تحدثت المراسلة العسكرية الإسرائيلية لإذاعة الجيش الإسرائيلي عن أسرار خطابات زعيم
حزب الله اللبناني حسن
نصر الله النفسية.
شيمريت مئير، التي كانت مكلفة في إذاعة الجيش الإسرائيلي بالاستماع لخطابات نصر الله إبان حرب تموز 2006، تحدثت في مقال لها عن خطاب نصر الله الأخير، الذي ألقاه بمناسبة مرور أربعين يوما على مقتل الرجل البارز في الحزب مصطفى بدر الدين.
تقول شمريت إنها استمعت إلى خطاب نصر الله، كعادتها، حيث إنها قامت بالاستماع المضني لخطابات نصرالله في حرب لبنان الثانية.
تفصل شمريت كيف أنها قضت أسابيع تستمع إلى خطابات نصر الله وتحللها، وكان يفترض أن تنقل إلى الجمهور الإسرائيلي، وقت الحرب، ماذا يحدث في "حزب الله".
"وبعد مرور عشر سنين، بقي نصرالله كما عهدناه"، تقول شمريت. وتضيف: "من يسمع خطابا واحدا من خطاباته يعرف كل شيء. استخدام الوتيرة، الموسيقى، الوقفات، اللغة الشعبية، التلاعبات الصارخة، دمج خطاب الضحية بالبلطجة، كل ذلك كان أمرا اعتياديا".
تتوقف شمريت عند جملة قالها نصر الله، "سنقول صراحة وعلنا: إنّ موازنة "حزب الله"، وجوده، المال، الطعام، الشراب، الصواريخ، توفرها جميعها الجمهورية الإسلامية الإيرانية".
وتتساءل: "إذا ما هي الدراما؟ لقد قال نصرالله ما يعرفه كل من يعيش في المنطقة، إيران تقف خلف "حزب الله"، وهي راعيته".
وتضيف شمريت: "إنّ الذين يدعون أنّ حرب لبنان الثانية كانت ناجحة بالنسبة إلى إسرائيل، يتجاهلون الحدث الأكثر دراماتيكية في الشرق الأوسط في العقود الأخيرة، وهو الحرب الأهلية السورية، التي يقع النصر فيها على سلم الأولويات الإقليمي لإيران، والذي من المفترض أن ينفّذه "حزب الله".
وترى شمريت أن نصرالله أصبح أحد القادة المستقرّين في الشرق الأوسط. مضيفة: "لا أحد في "حزب الله" يشكّل خطرا جدّيا على مكانته، وهو على علاقة جيّدة جدّا مع الإيرانيين، كما هو معلوم، فقد خرج من المخبأ عشر مرات على الأكثر، وهو يدير الأمور كما يدير عينيه، من دون التعرض إلى الخطر.
في نظري، تقول شمريت، أصبح عتيقا إلى حد ما، وذلك نتيجة حتمية، مثل وزنه الزائد، للحياة في المخبأ. نظرته الإعلامية ملائمة أكثر لتسعينيات القرن الماضي. فهو لا يستخدم "الإنستغرام"، و"تويتر" (مع أن ابنه "جواد" مغرّد نشط، ويدافع بحماسة عن والده)، ولا يلتقط صور "السلفي" (على سبيل المثال بخلاف قائد قوة "فيلق القدس" التابعة للحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، الذي يوثّق نفسه يوميا.
ولكن نصرالله، وفق شمريت، فَقَدَ شيئا واحدا، ولن يُحققه ثانية، إنه "الدعم العربي".
وتخلص شمريت إلى أنه "إذا كانت جميع القنوات الفضائية قبل عشر سنين توقف بثّها لنقل أحاديثه، وإذا كان الفلسطينيون اعتبروه بطلا، وإذا كان، رغم شيعيّته، رمزا لـ"المقاومة" العربية، فإنّ "حزب الله" اليوم، بالإضافة إلى الأسد وإيران، وبعد قتل مئات آلاف السوريين، مكروهون من الغالبية السُنية في المنطقة".
وتختم شمريت بقولها: "ليست هناك علاقة مباشرة لإسرائيل بهذا التغيير الدراماتيكي، ولكن توجد له أهمية كبيرة جدا بالنسبة إليها".