولة تركوا مدينة الموصل ورحلوا مع عائلاتهم إلى سوريا وليبيا، فيما بقي القادة الصغار يديرون شؤون المدينة"، موضحة أن "أبرز من ترك المدينة هي الطبيبة الخاصة بزعيم التنظيم أبي بكر
البغدادي".
وتقدم المصادر دليلا آخر على أن التنظيم بدأ يفقد سيطرته في الموصل، وذلك بحادثة هجوم سكان المدينة على منزل "طبيبة البغدادي" ومحاولتهم تحطيمه وحرقه، تعبيرا عن غضبهم الشديد من التنظيم وما تسبب به من دمار وعزلة للمدينة، بحسب تعبيرها.
انتهاء "الخلافة"
وفي سابقة فريدة، تحدث تنظيم الدولة لسكان الموصل عن رحيله عن المدينة، قائلا إنه "إذا رحل من المدينة، فلن يتوقف عن قتل كل من تعاون مع القوات العراقية"، لافتا إلى أنه "سيعود إلى تنفيذ عمليات الاغتيال كما كان قبل سيطرته على الموصل"، وفقا للمصادر.
وبحسب المصادر، فإن حديث تنظيم الدولة عن مرحلة ما بعد خروجه من الموصل تعد مؤشرا واضحا على أن التنظيم سيترك المدينة وينسحب إلى المناطق الصحراوية وسوريا كما كان الحال قبل سيطرته على الموصل في حزيران/ يونيو 2014.
وبحديث تنظيم الدولة عن رحيله من مدينة الموصل، ترى المصادر ذاتها، أن "الخلافة" التي أعلنها زعيم تنظيم الدولة أبو بكر البغدادي في العراق والشام، ستكون بحكم الجغرافيا قد انتهت، لأن التنظيم لم يعد له أي مدينة يحكمها داخل الأراضي العراقية.
لواء الفاروق
من جهة أخرى، أفادت المصادر في حديثها لـ"
عربي21"، بأن تنظيم الدولة أعاد تشكيل لواء الفاروق المعروف بـ"لواء المهمات الخاصة"، حيث استدعى جميع أفراد اللواء وقام بنشرهم على أطراف المدينة تحسبا لأي هجوم تنفذه القوات العراقية.
وبخصوص محاسبة من يهرب من عناصر التنظيم، ذكرت المصادر أن "تنظيم الدولة يقوم باعتقال كل من يحاول الهروب وترك ساحة المعركة، وإيداعه السجن"، مشيرا إلى أن "تنظيم الدولة يقوم في بعض الأحيان بإعدام عناصره الفارين"، وإن لم يتم التأكد من ذلك.
وشبهت المصادر، وضع تنظيم الدولة في الموصل، بما كان عليه وضع حزب البعث إبان نظام الرئيس الراحل صدام حسين، حين قاربت قوات الاحتلال الأمريكي على احتلال العاصمة بغداد، الأمر الذي أدى إلى تراخي السلطة وضعف سطوتها.
وأقر تنظيم الدولة الأربعاء الماضي، بمقتل القائد العسكري للتنظيم عمر الشيشاني، في المعارك في العراق، فيما قالت وكالة أعماق، إن الشيشاني قتل خلال مشاركته في صد الحملة العسكرية على مدينة الموصل.
يذكر أن تنظيم الدولة، فرض في حزيران/ يونيو 2014، سيطرته على محافظة نينوى ومركزها مدينة الموصل ثاني أكبر محافظة عراقية بعد العاصمة بغداد، وذلك بعد مواجهات لم تدم طويلا خاضها التنظيم ضد مختلف التشكيلات من القوات العراقية.