وهكذا قتل قصي عبطيني "أبو عبدو" مجسّدا مأساة حلب (فيديو)
لندن- عربي21- باسل درويش02-Aug-1610:05 AM
شارك
تلغراف: تعبر حياة قصي ووفاته عن حياة الحلبيين ومدينتهم- أرشيفية
تناولت صحيفة "ديلي تلغراف" مأساة مدينة حلب بطريقة مختلفة، حيث أشارت إلى مقتل الطفل قصي عبطيني، الذي جسد شخصية "أبو عبدو" في الكوميديا السوداء عن الحياة في ظل الحرب في مسلسل "أم عبدو الحلبية".
ويشير التقرير إلى أن قصي، الذي لم يتجاوز الرابعة عشرة من عمره، قتل في ثالث أيام العيد، وهو أحد أبناء حي صلاح الدين، عندما كان يحاول مع والده اجتياز طريق الكاستيلو، وتعرضت السيارة التي كانت تقلهما لصاروخ أردى قصي ميتا، وتمكن والده من النجاة.
وتعلق الصحيفة بأن الكوميديا، التي جسدت شخصية أم عبدو الحلبية، كانت مرحة وخفيفة، وتناولت الحياة في المدينة، حيث تحدثت عن المصاعب التي يواجهها السكان في الحصول على الكهرباء والمياه والخلافات الفصائلية بين المقاتلين والقصف اليومي والعنف، مشيرة إلى أنه تم تصوير حلقات المسلسل في شوارع حلب القديمة، رغم ما تعانيه من قصف يومي.
ويلفت التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن الوجه الجديد، قصي المرح، تحول إلى نجم محلي، حيث تعبر حياته ووفاته عن حياة الحلبيين ومدينتهم، التي كانت يوما المركز التجاري لسوريا، ونقطة النشاط الثقافي، وأصبحت اليوم حطاما؛ بسبب القتال، الذي مضى عليه آكثر من أربعة أعوام.
وتقول الصحيفة إن قصي ساعد على تجسيد حياة آلاف الأطفال الذين يعيشون محاصرين، وعبر عن آمالهم وطموحاتهم، التي وقفت الحرب اليومية أمام تحقيقها.
وينقل التقرير عن مخرج المسلسل بشار السقا، قوله إنه قرر استخدام الأطفال في المسلسل الكوميدي؛ لأنهم الشهود على "المذابح التي ارتكبها رئيس النظام السوري بشار الأسد ضد طفولتهم"، ويضيف السقا: "كان قصي طفلا موهوبا، وكنا نبحث عن طفل ذكي، وكنا نريده حرا في ما يقول، دون خوف من نظام الأسد ووحشيته".
وتذكر الصحيفة أن قصي كان عمره عشرة أعوام عندما بدأت التظاهرات ضد نظام الأسد في حلب، وأصبح جزءا من الثورة عندما كان يحمله شقيقه على كتفيه أثناء التظاهرات ضد نظام الأسد، لافتة إلى أنه كلما كبر ونضج أصبح ناقدا شرسا للنظام، وظهر في أشرطة فيديو أعدتها المعارضة السورية، وشجب فيها تدمير المدينة.
وينوه التقرير إلى أن شقيق قصي البالغ من العمر 19 عاما، كان مع مقاتلي المعارضة السورية، ويقول: "إنه كان شقيقي الصغير"، ويضيف: "الآن أبكي في كل مرة أرى فيها طفلا في الشارع، وأشعر أن قلبي توقف عن النبض".
وتبين الصحيفة أن مدينة حلب تعاني من حصار يفرضه النظام والطيران الروسي، مشيرة إلى أن مناطق المعارضة أصبحت محاصرة بشكل كامل.
ويشير التقرير إلى أن حلقات "أم عبدو الحلبية" بثت على قناة "حلب اليوم" في عام 2014، وكانت مدة كل حلقة عشر دقائق، لافتا إلى أن تصوير حلقات المسلسل شهد لحظات تخللها القصف، ففي إحدى الحلقات كانت ثلاث فتيات يمثلن دورهن ثم قفزن على صوت القصف، لكنهن واصلن التمثيل.
وتورد الصحيفة أن شخصية أم عبدو متجذرة في الثقافة الحلبية، حيث أدت دورها طفلة اسمها رشا، وأدى قصي دور "أبو عبدو"، وأظهر أبو عبدو شخصية الرجل الشرقي الأبوية المتسلطة، أما أم عبدو فأظهرت عبر النكتة ذكاء وهي تتعامل مع مشكلات سكان الحي.
ويفيد التقرير بأنه في إحدى الحلقات تزور والدة مقاتل أم عبدو لخطبة ابنتها له، وتخبرها أم عبدو أن بناتها متزوجات لمقاتلين من الجيش الحر، وعندما تعلم أن العريس "مجاهد" تطلب مهرا عاليا من أجل إفشال الخطبة، وفي حلقة أخرى تقرر أم عبدو تشكيل فصيل من النساء المقاتلات، وتقول لصديقتها: "تريدين الذهاب إلى جبهة القتال وأنت تخافين من الصراصير؟".
وتختم "ديلي تلغراف" تقريرها بالإشارة إلى أنه في مشهد آخر من المسلسل تخبر أم عبدو الجيران أنها تخطط للذهاب مع المقاتلين في مداهمة، وعندما يعود أبو عبدو جريحا من كمين للنظام، يقول لها إنه ليس مستغربا من معرفة الناس بالمداهمة.