أبو درع "رمز" الاقتتال الطائفي بالعراق يظهر مجددا (ملف)
عربي21- مصطفى الدليمي11-Jul-1612:13 PM
شارك
أبو درع أثناء تواجده في منطقة الكرادة وسط بغداد- تويتر
أعاد ظهور إسماعيل حافظ اللامي، المعروف بـ"أبي درع"، في منطقة الكرادة وسط بغداد مناديا بالثأر لضحايا التفجير، إلى الأذهان أحداث الاقتتال الطائفي التي تسببت بتهجير وقتل مئات الآلاف بين عامي 2006 و2008، وكان اللامي أحد أبرز المتهمين بارتكابها.
وبعد سنوات من اختفائه عن المشهد الأمني في العراق، فوجئ سكان العاصمة العراقية بغداد، بظهور أبي درع، وسط حشد من الناس، في موقع التفجير بمنطقة الكرادة، وهو يهتف "عزوا علي.. عزوا علي"، مدعيا أن "كل الضحايا هم من الشيعة".
وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صوره بسخرية، من دموعه التي ذرفها في موقع تفجير الكرادة الدموي والإجرامي، بعبارة "أبكيتني!" ووسم التعليقات على ظهوره بهاشتاغ "#تجار_الدم".
وجاء في صفحة "أصوات العراق" على "فيسبوك" أن "المطلوب للعدالة والمسؤول عن الجثث المجهولة الهوية، أبا درع، يظهر بين جموع المتظاهرين في الكرادة، مطالبا بالثأر ممن قتل الشيعة بتفجير الكرادة"، بحسب قوله.
إلى ذلك، قال الناشط "مغرد عراقي" في تغريدة له على "تويتر": "عندما يتحول مكان #تفجير_الكرادة إلى منصة للمجرمين والصكاكة (القتلة) #ابو_درع احد أيقونات الإجرام في سنوات الاقتتال الطائفي!!".
وتساءل الناشطون باستغراب عن كيفية تواجده وسط بغداد، وأمام القوات الأمنية وهو مطلوب للقضاء، فضلا عن وجود أمر من زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر بحجزه والتحقيق معه.
برز إسماعيل حافظ اللامي الملقب بـ"أبي درع" كأحد أهم الشخصيات البارزة في جيش المهدي، وسبق له أن تدرب في إيران تحت ستار زيارة العتبات المقدسة هناك، وبعد عودته إلى العراق قاد فرقًا للموت، حسبما ذكرت تقارير محلية عراقية.
وكان يعمل مساعد ضابط (نائب ضابط) في الجيش العراقي في سلاح الدروع، ومن هنا كانت تسميته "أبو درع"، وكان معروفًا في منطقته في مدينة الصدر في بغداد معقل الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، وليس له من التدين شيء ومسجلة عليه عدة دعاوى مشاجرات في مخافر الشرطة.
وقد هرب في عام 2000 من الجيش وتحول بعدها إلى التدين، وخصوصا بعد مقتل رجل الدين محمد محمد صادق الصدر (والد مقتدى)، وعند سقوط بغداد شارك أبو درع في عمليات النهب للإدارات الحكومية والأسواق العامة.
وعيّن أبو درع في تشكيل جيش المهدي بعد سقوط النظام السابق عام 2003، آمرا لإحدى سراياه في مدينة الصدر، وبعد انتهاء الاشتباكات التي جرت عام 2004 بين جيش المهدي والقوات الأمريكية عيّن أبو درع في هيئة استخبارات خاصة بجيش المهدي.
وهذه الهيئة قامت بعمليات قتل منظمة ضد البعثيين وضباط الجيش والمخابرات السابقين، ثم تم إرساله إلى إيران لغرض التدريب، وبعد عودته إلى العراق أصبح يقود عمليات قتل طائفي وفقا لتقارير محلية.
وكان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، قد كشف في عام 2011، عن إيواء إيران لأبي درع الذي يتهمه العراقيون بتنفيذ عمليات القتل الطائفي في العاصمة بغداد بين عامي 2006 و2007، بطرق وحشية، من أبرزها التثقيب والحرق.
وأكد الصدر وجود المطلوب أبي درع في إيران، هربا من مطالبته والسلطات العراقية له لمحاكمته عن الكثير من الجرائم، التي ارتكبها مسلحون شيعة ضد السكان السنة في أحياء العاصمة العراقية بغداد بعد اندلاع العنف الطائفي، الذي ساد البلاد بعد تفجير مرقد الإمامين العسكريين في سامراء شمالي بغداد.
ويعتبر أبو درع (44 عاما) من أبرز قيادات جيش المهدي سابقا، حيث كان مسجونا لدى القوات العراقية بتهم مشاركته في أعمال عنف إلا أنه أفرج عنه في ظروف غامضة في نيسان/ إبريل عام 2010، ليهرب بعدها إلى إيران.
أبو درع في إيران
وطالب الصدر إيران بإرجاع أبي درع إلى العراق، لكنها لم تستجب لطلبه كما قال، داعيا أتباعه إلى إعلان رفضهم لمن أسماهم "المنشقين والمفسدين" في التيار.
وسبق للصدر أن دعا في حزيران/ يونيو 2011، سكان "قطاع 33" في مدينة الصدر إلى التصدي لأتباع أبي درع، اجتماعيا أو عن طريق العشائر، مطالبا الحكومة بردعهم، مؤكدا أنه يقف مع أهالي الحي وسيعمل على دعمهم.
وقال مقتدى الصدر في كلمة صدرت عن مكتبه اليوم ردا على استغاثة أرسلها سكان في "حي 33" في مدينة الصدر ببغداد إليه: "عليه وعليهم لعائن الله، (أتباع أبي درع) مجرمون قتلة لا دين لهم ولا ورع، وعلى الحكومة ردعهم وأنا معهم رادع معهم".
وأضاف الصدر: "على أهالي المدينة عدم السماح لهم بذلك بالطرق الاجتماعية أو عن طريق العشائر أو ما شابه"، بحسب تعبيره.